الدوار والدوخة (Vertigo & Dizziness)

الدوخة (Dizziness) هو شعور يصيب الانسان ويصعب وصفه، وهو الشعور بأن الرأس يدور وغالباً ما تصاحبها أعراض أخرى كالتعب، الارهاق، الغثيان وعدم وضوح الرؤية. كثيرون أيضاً يصفون الدوخة وكأنهم على وشك فقدان الوعي.

الدوار (Vertigo) هو نوع خاص من الدوخة، وهو شعور بأن العالم يدور حول الانسان أو أن الانسان يدور حول محيطه. معظم الأشخاص الذين يشكون من الدوخة، مصابون في الحقيقة بالدوار. لذا سنركز في هذا المقال على الدوار.

للدوار والدوخة أسباب عديدة تتعلق بالأذن الداخلية أو بالدماغ، وبعض الاسباب خطيرة فيما البعض الاخر حميدة وبسيطة. من المهم التمييز بين الدوار والدوخة، لأن الأسباب تختلف احياناً. كثيراً ما ترافق أعراض أخرى حالات الدوار والدوخة. يتعلق العلاج بسبب الدوار أو الدوخة، وقد يكون العلاج بالأدوية أو بالمعالجة الجراحية.

الدوخة من الأسباب الشائعة للتوجه للطبيب، وتزداد نسبة انتشار الدوخة عند التقدم في السن وخاصةً بعد سن الخامسة والسبعين.

يصف الأشخاص المصابين بالدوار شعوراً بدوار المحيط من حولهم، أو على العكس- يدورون حول محيطهم. كما قد يشكو البعض من الترنح ومن عدم الثبات عند المشي. قد تستمر الأعراض لثوان، دقائق وحتى أيام. تبرز أعراض الدوار عند تحريك الرأس أو عند تغيير الوضعية (كالوقوف أو التقلب)، السعال أو العطس. تصاحب الدوار أعراض اخرى مثل:

·  الغثيان.

·  القيء.

·  ألم الرأس.

·  التحسس للضوء والضجيج.

·  الرؤية المزدوجة.

·  عدم وضوح الرؤية.

·  عدم القدرة على البلع أو الكلام.

·  التعب الشديد والشعور بضعف شديد.

·  خفقان القلب.

·  ضيق النفس.

من المهم التوجه للطبيب عند الشعور بأعراض قد تدل على خطورة الموقف مثل ألم الرأس الشديد، الحرارة المرتفعة، الرؤية المزدوجة، عدم القدرة على الكلام، فقدان السمع، ضعف الأطراف، فقدان الاتزان، فقدان الوعي، ألم الصدر والقيء المستمر. من المهم أيضاً التوجه للطبيب اذا كان الشخص المصاب بالدوار قد أصيب بالنوبة الدماغية في السابق، أو وجدت عوامل خطورة للنوبة الدماغية.

نذكر أن الدوار هو ما الا جزء من أعراض تصيب الانسان، وللدوار أسباب عدة. أمراض في الأذن الداخلية أو في الدماغ تؤدي للدوار.

أمراض الأذن الداخلية

عدة أمراض في الأذن الداخلية تؤدي للدوار. تحوي الأذن الداخلية الأعضاء المسؤولة عن توازن الانسان، لذا فان أية اصابة للأذن الداخلية تؤدي للدوار ولفقدان التوازن. تكلس الأذن الداخلية، الالتهاب وبعض أنواع العدوى قد تسبب الدوار. أهم الأمراض في الأذن الداخلية التي تسبب الدوار:

·  دوار الوضعية الانتيابية الحميد (BPPV- Benign Paroxysmal Positional Vertigo): مرض يسبب الدوار اثر تراكم الكالسيوم في الأذن الداخلية بحيث تتكون أحجار الكالسيوم. ازالة الكلس من الأذن الداخلية هو علاج لدوار الوضعية الانتيابية الحميد. غالباً ما يستمر الدوار في هذه الحالة لمدة ثوان حتى دقائق، ويزداد عند تحريك الرأس أو الجلوس في وضعيات معينة.

·  مرض مينيير (Meniere Disease):  اضطراب في الأذن الداخلية يؤثر على السمع والتوازن، ويؤدي لنوبات الدوار، فقدان السمع وطنين الأذنين. تستمر النوبات لمدة دقائق وحتى ساعات. يحدث مرض مينيير اثر تراكم السوائل في الأذن الداخلية.

·  التهاب العصب الدهليزي (Vestibular Neuritis): العصب الدهليزي (Vestibular Nerve) هو عصب يمتد من الأذن الداخلية الى الدماغ ويحمل شارات كهربائية مسؤولة عن التوازن. قد يصاب العصب الدهليزي بالتهاب، اثر الاصابة بعدوى فيروسية عادةً. يؤدي الأمر لدوار فجائي وشديد، الغثيان، القيء وعدم الاتزان خلال المشي أو الوقوف. يستمر الالتهاب لعدة أيام.

أمراض الدماغ

اصابة الدماغ في المناطق المسؤولة عن التوازن قد يؤدي للدوار:

·  الاصابات والرضخ (Head Trauma): اصابة الرأس أثناء الحوادث قد تصيب جهاز التوازن في الدماغ مما يؤدي للدوار. اصابات كذلك تحدث في المخيخ أو في جذع الدماغ.

·  الصداع النصفي (Migraine): الصداع النصفي هو أحد الأسباب البارزة للدوار، وقد يكون مصحوباً بألم الرأس أو دونه.

·  النوبة الاقفارية العابرة (TIA- Transient Ischemic Attack).

·  النوبة الدماغية (Stroke) في المخيخ أو جذع الدماغ.

·  أورام الدماغ خاصةً أورام العصب السمعي (Acoustic Nerve Tumors).

·  أمراض وراثية نادرة مثل متلازمة رنح توسع الشعيرات (Ataxia Telangiectasia Syndrome) وغيرها.

لتشخيص أسباب الدوار، من المهم اولاً الاطلاع على التاريخ المرضي. عليكم اخبار الطبيب بما تشعرون به، مدة الدوار، أعراض مرافقة للدوار، علاقة الدوار بوضعية الرأس أو بأمور اخرى. يقوم الطبيب باجراء الفحص الجسدي وبعض العلامات قد تدل على سبب الدوار. بالاضافة الى ذلك قد تكون حاجة لاجراء بعض الاختبارات كالتصوير الطبقي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص أمراض الدماغ المؤدية للدوار.

في معظم الحالات فان الدوار أمر مزعج، الا أنه لا يشكل خطراً على الانسان. يهدف علاج الدوار الى علاج سبب الدوار وتلطيف الأعراض.

تلطيف أعراض الدوار

اذا كنتم تشكون من نوبات الدوار المستمرة لساعات أو أيام، يمكن تناول بعض الأدوية لتلطيف الأعراض. الأدوية المستخدمة لتلطيف الأعراض هي:

·  الأدوية المضادة للهيستامين (Antihistamine): مجموعة من الأدوية التي تلطف أعراض الدوار اثر عملها كمضادات لمادة الهيستامين. أبرز هذه الأدوية الستونارون (Stunarone).

·  الأدوية الملطفة للغثيان أو القيء : بروميتازين (Promethazine) أو ميتيكلوبراميد (Metoclopramide).

 معظم هذه الأدوية تسبب النعاس وممنوع تناولها قبل السياقة أو العمل. من المفضل التوقف عن تناول الأدوية عند تحسن الأعراض.

مناورة ابلي (Epley Maneuver)

وسيلة لازالة احجار الكالسيوم من الأذن وعلاج دوار الوضعية الانتيابية الحميد. يقوم طبيب أو اخصائي معالجة باجراء المناورة، والتي تعتمد على تحريك الرأس والحفاظ عليه في وضعيات معينة. تؤدي المناورة الى تراكم احجار الكالسيوم في جزء معين من الأذن الداخلية حيث يتم امتصاصها.

المعالجة الجراحية

بعض الحالات المزمنة من الدوار تحتاج للمعالجة الجراحية كقطع العصب الدهليزي، صرف السوائل من الأذن الداخلية وغيرها.

اعادة التأهيل

معظم المرضى المصابين بالدوار يفضلون الحفاظ على رأسهم دون حراك. لكن الامر يجعل الحياة مع الدوار صعبة، لذا فان اعادة التأهيل وسيلة ممتازة لعلاج الدوار بعد اصابة جهاز التوازن- سواء في الدماغ او الأذن الداخلية. يهدف اعادة التأهيل الى تعليم الدماغ على التقاط حركات جهاز التوازن بشكل صحيح، بحيث لا يسبب الأمر شعوراً بالدوار. تزداد نجاعة اعادة التأهيل عند البدء به مبكراً. يقوم اخصائي العلاج الطبيعي بتنفيذ عدة تمارين تساعد في التغلب على الدوار. من المهم المواظبة على اعادة التأهيل وعلى ممارسة التمارين في البيت أيضاً. تذكروا أن كبار السن معرضون للسقوط وللاصابات الشديدة والكسور في حال اصابتهم بالدوار، لذا فان هؤلاء الأشخاص من المهم ادخالهم لبرنامج اعادة التأهيل للاستمرار بالحياة الطبيعية.