سرطان الثدي عند الرجال

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

للرجال أيضاً ثدي ومن الممكن أن يصابوا بسرطان الثدي

سرطان الثدي عند الرجال


الأمراض النسائية...يعتقد الكثير أن بعض الأمراض تصيب النساء فقط. الا أن هذا الاعتقاد ليس دقيقاً تماماً. طبعاً ليس من الممكن أن يصاب الرجال بسرطان المبيض أو أمراض الرحم، الا ان الرجال قد يصابون بسرطان الثدي!!! نعم، يبدو الأمر مفاجئاً، لكن للرجال أيضاً ثدي ومن الممكن ان يصابوا بسرطان الثدي. ربما لم ولن تلتقوا برجل يعاني من سرطان الثدي، الا أنهم موجودون. أمراض أخرى كهشاشة العظام، الذئبة الحمامية المجموعية وأمراض جهاز المناعة الأخرى، قد تصيب الرجال. رغم أن احتمال حدوث هذه الأمراض لدى الرجال، هو أقل منه لدى النساء. غالباً ما يستصعب الرجال الانتباه للأعراض التي تظهر وقد تتأخر امكانية تشخيص المرض بسبب ذلك.

سرطان الثدي عند الرجال

رغم أن الأمر قليل الحدوث وليس بمنتشر، الا أنه قد يصيب رجلاً من كل مئة وخمسين. نظراً لأن سرطان الثدي أقل حدوثاً لدى الرجال من النساء، فان الرجال لا يمرون بأية اختبارات تحري كالصورة الاشعاعية للثدي (Mammography) ولا يقومون بفحص الثدي الذاتي. لذا فان تشخيص سرطان الثدي عند الرجال يكون غالباً في المراحل المتأخرة من المرض، وذلك بعد تقدمه أو انتشاره الى أعضاء أخرى. من أهم عوامل الخطورة للاصابة بسرطان الثدي عند الرجال الجيل المتقدم، التعرض للأشعة، أمراض الثدي (الاصابات، الافرازات من الحلمة)، أمراض الخصيتين، العقم، السمنة والوزن الزائد وتليف الكبد. بعض الأمراض الوراثية تزيد من خطورة الاصابة بسرطان الثدي. لا تختلف أعراض سرطان الثدي عند الرجال عن تلك التي تظهر لدى النساء، لذا غالباً ما يشعر الرجل بكتلة في الثدي، أو يظهر قرح أو جرح، أو يحمر الجلد وتبرز الافرازات. قد يكون سرطان الثدي عند الرجال أيضاً عديم الأعراض، ويسبب الأعراض عند انتشاره الى أعضاء أخرى كالكبد، العظام، الرئتين والدماغ. بالنسبة لتشخيص سرطان الثدي فانه يشبه تشخيصه لدى النساء، حيث يجب اجراء اختبارات تصويرية أولها الصورة الاشعاعية للثدي، التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound) وغيرها، بالاضافة الى الخزعة واخراج عينة من الثدي.

غالباً فان علاج سرطان الثدي عند الرجال مشابه لعلاج سرطان الثدي لدى النساء. غالباً فان المعالجة الجراحية هي امكانية العلاج الأولى، الا أن العلاج بالأشعة والعلاج الهرموني والكيميائي هي امكانيات ضمن مجال الاستخدام. نظراً لأن معظم حالات سرطان الثدي عند الرجال تكتشف في المراحل المتأخرة، فان المعالجة الجراحية تككون بحيث يتم استئصال كامل الثدي لدى الرجل. ينمو سرطان الثدي عند الرجال تحت تأثير الاستروجين الموجود في جسمهم، لذا فان العلاج الهرموني والذي يعمل على حصر مستقبلات الاستروجين هو من أفضل امكانيات العلاج لسرطان الثدي عند الرجال. رغم توفر امكانيات العلاج الا أن الاهتمام بسرطان الثدي في المجتمعات هو أقل من الاهتمام به لدى النساء، لذا يجد الكثير من الرجال صعوبة في التعامل مع حالة سرطان الثدي لديهم وقد يصابون باليأس والاحباط. اضافةً لذلك فان معظم المراكز والطواقم الطبية غير معدة للتعامل مع سرطان الثدي عند الرجال، وبذلك توجد صعوبة كبيرة في تفهم الوضع القائم.

هشاشة العظام لدى الرجال

هشاشة العظام (Osteoporosis) هو أيضاً من الأمراض التي تعتبر نسائية حيث أنها تظهر في معظم الحالات لدى النساء. حيث مقابل رجل واحد يصاب بهشاشة العظام، فان أربعة نساء على الأقل يعانون من هذا المرض. في الكثير من الأحيان فان الرجل لن يصدق أنه يعاني من هشاشة العظام، حتى ولو أثبت الأمر، ذلك لأن هشاشة العظام يعتبر بالداء النسائي.

توجد العديد من عوامل الخطورة التي قد تؤدي لاصابة الرجال بهشاشة العظام وتشمل:

  • انخفاض كمية التوستسترون مع التقدم في السن. نظراً لأن هرمون التوستسترون يحمي الرجال من هشاشاة العظام، فان انخفاضه قد يؤدي لهشاشة العظام.
  • انخفاض كمية الاستروجين: يوجد الاستروجين (الهرمون النسائي) لدى الرجال، الا أنه يُفرز بكميات أقل من النساء. ان انخفاض كمية الاستروجين لدى الرجال قد تؤدي هي الأخرى لهشاشة العظام، خاصةً اذا ما كان افراز الاستروجين لدى الرجل مرتفعاً.
  • التدخين.
  • المشروبات الكحولية.
  • تناول أدوية الستيرويد والتي تستخدم لعلاج العديد من الأمراض المزمنة.

كما هي الحال لدى النساء، فان التشخيص والعلاج لا يختلفان كثيراً لدى الرجال. حتى أفضل الأطباء قد لا يأخذون بالحسبان امكانية هشاشة العظام، وذلك يعبر عن قلة الحالة لدى الرجال. غالباً ما يكون العلاج بالأدوية التي تبني العظام من جديد وتمنع الهشاشة.

أمراض المناعة الذاتية لدى الرجال

عديدة هي أمراض المناعة الذاتية، ومعظمها تصيب النساء. قد تصيب بعض أمراض المناعة الذاتية الرجال أيضاً، وذلك لأسباب وراثية وبيئية غير واضحة. مثال على ذلك هو داء الذئبة الحمامية المجموعية والذي قد يصيب رجلاً واحداً مقابل تسعة نساء. منذ قرون لاحظ الأطباء أن أمراض المناعة الذاتية هي احتكار على النساء، ونلاحظ اليوم أن هذه الأمراض قد تصيب الرجال أيضاً، وبكثرة. ليس من المتوقع أن نلاحظ رجلاً مع احمرار في الوجه، يشبه الطفح فراشي الشكل، وقد نلاحظ أقل تصلب الجد لدى الرجال من النساء. يعرض الأمر الرجال لصعوبة في التعامل مع حالتهم. لا اختلاف شاسع لتشخيص أمراض المناعة الذاتية لدى الرجال، عن النساء. كذلك لا اختلاف في العلاج والامكانيات المتوفرة. قد يعاني بعض الرجال من انتفاخ الثدي، وتساقط الشعر اثر تناول أدوية العلاج، ويسبب الأمر ارتباكاً كبيراً للرجل.

اذاً قد ذكرنا بعض الأمراض التي قد تعتبر نسائية لأنها غالباً ما تصيب النساء، الا أنها قد تصيب الرجال أيضاً. قد يجد الرجل وحتى الطبيب صعوبة في التعامل مع هذه الحالات ولذلك علينا الاهتمام أكثر بهذه الحالات ومحاولة مساعدة الرجال. علينا الانتباه لأعراض الرجل وعدم التأخر في التشخيص وتقديم العلاج. ينصح للرجال اللذين يستصعبون تقبل حالات المرض التوجه لجهات الدعم المختلفة والتي حتماً ستساعده على تخطي المعضلة.

25/02/2015