الرحم

الرحم

الرحم هو عضو من أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي، وفيه يستقر الجنين وينمو ويتطور منذ اخصاب البويضة وحتى الولادة. الرحم عضو ذو جدار عضلي سميك، مجوف ويشبه بشكله حبة الاجاص. وظيفة الرحم هي التقاط البويضات المُخصبة ومن ثم احتواء الحمل. الجدار العضلي للرحم يمكنه من التوسع خلال فترة الحمل، والتأقلم مع حجم الجنين، كما أنه يقوم بدفع الجنين خلال الولادة. يقع الرحم في الحوض، وتحديداً بين المثانة والمستقيم. بشكل طبيعي يكون الرحم متدلياً نحو الأمام بحيث ينسدل جسمه على المثانة. يتكون الرحم من جزئين:

·  جسم الرحم.

·  عنق الرحم.

جسم الرحم (Body Of Uterus) يشكل الثلاثين العلويين للرحم، وهو الجزء الأكبر الذي يبرز الى وسط الحوض. يقسم جسم الرحم لقسمين:

·  قاع الرحم (Fundus Of Uterus): القسم المحدب العلوي. يرتبط هذا القسم بقنوات فالوب (Fallopian Tubes). والقسم الممتد نحو قنوات فالوب يسمى قرون الرحم (Uterine Horns).

·  برزخ الرحم (Isthmus Of Uterus): القسم السفلي من جسم الرحم والذي يرتبط بعنق الرحم، ويبلغ حوالي 1 سم طولاً. يضيق جوف الرحم عند بداية البرزخ، وتسمى نقطة التضيق بفتحة الرحم الداخلية (Internal OS Of Uterus).

داخل جسم الرحم يوجد جوف كبير يمتد من قاع الرحم وحتى عنق الرحم.

عنق الرحم (Cervix Of Uterus) هو الجزء السفلي من الرحم ويشكل الثلث السفلي من الرحم. يبلغ طول عنق الرحم حوالي 2.5 سم لدى الأنثى البالغة. يدخل طرف عنق الرحم القاصي في المهبل، لذا يمكن أن يقسم عنق الرحم لقسمين- القسم ما قبل المهبل، والقسم المهبلي- لكن لا يوجد فرق بين القسمين من حيث المبنى أو الوظيفة. في نهاية عنق الرحم، حيث يحيطه المهبل، توجد الفتحة الخارجية للرحم (External OS Of Uterus). عنق الرحم مجوف من داخله، بحيث توجد قناة عنق الرحم التي تشكل جزءاً من قناة الولادة.

جدار الرحم يتكون من ثلاثة طبقات، ويتميز بكونه جدار سميك ومتين. هدف التركيبة المميزة لجدار الرحم هو السماح للرحم القيام بوظائفه، كاحتواء الحمل والتمدد أثناء الحمل وفقاً لحجم الجنين.

·  مصلية الرحم (Perimetrium): هي الطبقة الخارجية المحيطة بالرحم، وهي عبارة عن غشاء رقيق.

·  عضل الرحم (Myometrium): الطبقة الوسطى من جدار الرحم، وتتكون من عدة طبقات عضلية تقوم بالتمدد والتقلص. تحوي الطبقة أيضاً أعصاب الرحم والأوعية الدموية. يتأثر عضل الرحم كثيراً بالافرازات الهرمونية وخلال الولادة يتقلص ليدفع المولود خارج الرحم. أما تقلص عضل الرحم خلال الدورة فترة الحيض يؤدي لألم البطن.

·  بطانة الرحم (Endometrium): الطبقة الداخلية التي تُبطن جوف الرحم، وهي طبقة مخاطية تلتصق بعضل الرحم. تتكاثر وتتضخم خلايا بطانة الرحم خلال الشهر لدى الأنثى، وذلك اثر تأثير الهرمونات الأنثية على خلايا بطانة الرحم، وخاصةً الاستروجين (Estrogen). عند حدوث الدورة الشهرية، فان مُعظم بطانة الرحم تسقط وتخرج من المهبل، لتؤدي لنزيف وافرازات الدورة الشهرية. اذا ما حملت الأنثى، فان بطانة الرحم المُتضخمة تستقبل الحمل ولا تسقط.

توجد بعض الفروقات بين جسم الرحم وعنق الرحم، بحيث أن عضل الرحم في الأخير أقل سمكاً. معظم عنق الرحم يتكون من الألياف ومن بعض العضلات.

يتغير حجم الرحم تبعاً لسن الأنثى والتغيرات الفيزيولوجية التي يمر بها الجسم. لدى الأنثى البالغة التي لم تلد فان معدل مقاسات الرحم يبلغ 7-8 سم طولاً و4-5 سم عرضاً. أما في فترة ما قبل البلوغ فان الرحم أصغر من المقاسات المذكورة. لدى الأنثى غير الحاملة يبلغ طول الرحم حوالي 7-8 سم وعرضه 5 سم، ويزن حوالي 90 غراماً. عندما تلد الأنثى فان الرحم يصبح أكبر حجمأ. أما لدى المرأة الحامل فان الرحم يتغير في حجمه، طوله وشكله تبعاص لحجم الجنين.

يقع الرحم في الحوض، وتقريباً في الوسط. يغطى جسم الرحم بمعظمه بطبقة من غشاء الصفاق الذي يبطن كافة أنحاء البطن. من أمام الرحم تقع المثانة، وبينه وبينها يوجد فراغ يسمى- الجيبة الرحمية المثانية (Vesicouterine Pouch). أما من خلف الرحم يقع المستقيم، وبينهما توجد الجيبة الرحمية المستقيمية (Rectouterine Pouch) والتي قد تكون خالية من أية محتوى أو ممتلئة بالأمعاء. من جانبي الرحم يوجد رباطين يربطان الرحم بالحوض، ويحويان الأوعية الدموية، كما يمر الحالب من جانب الرحم.

أربطة الرحم (Ligaments Of Uterus) هي مجموعة من الأغشية المتينة التي تربط الرحم بالحوض أو بأعضاء أخرى. تمتد هذه الأربطة من الرحم الى محيطه، وبعضها ما هو الا بقايا من الجنين والاخر يحوي الأوعية الدموية والأعصاب التي تصل للرحم. كما أن للأربطة أهمية في الحفاظ على استقرار الرحم. أهم الأربطة هي:

·  رباط المبيض (Ligament Of Ovary): يربط الرحم بالمبيض وقنوات فالوب.

·  رباط الرحم المدور (Round Ligament Of Uterus): يسمى كذلك نسبةً لمساره، وأيضاً يربط الرحم بقنوات فالوب.

·  الرباط العريض الرحمي (Broad Ligament Of Uterus): يمتد من جانبي الرحم ويرتبط بأرضية الحوض، ويساهم في الحفاظ على الرحم في مكانه. يحوي بداخله الأوعية الدموية.

·  توجد أربطة عديدة تربط عنق الرحم بالحوض وتحافظ على استقراره.

يتمتع الرحم بامدادات الدم الغزيرة، والشريان الرئيسي الذي يمد الرحم بالدم الشرياني هو الشريان الرحمي (Uterine Artery). يتفرع الشريان الرحمي من الشريان الحرقفي الغائر (Internal Iliac Artery)، بحيث يوجد زوج – أيمن وأيسر- من الشريان الرحمي. يتفرع الشريان الرحمي داخل الرحم ويتصل الشراينان أحدهما بالاخر. تهدف الاتصالات ما بين الشرايين الى زيادة امداد الدم للرحم، والحفاظ على امداد شرياني دائم في حال الضرر لأحد الشرايين. نشير الى أن كثافة الشرايين تزداد خلال الحمل. شريان اخر يمد الرحم بالدم هو شريان المبيض (Ovarian Artery).

الأوردة الصغيرة التي تصرف الرحم تشكل شبكة واسعة- شبكة الأوردة الرحمية (Uterine Venous Plexus). يصب الدم الوريدي في الوريد الرحمي (Uterine Vein) وللأخير زوج أيمن وأيسر.

تمتد الأعصاب الى الرحم من ثلاث شبكات عصبية توجد في الحوض: الشبكة الخثلية العلوية (Superior Hypogastric Plexus)، الشبكة الخثلية الوسطى (Middle Hypogastric Plexus) والشبكة الخثلية السفلية (Inferior Hypogastric Plexus). تتكون هذه الشبكات من أعصاب تخرج من النخاع الشوكي، وجميعها ترسل الأعصاب للرحم. حول الرحم تتكون شبكة من الأعصاب وهي الشبكة العصبية المهبلية الرحمية (Uterovaginal Nerve Plexus)- الشبكة التي تمد الرحم والمهبل بالأعصاب. الأعصاب التي تصل للرحم تحوي أعصاباً من الجهاز العصبي الودي، الجهاز العصبي اللاودي وكذلك أعصاباً مسؤولة عن الألم.

الوظيفة الرئيسية للرحم هي احتواء الحمل في حال حدوث الاخصاب- والأخير يتم في قنوات فالوب. توجد وظائف أخرى للرحم، فمنه تُفرز افرازات الحيض، وعنق الرحم يهيئ البيئة للحفاظ على الحيوانات المنوية عند دخولها العنق. يقوم الرحم أيضاً بدعم الحمل في حال وجوده ويزود الجنين بالدم والمواد الغذائية من خلال المشيمة.

07/08/2013
التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound)
التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound)

  التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound) هو أحد أكثر الاختبارات

فحوصات