العين السليمة: العمليّات الجراحيّة للعيون في زامبيا

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

منظّمة أوربيس (ORBIS) يعمل في جميع أنحاء العالم لأهداف غير ربحيّة من أجل تقديم مساعدة طبيّة لسكّان العالم الثالث. د. بنيامين شاليف في مقابلة مؤثّرة عن بعثته في المنظّمة

العين السليمة: العمليّات الجراحيّة للعيون في زامبيا

وضعت منظّمة أوربيس نصب أعينها هدف مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشالك في العيون، والذي يعيشون في دول العالم الثالث - ولا يحظون بتلقّي العلاجات الطبيّة الضروريّة، وأحيانًا العلاجات المنقذة للحياة أيضًا. د. بنيامين شاليف، أخصّائي طبّ العيون زار بعض دول العالم الثالث - وفي زيارته الأخيرة لزامبيا نجح في مواجهة تحدٍّ كبير جدًا. في مقابلة مؤثّرة معه، يحكي د. شاليف عن العلاج الذي يعيد الضوء للعيون - في أماكن مظلمة.

ما هي منظّمة أوربيس؟

"إنّها مؤسّسة غير ربحيّة، تأسّست في مدينة نيويورك، ووضعت نصب أعينها هدف تقديم المساعدة لسكّان دول العالم الثالث، مع إلقاء الضوء على علاج مشاكل العينين وضعف البصر. تعمل المنظّمة من أجل تحسين جودة طبّ العيون في جميع أنحاء العالم، وذلك بهدف علاج مشالك العيون ومنع العمى الذي يمكن علاجه في العديد من الدول حول العالم لا سيّما في الدول المتقدّمة".

كيف تساعد المنظّمة من يعيشون في دول العالم الثالث؟

"نشاط المنظّمة واسع ومتنوّع. المساعدة تشمل تزويد المعدّات والقوى البشريّة المختصّة في المجال، وذلك من أجل تحسين الخدمات الطبيّة للسكّان. يتمّ إرسال أطبّاء أخصّائيّين من أجل تأهيل العاملين المحليّين في مجال الطبّ، وغير ذلك. أنا شخصيًا اشتركت عدّة مرّات في حملات مساعدة مؤثّرة جدًا. لدى المنظّمة طائرة مزوّدة بغرف عمليّات، ويتوافد إليها سكّان الدولة التي تهبط فيها - ويحظون بتلقّي علاجات طبيّة متقدّمة وبأحدث المعدّات من قِبل كبار الأخصائيّين، كما ويتمّ تأهيل الأطبّاء المحليّين لإجراء هذه العمليّات الجراحيّة.

أيّ مشاكل عيون شائعة في دول العالم الثالث؟

"لدى البالغين، المشاكل الشائعة هي السدّ (الكاتاراكت)، الزرق (غلوكوما) والسكّري. كلّ هذه المشاكل قد تؤدّي إلى العمى إن لم يتوفّر لها العلاج الملائم. لدى الأطفال، المشاكل الشائعة هي الحول وتدلّي الجفون. هذه المشاكل لا تؤدّي إلى العمى، لكنّها تؤدّي إلى إصابات تجميليّة وأدائيّة شديدة جدًا لدى الأطفال الذين يعانون منها.

الحياة في دول العالم الثالث صعبة وقاسية جدًا - وإذا لم يتمّ علاج مشاكل البصر، ينجم عن ذلك تحدٍّ صعب جدًا، ممّا قد يؤدّي إلى الوفاة أيضًا. البقاء في دول العالم الثالث مسألة ليست بديهيّة. مشاكل العيون تؤدّي إلى أضرار تجميليّة وأدائيّة كبيرة - وإن لم يقدَّم لها العلاج، تتفاقم كثيرًا إلى درجة يصعب على من يعاني منها تحمّلها.

الأطبّاء المتطوّعون في المنظّمة يواجهون حالات صعبة ومعقّدة ويبذلون كلّ ما بوسعهم من أجل تقديم المساعدة. مساعدتهم هي بمثابة إنقاذ للحياة. التعقيد بات واضحًا جدًا في زيارتي الأخيرة لزامبيا، إذ واجهت هناك تحدّيًا ليس سهلًا".

قبل العملية

ماذا كان التحدّي؟

"زامبيا هي دولة من دول العالم الثالث، ويبلغ عدد سكّانها سبعة عشر مليون نسمة. الدولة تفتقر إلى البنى التحتيّة، وهي تعتبَر دولة ضعيفة، فقيرة وتعيسة؛ لا يحظى سكّانها بتلقّي العلاجات الطبيّة الملائمة. في ثاني أكبر مدينة في زامبيا، تمّ تأسيس مركز علاجيّ لمشاكل العيون، إذ يتوافد إليه السكان المرضى من جميع أنحاء الدولة. أرسِلت إلى هناك لأنّ الطبيب المختصّ الذي كان يقدّم الخدمات توقّف عن العمل - وكانت هناك حاجة ماسّة لتأهيل طبيب مختصّ بديل. هذا كان دوري. تأهيل طبيبة مختصّة خلال أسبوع واحد، لتتمكّن من إجراء عمليّات جراحيّة لدى الأطفال الذين يعانون من الحول وتدلّي الجفون.

تغلّبنا على التحدّي وفاق نجاحنا كلّ التوقّعات. اجتازت الطبيبة تأهيلًا مسرّعًا وهي تجري حاليًا عمليّات جراحيّة أساسيّة لعلاج الحول وتدلّي الجفون لدى الأطفال على الأقلّ، وتساعد العشرات منهم في التغلّب على مشاكل العيون التي يعانون منها. تمّ إجراء عمليّات جراحيّة للأطفال الذين يعانون من الغَمَش، الحول وتدلّي الجفون. من بينها ثلاث عمليّات - تدمج ما بين علاج تدلّي الجفون والحول بنفس الوقت - نجحت في علاج المشكلة."

بعد العملية
ما هو تدلّي الجفون؟

تدلّي الجفون، باللاتينيّة "باتوزيس"، هو تدلّي الجفن العلوي ممّا يسبّب حجب بؤبؤ العين. هذا التدلّي ينجم عن ضعف العضلة المسؤولة عن فَتح الجفن. تدلّي الجفون يؤدّي إلى حجب جزء من بؤبؤ العين، ويؤدّي إلى أضرار تجميليّة وادائيّة لأنّ حجب البؤبؤ يؤدّي إلى تحديد مجال الرؤية ويضرّ بجودة البصر. العلاج الوحيد لتدلّي الجفون لدى الاطفال هو عمليّة جراحيّة. في الحالات المستعصية - هناك حاجة لإجراء عمليّة لرفع الجفن عن طرق عضلة الجبين! أحيانًا وفي سنّ صغيرة - لمنع الغَمَش. في الحلات الأقلّ شدّة، يتمّ إجراء عمليّة جراحيّة لتقصير العضلة ومن ثمّ يتمّ رفع الجفون".

موقع دكتورز

04/01/2020