قصور الغدة الدرقية

 قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism هو عبارة عن الحالة التي نتتج عن نقص في عمل الخلايا الجريبيَّة Follicular cell (الخلايا التي تكون الجزء الاساسي للغدة الدرقية). اذ تقوم الخلايا الجريبية، عندما تعمل كما يجب، بانتاج وافراز الهرمونات  T3 و T4 إلى الدم. وعندما يحدث نقص في انتاج او افراز هذه الهرمونات، نصاب بقصور الغدة الدرقية. مما يؤدي إلى الكثير من العوارض مثل الإرهاق. يُمكن لأي شخص أن يُصاب بهذه الحالة لكنها شائعة بشكل خاص عند النساء البالغات.

ان السبب الأول والاساسي للاصابة بقصور الغدة الدرقية في الدول الغربية هو الاصابة بمرض المناعة الذاتي مرض هاشيموتو (Hashimoto). وهو مرض مناعة ذاتي حيث يقوم جهاز المناعة بإنتاج المضادات التي تهاجم الخلايا الجريبيَّة (Follicular cell) في الغدة الدرقية وتقوم بتدميرها.

ولكن هناك اسباب وعوامل اخرى لقصور الغدة الدرقية:

  • نقص اليود: وهو المسبب الأول عالمياً لقصور الغدة. إن اليود يشترك في صنع هورمونات الغدة الدرقية، لذلك نقص فيه يُؤدي إلى نقص في صنع وإفراز هذه الهورمونات. في العالم الغربي تم إضافة اليود إلى الماء وبعض منتجات الطعام للتغلب على هذه المشكلة.
  • إخراج الغدة الدرقية بعملية جراحية: تُجرى العمليات الجراحية لإخراج الغدة الدرقية لأسباب عدة مثل فرط الغدة الدرقية، ورم في الغدة الدرقية، وجود درنة تُسبب العوارض.
  • التعرض لنظائر اليود المُشعة: وهو علاج لفرط الغدة الدرقية.
  • التعرض للأشعة العلاجية : كعلاج لورم في الرقبة مثل الورم الليمفي.
  • عوارض الأدوية : هناك العديد من الأدوية التي تُعرقل عمل الغدة الدرقية مثل الليثيوم، الأميودرون، وإنترفرون-ألفا.

أسباب ثانوية لقصور الغة الدرقية 

وهي الحالات الناتجة عن قصور الغدة الدرقية النخامية أو قصور غدة المِهاد التحتي على التوالي. فيقل إفراز الـ TSH  في الأولى، والـ TRH في الثانيَّة، وبالتالي يقل تحفيز الغدة الدرقية على إفراز الهورمونات.

  • إلتهاب الغدة الدرقية الفيروسي أو الجرثومي ويعتبر من الحالات النادرة وتكون عامة ومؤقتة.
  • إستهلاك اليود بشكل مُفرط: كميَّة كبيرة من اليود تُؤدي إلى عرقلة مُؤقتة في عمل الغدة الدرقية.
  • أمراض إرتشاحية (Infiltrative diseases): مثل السَّاركويد، ألدَّاء النشَّواني (Amyloidosis).
  • عيب ولادي: من كل 4000 مولود هناك مولود واحد يعاني من قصور في عمل الغدة الدرقية. ألتأخر في تشخيص الحالة قد يُؤدي إلى ضرر دائم في الجهاز العصبي والقدرة على النُّمو الطبيعي. لهذا السبب يُعتبر فحص هورمونات الغدة الدرقية فحصا روتينيا لكل مولود، حيث إذا ما شُخِّص يجب معالجاته فورًا.

كما ذكرنا، فإن قصور الغدة قد يحدث لاي شخص في اي سن لكن ثمة عوامل خطر، تجعله اكثر انتشاراً لدى البعض عن الاخرين, وهي:

  1. العمر: البالغون معرَّضون أكثر للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  2. الجنس: ألنساء مُعرَّضات أكثر للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  3. وجود المرض في العائلة.
  4. الدُّول النامية: نظرًا لنقص اليود.
  5. مشكلة سابقة في الغدة الدرقية خاصة وإن تطلبت العلاج.
  6. وجود أمراض مناعة ذاتيَّة أخرى مثل مرض السكري، إلتهاب المفاصل الروماتيدي، فقر الدم الخبيث.

كما أسلفنا بالذِّكر، للغدة الدرقية تأثير على الجسم عامة، وعلى العديد من أجهزة الجسم خاصة, لذلك فإن اعراض الغدة الدرقية كثيرة ومتنوعة. يحدث قصور الغدة الدرقية تدريجيًّا لذلك فإن العوارض أيضا تحدث بشكل تدريجيٍ ويُمكن أن لا تبرز إلا بعد فترة طويلة قد تصل إلى عدة شهور أو سنوات.

من أهم اعراض قصور الغدة الدرقية :

  • ألشعور بالإرهاق الدائم.
  • زيادة الوزن رغم فقدان الشهية.
  • دقات قلب بطيئة.
  • ضيق النفس.
  • ألإمساك.
  • ألبحة.
  • ألدراق (Goiter) : إنتفاخ الغدة الدرقية.
  • أضرار بالسمع.
  • ألحساسية البالغة للبرد.
  • إنتفاخ الأطراف والوجه.
  • ألجلد الجاف والبارد.
  • ألشعر الخشن والمُتكسر.
  • لون الجلد المائل إلى الصفار.
  • ألأظافر الهشة.
  • ألتَّشنُّج والألم في العضلات.
  • ألإكتئاب.
  • إنخفاض القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة.
  • عدم إنتظام الدورة الشهرية.

عند الأطفال يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يُؤدي إلى خلل في تطور الجهاز العصبي الذي يتجلى بعدم القدرة على التركيز وتدهور في التَحصيل العلمي. كما ويُؤدي إلى تأخر بارز في نمو الجسم وتطوره جنسيا دون تأثير سلبيٍ على الوزن.

هناك حالة تُسمى بـ Subclinical hypothyroidism يكون نقص الهورمونات فيها بسيطا، فلا يشكو الشخص المُصاب من عوارض القصور أو بأسوء الأحوال يمكنه أن يشكو من أعراض بسيطة مثل ألإرهاق، ألجلد الجاف، وعدم القدرة على التركيز. هذه الحالة شائعة جدا وقد تصل إلى %20 من النساء اللواتي تعدين عقدهن السابع.

يطرح الطبيب على المريض الأسئلة عن العوارض الملائمة للمرض، ويقوم بفحص المريض بحثا عنها، فإذا شكَ بقصور الغدة الدرقية يقوم بفحص نسبة الهورمونات في الدم :

  • T4 : نسبته تكون منخفضة.
  • TSH : نسبته تكون عالية وذلك إستجابة لحالة قصور الغدة الدرقية محاولا حث الغدة على الإفراز. بإستثناء حالتين يكون فيهما TSH منخفضا وهي عندما يكون القصور لأسباب ثانوية أو ثالثية.

بعد تشخيص قصور الغدة الدرقية يقوم الطبيب بتشخيص السبب, فإذا شكَ بمرض هاشيموتو يقوم بإجراء فحص دم لوجود مضادات معينة.

ربما يحتاج المريض فحوصات أخرى لتشخيص أسباب أقل شيوعا مثل أخذ عينة من الغدة الدرقية أو فحص فوق-صوتي (US).

إذا شكَ الطبيب بأن السبب يكمن في الغدة النخامية أو المهاد التحتي، يُرسل المريض إلى إجراء صورة طبقية (CT) أو صورة رنين (MRI).

نظرًا لشيوع مرض قصور الغدة الدرقية، ونظرا لإمكانية التأخر بتشخيصه فهناك بعض من الأطباء الذين ينادون بإجراء إختبارات تحري (Screening) للأشخاص الذين يمتلكون عوامل الخطر للإصابه به مثل :

  • حالة مماثلة في العائلة.
  • شخص يملك أمراض مناعة ذاتية أخرى مثل السكري.
  • إمرأة أثناء وبعد الحمل.
  • نساء فوق جيل 35.

لكن هناك إجماع على إجراء فحص تحري لكل مولود جديد نظرا للعواقب الخطيرة لعدم تشخيص حالة قصور الغدة الدرقية.

علاج قصور الغدة الدرقية يعتمد على إعطاء المريض بديلا للهورمومات الدرقية التي تنقصه عن طريق الفم. هناك هورمونات T4 مصنعة (Levothyroxine) حيث يقوم المريض بأخذها بإنتظام بدلا من المصدر الداخلي المفقود.

يتم إعطاء المريض الدواء بكمية تصاعدية وبشكل تدريجي، وفي المقابل يتم القيام بفحص دم منتظم لنسبة الهورمونات الدرقية أو ال TSH حتى نحصل على المستوى العلاجي المطلوب.

تبدأ عوارض المرض بالتحسن خلال أسبوعين من بداية تناول دواء Levothyroxine، وتزول نهائيا خلال بضعة أشهر. إن إستمر المريض بأخذ الهورمونات ولم تزُل العوارض كالمتوقع يجب فحص نسبتها في الدم فهناك إحتمال بأنه لا يأخذ الكمية الكافية ويجب رفع كمية الدواء.

غالبا ما يتوجب تناول الهورمونات مدى الحياة إلأ أن هناك أسباب غير دائمة لقصور الغدة مثل الإلتهاب، إستعمال بعض الأدوية وحتى مرض هاشيموتو قد يكون في بعض الأحيان مؤقت. لذلك إذا شكَ الطبيب أن سبب القصور يمكن أن يكون مؤقتا يقوم بايقاف الدواء بعد فترة من العلاج كنوع من الفحص، فإذا لم تجدد الغدة الدرقية عملها، على المريض أخذ الدواء مدى الحياة.

بالنسبة لقصور الغدة الدرقية البسيط (Subclinical)، فليس هناك إجماع على وجوب علاجه، بل يُنصح بأن يكون المريض على علم بأعراض المرض في حال نشوئه، كما ويمكنه القيام بعمل فحوصات منتظمة لنسبة الهورمونات.

هناك ثلاث حالات أساسية يمكن أن يشكل قصور الغدة الدرقية خطراً على حياة المريض أو أن تهدد بحدوث أضرار دائمة، لذلك يتوجب معالجتها سريعا :

  • فترة الحمل : يعتمد الجنين على الام كمصدر للهورمونات الدرقية، لذلك إذا كانت الأم الحامل تُعاني من قصور الغدة الدرقية فإن الجنين يتعرض لنفس الوضع أيضا إلا أن هذه الهورمونات في غاية الأهمية لنمو وتطور الجنين وخاصة لجهازه العصبي، فمثلا وُجِد أن لهؤلاء الأطفال معدل IQ منخفض عن الأطفال الذين ولدوا لأم معافاه.
    غالبا ما تتطلب الأم الحامل كمية هورومونات درقية أكبر بمرة ونصف من الأشخاص العاديين.
  • مولود جديد : سبق وذكرنا أهمية تشخيص المرض عند المولودين حديثا. فبغياب التشخيص والعلاج المناسبين يعاني هؤلاء الأطفال من تأخر في النمو الجسدي والعقلي.
  • غيبوبة الوذمة المخاطية (Myxedema coma) : حالة نادرة الحدوث، تحدث عند الأشخاص المُسنين الذي يعانون من قصور الغدة الدرقية وأمراض مزمنة، أو حادة أخرى.
    وهي عبارة عن وجود أحد أعراض المرض بشكل متطرف يُهدد حياة المريض:
    • فقدان الوعي، ألذُّهان (Psychosis)، نوبة صرع.
    • دقات قلب بطيئة جدا.
    • درجة حرارة الجسم منخفضة بشكل متطرف.
    • فشل عمل القلب.
    • فشل عمل الرئتين.

تتطلب الحالة علاجا فوريا وهو إعطاء هورمونات درقية وستيرويد عبر الوريد، وعلاج الأزمة الحادة التي أدَت إلى هذه الحالة.

03/11/2012
اختبار هرمونات الغدة الدرقية (Thyroid Hormones Test)
اختبار هرمونات الغدة الدرقية (Thyroid Hormones Test)

  هو اختبار دم بسيط لفحص هرمونات الغدة الدرقية في الدم،

فحوصات