انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم

انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم

إنَّ عمليَّة التَّنفُّس هي عمليَّة تلقائيَّة، أي أنَّها تحدث دون إرادة الشَّخص فمثلاً أثناء النَّوم يستمر الإنسان بالتَّنفُّس. هناك حالات يفشل فيها الجسم في التَّنفُّس بشكل منتظم أثناء النَّوم فتحدث عدَّة تقطُّعات في التَّنفُّس قد يصل كل منها إلى 10 ثوانٍ أو أكثر تُسمّى إنقطاع النَّفس النومي (Sleep apnea) والذي يتقسَّم إلى نوعين:

  • مركزي (Central): يفشل المخ في إعطاء الأمر للرِّئة 
  • إنسدادي (Obstructive): هناك أوامر سليمة من المخ للتَّنفُّس لكن مجرى النَّفس مغلقًا بسبب إرتخاء العضلات المُحيطة بمجاري التَّنفُّس العُليا أثناء النوم الأمر الذي يؤدّي إلى إنسدادها. هذا النَّوع أكثر أهميَّة وشيوعًا.

عندما ينقطع النَّفس تنخفض نسبة الأوكسوجين في الدَّم وترتفع نسبة ثاني أوكسيد الكربون إلى درجة يضطر فيها المريض إلى الإستيقاظ لبرهة لأخذ نفس. الإستيقاظات تحدث لثوانٍ والمريض ليس واعيًا لها ولا يتذكَّرها دائمًا. تحدث هذه التقطُّعات 20 مرَّة بالمعدَّل كل ساعة فيفشل المريض في النَّوم بشكلٍ جيِّد ممّا يؤدّي إلى الشُّعور بالإرهاق والنُّعاس خلال اليوم.

انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم
انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم

هذا المرض شائعٌ جدًّا، ويمكن أن يصيب أي إنسان وفي أي جيل، لكن هناك أشخاص معرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة به :

  • الجيل: البالغون، عادةً فوق الأربعين.
  • الجنس: الذًّكور معرَّضون أكثر.
  • وجود المرض في العائلة.
  • السمنة المُفرطة.
  • لسان، لوزتين كبيراً الحجم
  • فك سفلي صغير الحجم.
  • كل ما يؤدّي إلى إغلاق الأنف مثل الحساسيَّة، إلتهاب الجيوب الأنفيَّة وغيرها.
  • رقبة كبيرة.
  • الجزر المعدي المريئي.
  1. الأرق وقلَّة النَّوم.
  2. الشَّخير بصوتٍ عالٍ.
  3. الإستيقاظ المُتكرِّر في اللَّيل والشُّعور بالإختناق أحيانًا.
  4. آلام الرأس في الصَّباح.
  5. الشُّعور بالنُّعاس خلال النَّهار.
  6. الشُّعور بالإرهاق والتَّعب، وفقدان الطَّاقة.
  7. عدم القدرة على التَّركيز.
  8. الإكتئاب.
  9. نقص الرَّغبة الجنسيَّة.

إذا شكَّ الطَّبيب بوجود المرض وذلك يحدث بناءً على الأسئلة التي يُوجِّهُها للمريض يقوم بإرساله لإجراء فحص إختبار النَّوم (Polysomnography) الذي بإمكانه تشخيص المرض. ما هو هذا الفحص وكيف يتم إجراءه؟

هناك مراكز خاصَّة لإجراء هذا الفحص، إذ يقوم المريض بتقضية ليلة في إحدى هذه المراكز حيث يتم خلالها مراقبته أثناء النَّوم.

يتم إيصال المريض بأجهزة عديدة أثناء النَّوم :

  • ألكترودات في الرأس: لمراقبة نشاطات مُخِّه الكهربائيَّة.
  • مقياس التَّأكسج (Oximeter): لمراقبة نسبة الأوكسوجين في الدَّم.
  • ألكترودات على إحدى عضلاته وعيونه: وذلك لمساعدة الطَّاقم الطِّبي في تحديد إحدى مراحل النَّوم.
  • تخطيط القلب: لمراقبة عمل القلب.
  • لاقطات الصَّوت لتسجيل الشَّخير.
  • لاقط لمجرى الهواء الذي يدخل ويخرج من الأنف.

يمكن تقسيم العلاج إلى ثلاثة أنواع:

العلاج المُحافظ

عادةً نبدأ بتجربة هذا العلاج وهو يشمل تغييرات بسيطة في الحياة يُجريها المريض وقد تُعطي نتائج مُرضية:

  • خسارة الوزن: قسم كبير من هؤلاء يعانون من السُّمنة المُفرطة، لذلك فخسارة الوزن أحيانًا قد تحل المُشكلة.
  • تغيير وضعيَّة النَّوم: من المُفضَّل عدم النَّوم على الظَّهر.
  • تجنُّب الكحول والأدوية المُنوِّمة.
  • تجنُّب الدُّخان: فهو يساهم في إنتفاخ مجاري الهواء العُليا.
  • تقليل عدد الوسادات: الهدف هو أن تكون الزَّاوية الأماميَّة بين الرأس والرَّقبة مفتوحة أكثر.

المُساعدة في التّنفُّس

وذلك بواسطة ماكنة تُسمى بـ (Continous positive airway pressure = CPAP) : وهي عبارة عن ماكنة تساعد المريض على التَّنفُّس بواسطة كمَّامة عن طريق إعطاء ضغط الذي يُساعد في الحفاظ على مجاري هواء مفتوحة. يُعتبر هذا العلاج الأفضل للمرض.

العمليَّات الجراحيَّة

وذلك إن كان هناك مُشكلة مُحدَّدة يمكن حلَّها بواسطة عمليَّة جراحيَّة مثل لوزتين كبيرتين، فك سفلي صغير الحجم، أو مُشكلة في مبنى الأنف.

إنَّ إنقطاع الأوكسوجين عن الخلايا خلال إنقطاع النَّفس المُتكِّرر يؤدّي إلى مشاكل صحيَّة عديدة على المدى البعيد، حيث يزداد الخطر لـ:

05/11/2012