تسمم الأدوية

تسمم الأدوية


إرتفاع نسبة الدَّواء في الدَّم أكثر من المنصوح بها وذلك بسبب :

  • تناول جرعة أكبر من المنصوح بها.
  • تناول جرعة مناسبة بوجود عوامل تُعرقل تخلُّص الجسم من الدًّواء مثل :
  • الفشل الكلوي إذا كان تخلُّص الجسم من الدَّواء يتم عن طريق الكليتين.
  • أمراض الكبد إذا كان تخلُّص الجسم من الدَّواء يتم عن طريق الكبد.
  • تناول أدوية أو مواد كيميائيَّة أخرى ترفع من نسبة الدَّواء في الدَّم.
  • تناول جرعة زائدة من الدَّواء قد تحدث بالخطأ سواء عن طريق المريض أو الطَّاقم الطِّبي, ولكم من جهة أخرى قد تحدث بشكل مقصود مثلاً في محاولة للإنتحار.


تناول جرعة زائدة من الأدوية هي حالة شائعة وقد تحدث في أي جيل لكنها تحدث بشكل خاص عند :

  • ألأطفال دون جيل الخامسة, إذ أنهم يميلون إلى إدخال كل شيء يجدونه في فمهم.
  • ألمراهقين والأشخاص في العشرينات من العمر بدافع الإنتحار.
  • ألأشخاص الذين يعانون من تخلُّف عقلي.
  • ألمُسنين بسبب تناولهم لكثير من الأدوية, فترتفع الإمكانيَّة للوقوع في خطأ ملائمة الدَّواء للجرعة المناسبة.


تأثير تناول جرعة زائدة من الأدوية على الأشخاص قد تختلف من شخصٍ لآخر, فتناول ذات الكميَّة من الدَّواء قد يؤدّي إلى حدوث عوارض عند شخصٍ ما بينما لا يؤدّي إلى حدوثها عند آخر. عندما تحدث العوراض تُسمى الحالة بالتسمم (Poisoning) التي ترتبط خطورتها عادةً بكميَّة الجرعة وبطول الفترة التي إستمر فيها تعرُّض المُستهلك للمادَّة.

نوعيَّة العوارض تتعلَّق بنوعيَّة الدَّواء, فأحيانًا تكون العوارض مشابهة للعوارض الجانبيَّة للدَّواء وفي جرعات كبيرة قد تكون هناك أعراض جديدة لا نراها بالجرعات المنصوح بها.

تختلف الجرعات اللازمة لإعطاء العوارض من دواءٍ لآخر, فجرعاتٍ كبيرة من دواء معين قد تتسبب بعوارض بسيطة بينما جرعات قليلة من دواء آخر قد تؤدي إلى الموت.

أمثلة لعوارض شائعة :

  • إثارة أمراض موجودة مثل مرض الرَّبو, فشل القلب الإقتحاني (Chronic heart failure).
  • تغيُّر في علامات المُستهلك الحيويَّة : نبضات القلب, ضغط الدَّم, سرعة التنفس, درجة حرارة الجسم.
  • تغيُّر في حالة الوعي : ألبلبة, النُعاس وحتى الغيبوبة.
  • ألجلد قد يكون رطب وبارد, أو جاف وحار.
  • إحلال الأضرار بأعضاء معيَّنة مثل الكبد, المخ, القلب.
  • ألإسهال, الإمساك, أوجاع البطن, ألغثيان والتقيُّأ.
  • أوجاع في الصَّدر بسبب أزمة قلبيَّة أو مشكلة في التنفس.


عادةً يجب التوجه إلى الطَّبيب أو إلى أي مركز طبّي في كل حالة يتسبب فيها تناول الدَّواء بحدوث عوارض غير مُصنَّفة على أنَّها عوارض جانبيَّة. من المهم أن يخبر المُستهلك الطَّاقم الطبي عن إسم الدَّواء, الكميَّة التي تناولها, والوقت الذي نفذ من تناول الجرعة الأخيرة. من الصَّعب التَّنبأ بخطورة الحالة, فالعوراض قد تختلف من شخص إلى آخر لذلك عند وجود أي شك بأنَّ عوارض معيَّنة قد نتجت عن إستهلاك مفرط للأدوية يجب إخضاع الشَّخص لمراقبة طبيَّة تخوُّفًا من تدهور الحالة إلى وضع يهدِّد حياته.

في كثير من الدُّول هناك خدمة هاتفيَّة خاصَّة بحالات التسَّمُم حيث يمكن لأي شخص أن يقوم بالإتصال مع هذا المركز ويطلب الإستشارة الطبيَّة.


عند توجُّه الشَّخص الذي تناول جرعة زائدة من الدَّواء إلى غرفة الطَّوارئ يقوم الطَّاقم الطِّبي بعدَّة إجراءات :

  • توجيه الأسئلة للمريض ومن حوله عن إسم الدَّواء, الكميَّة التي تناولها, ومتى كانت الجرعة الأخيرة.
  • ألبحث عن العوارض الملائمة للدَّواء, وفي كثير من الحالات الدَّواء غير معروف والعوارض تساعد الطبيب بمعرفة الدَّواء.
  • ألإستفسار إذا كانت هناك أدوية إضافيَّة يمكن أن يكون المريض قد تناولها.
  • هناك بعض الأدوية يمكن فحص نسبتها في الدَّم.
  • إجراء فحوصات دم أو فحوصات أخرى لفحص إذا ما حدثت أضرار لأعضاء الجسم المختلفة.


لا يتطلَّب الأمر دائمًا تقديم العلاج للمُستهلك, فأحيانًا تكفي مراقبة المريض وأحيانًا أخرى يتطلَّب الأمر تدخُّل طبي فوري. ألعلاجات الممكنة هي:

  • مراقبة المريض : من البالغ في الأهميَّة في بداية الأمر تقييم خطورة الحالة, وفحص العلامات الحيويَّة لدى المريض. يقوم الطاقم الطبي بالتَّأكُّد بأنَّ :
  • الشَّخص يتنفَّس بشكل جيَّد وإلا يجب إمداده بالأوكسوجين أو تنبيبه.
  • قلبه لا يعاني من إضطرابات.
  • ضغط دمه سليم.
  • درجة حرارة جسمه لا تُشكِّل خطر على حياته.
  • غسيل المعدة (Gastric lavage) : وذلك بواسطة إدخال أنبوب عبر الأنف مرورًا بالمريء إلى المعدة, حيث يتم إدخال السَّوائل وشفطها عدَّة مرات بهدف إخراج الدَّواء الموجود في المعدة ومنعه من الإنتقال إلى الأمعاء وبالتالي تقل الكميَّة التي تُمتص إلى الدَّم. هذه العمليَّة ذو فائدة فقط إذا أجريت خلال نصف ساعة-ساعة من تناول الدَّواء.
  • ألفحم المُنشِّط (Activated charcoal) : مادَّة تُعطى للمريض عبر الفم فترتبط بالدَّواء الموجود بالمعدة أو الأمعاء وتمنع إمتصاصه إلى الدَّم, إذ يخرج الدَّواء مع البُراز (Stool).
    عادةً يتم إعطاء الفحم المُنشَّط إذا تمكَّن ذلك خلال 4 ساعات من تناول الجرعة الأخيرة من الدَّواء.
  • إعطاء المُهدِّئات أو اللجوء إلى تقييد المريض : وذلك إذا كان المريض عنيفًا ويُشكِّل خطرًا على الطاقم الطبي أو على نفسه.
  • إعطاء دواء مضاد (Antidote) : أحيانًا قد تتوفر الإمكانيَّة لإعطاء أدوية مضادَّة للدَّواء المُسمِّم, وبالتالي تقل الأضرار التي تتسبب فيها الجرعة الزائدة من الدَّواء. من الجدير بالذكر أنَّه ليس هناك أدوية مضادَّة لكل الأدوية.
  • في النهاية من المهم الإستفسار عن سبب تناول الجرعة الزَّائدة, فإذا كان الدَّافع محاولة للإنتحار من المهم إستشارة طبيب نفسي لتقييم الوضع النفسي للمريض.
  • بعد خروج الشخص من المشفى يجب أن عليه متابعة حالته الصحيَّة من خلال طبيب العائلة للتأكد من عدم حدوث أي أضرار لأعضاء الجسم.

  • ألتأكد من كميَّة الدَّواء قبل تناوله\إعطائه.
  • إعلام الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولها الشَّخص, كما ويجب إعلامه بالوضع الصحي العام خاصَّة إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الكبد أو الكلية.
  • إبعاد الأدوية عن متناول يد الأطفال وخزنها بمكان آمن.
  • على الأهل الإهتمام لأولادهم وملاحظة مشاكلهم النفسيَّة فذلك قد يمنع حالات إنتحار.
  • ألإمتناع عن تناول الأدوية الممنوعة قانونيًّا أو السُّموم.
  • تقديم المساعدة للمسنين وللمعاقين عقليًّا على تناول الدَّواء.


في أغلب الأحيان الأعراض الناتجة عن التسمم بالأدوية مؤقته ويعود الشَّخص إلى عافيته الكاملة بمجرَّد تخلُّص جسمه من الدَّواء, لكن أحيانًا قد تكون هناك أضرار بعيدة المدى :

  • أضرار لأعضاء الجسم أهمُّها الكبد والكلية.
  • حرمان خلايا المخ من الأوكسوجين لبضعة دقائق نتيجة بطئ عمل القلب أو عمليَّة التنفس قد يؤدّي إلى موت هذه الخلايا وبالتالي ضرر عصبي دائم.
  • إذا كان الدَّافع وراء تناول الجرعة الزائدة من الدَّواء هو الإنتحار وهذا الدَّافع لم يلاحَظ من قبل الطاقم الطبي قد يكون الشَّخص في خطر تكرير العمل.
08/11/2012