خلل الانتصاب

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

ما هو خلل الانتصاب وما هي إمكانيات العلاج؟

خلل الانتصاب


يتلقى موضوع خلل الانتصاب (Erectile Dysfunction) - أو الضعف الجنسي - الكثير من الاهتمام من قبل الجمهور ومن قبل وسائل الاعلام، وربما يعود الأمر لتوفر العديد من امكانيات العلاج في السنوات الأخيرة. نشير الى أن خلل الانتصاب هو أمر شائع جداً حيث يصيب ما يقارب نصف الرجال في سن الأربعين حتى السبعين. طبعاً فان احتمال خلل الانتصاب يزداد عند التقدم في السن، وذلك اثر ازدياد الأمراض التي قد تسبب خلل الانتصاب. للأسف الشديد، ورغم انتشار خلل الانتصاب بهذا الشكل، فان نسبة قليلة من الرجال المصابين بالحالة (أقل من 20%) يتوجهون للطاقم الطبي للكشف عن حالتهم.

ما هو خلل الانتصاب

خلل الانتصاب (Impotence) هي الحالة التي لا يتحقق فيها الانتصاب قبل الجنس، او عند عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب خلال العملية الجنسية. من المهم أن نميز بين خلل الانتصاب- أي عدم قدرة الرجل على تحقيق الانتصاب رغم وجود الرغبة الجنسية بكاملها- وبين حالات أخرى كالقذف المبكر، العقم وضعف الرغبة الجنسية. غالباً ما ترافق خلل الانتصاب حالات أخرى تضر الوظائف الجنسية.

أسباب خلل الانتصاب

هناك أسباب عديدة لخلل الانتصاب، وهي تحيط بنا أكثر مما نعتقد. ونذكر أن جميع الرجال يقدرون على ممارسة الجنس رغم التقدم في السن، في حال انعدام الأسباب التي تؤدي لخلل الانتصاب. نشير الى أن أسباب خلل الانتصاب قد تكون جسدية أو نفسية، ومعظم الأسباب تكون جسدية رغم وجود عامل نفسي ملحوظ. اذاً أهم الأسباب لخلل الانتصاب هي:

التصلب العصيدي (Atherosclerosis) - المرض ذاته الذي يؤدي لتصلب الشرايين في جميع أنحاء الجسم، ويضر بجريان الدم في شرايين القضيب. طبعاً فان العديد من الأمراض مرتبطة بالتصلب العصيدي وتؤدي له كالمذكورة أدناه.

التدخين - أحد اهم العوامل التي تسبب خلل الانتصاب سواءً لوحده أو عندما يؤدي للتصلب العصيدي.

السكري - أحد اهم العوامل التي تسبب خلل الانتصاب سواءً لوحده أو عندما يؤدي للتصلب العصيدي، خاصةً عند عدم علاجه. السمنة والوزن الزائد. 

ضغط الدم المرتفع (Hypertension) - وحكمه كحكم السكري. اصابة القضيب خلال الرضخ أو خلال عملية جراحية، كما اصابة الأعصاب التي تمتد للقضيب خلال العمليات الجراحية في الحوض تؤدي لخلل الانتصاب- أبرزها استئصال البروستاتة.

خلل الهرمونات الذكرية، خاصةً انخفاض نسبة التوستسترون (Testosterone) - الهرمون الذكري الأبرز وقد يحدث الأمر اثر تناول بعض الأدوية، اصابة الخصيتين، السكري أو اثر العمليات الجراحية.

الأدوية - العديد من الأدوية تسبب خلل الانتصاب، وأهمها- محصرات مستقبلات البيتا (Beta Blockers)، الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع من فئة محصرات مستقبلات الألفا، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان (Antipsychotics) والمشروبات الكحولية.

علاج خلل الانتصاب

يبدأ علاج خلل الانتصاب بتغيير نمط الحياة، حيث يُنصح بالاقلاع عن التدخين، الحفاظ على حمية غذائية سليمة تخلو من الملح والدهنيات المشبعة، القيام بالنشاط البدني اليومي، تحديد كمية الكحول لأقل من كأسين لليوم. كما يُنصح بعلاج الأمراض التي تسبب خلل الانتصاب كعلاج ضغط الدم، السكري وخفض الوزن الزائد. تشير الدراسات الى أن اتباع نمط الحياة السليم يقلل من خلل الانتصاب بشكل ملحوظ.

توجد العديد من امكانيات علاج خلل الانتصاب، كالعلاج الطبيعي، العلاج بالأدوية والمعالجة الجراحية. نشير الى أن العديد من الشركات والمتاجر تروج العلاج الطبيعي كالثوم، الجينسينغ (Ginseng- نبات انسام) المتوفر في شرق اسيا، وغيرها- الا أن الدراسات لم تظهر أية نجاعة في استخدام العلاج الطبيعي. لذا يوجد شكوك حول امكانية العلاج الطبيعي رغم أن الكثيرون ينصحون به.

العلاج ضعف الانتصاب بالأدوية

تتوفر امكانيات عديدة من الأدوية في الأسواق، لكن فقط امكانيتين تساعدان في علاج خلل الانتصاب:

  • العلاج الهرموني: وهو العلاج بتناول هرمون التوستسترون- سواء كحبوب أو كلاصقات على الجلد. طبعاً فان الأشخاص اللذين يتناولون هذا العلاج هم الأشخاص اللذين يشكون من نقص في التوستسترون. لذا فان العلاج محدود لهؤلاء فقط، ولا يُستخدم لعلاج جميع حالات خلل الانتصاب. نشير الى أن تأثير التوستسترون يختلف من شخص لاخر، من حيث مدة العلاج ومدى نجاعته.
     
  • مثبطات الانزيم فوسفوديايستيراز 5 (PDE5- Phosphodeesterase 5 Inhibitors): رغم الاسم الغريب فمعظمنا قد سمع بهذه الأدوية، وأشهرها- الفياغرا (Viagra) المشهورة. وتعتبر هذه الأدوية الأكثر شيوعاً، والأدوية الأولى المستخدمة لعلاج خلل الانتصاب حالياً. وتعمل هذه الأدوية كمثبطات للانزيم المذكور أعلاه- وهو انزيم يوجد في خلايا عضلات القضيب- مما يؤدي لتوسيع الأوعية الدموية وتحسين جريان الدم في القضيب وبذلك للانتصاب الكامل. أبرز هذه الأدوية هي:
  • السيلدانفيل (Sildanafil) وتعرف باسمها التجاري الفياغرا (Viagra). يبدأ بالتأثير خلال نصف ساعة ويستمر تأثيره حتى أربعة ساعات. نشير الى أن تناول الدهنيات مع الفياغرا يعرقل من امتصاصها في الأمعاء مما يعرقل من فعاليتها، لذا يفضل عدم تناول الطعام المشبع بالدهنيات عند تناول الدواء.
  • التادالافيل (Tadalafil) واسمها التجاري سياليس (Cialis). يبدأ بالتأثير خلال نصف ساعة ويستمر تأثيره حتى أربعة وعشرين ساعة.
  • فاردينافيل (Vardenafil) واسمها التجاري ليفيترا (Levitra). يبدأ بالتأثير خلال ربع ساعة ويستمر تأثيره حتى أربعة ساعات.

نلفت الانتباه لأهم شرط من شروط الاستعمال: يجب تناول الدواء عند وجود رغبة جنسية، أي أن الدواء يزيد من الانتصاب ويقويه فقط عند وجود رغبة جنسية سليمة وعند وجود اغراء جنسي. لذا لا نتوقع من الفياغرا أو الأدوية الأخرى أن تؤدي للانتصاب عند انعدام الرغبة والاغراء الجنسي. قد تسبب مجموعة الأدوية أعراض جانبية كألم الرأس، البيغ (Flushing) أي احمرار الوجه وألم المعدة. ممنوع منعاً باتاً تناول الأدوية مع أدوية النيترات (Nitrates) لأن الأمر يؤدي لانخفاض ضغط الدم وقد تكون حالة خطيرة.

الحقن داخل القضيب (Intracavernosal Therapy)- امكانية علاج أخرى في حال فشل العلاج بالأدوية بحيث يقوم الطبيب بحقن القضيب بأدوية تساعد على الانتصاب. كما يستطيع الشخص المعالج أن يقوم بحقن القضيب بنفسه، بعد ارشاده. نشير الى أن نسبة نجاح العلاج تصل الى 70-80%، وتأثيره لا يتعلق بالاثارة الجنسية ويبدأ خلال 5-10 دقائق من الحقن. أهم الأعراض الجانبية هي الألم في منطقة الحقن، النزيف في منطقة الحقن والانتصاب المستمر (لأكثر من ثلاثة ساعات) في حال تناول جرعة زائدة. لذا فان العلاج يلائم لبعض الأشخاص ومن المفضل استشارة الطبيب.

أجهزة الفراغ (Vacuum Device) - هي الأجهزة التي توضع على القضيب بصورة حلقة، وتقوم بامتصاص الدم وتحافظ عليه داخل القضيب مما يؤدي لتقوية الانتصاب. نشير الى أن امكانية العلاج هذه قد تسبب عدم الراحة، تعرقل القذف وتؤدي لانتصاب غير كامل في بعض الأحيان، ولبرودة القضيب. لذا يمتنع الكثيرون من استخدامها.

المعالجة الجراحية- تُجرى في حال فشل امكانيات العلاج الأخرى، وأساسها زرع مواد في القضيب تقوي الانتصاب. هناك العديد من المواد أو الأجهزه المتوفرة وبعضها يقوم بكامل الانتصاب والبعض الاخر يساعد على تقوية الانتصاب.

30/10/2016