علاجات الغروز - هل يُنصَح بتلقّي العلاج خلال يوم واحد؟

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

ما هي غروز الأسنان، لماذا لا يجب الخوف منها، كيف تجري العمليّة، وما هي أفضل طريقة لاختيار طبيب أسنان مهني؟ حتى قبل يضع سنوات، اضطررنا للانتظار أربعة حتى ستّة أشهر من بعد زراعة الأسنان، إلى أن يكون بالإمكان وضع التلبيسة الثابتة على الغرز. مع مرّ السنين، تمّ تطوير تقنيّة مبتكرة وطرق عمل متقدّمة تمكّن الأطبّاء في حالات معيّنة من وضع التلبيسة بعد الزراعة فورًا، في نفس العمليّة. انطلقنا لنفحص ذلك.

علاجات الغروز - هل يُنصَح بتلقّي العلاج خلال يوم واحد؟

من منّا لا يرغب بإنهاء علاج الأسنان المعقّد في يوم واحد؟ غالبيّة الأشخاص، ممّن ليسوا أطبّاء أسنان، لا يمكنهن اكتشاف قدرة الأطبّاء على إجراء العلاج اللاظم لهم بشكل كامل وحتى سريع. يتبيّن أنّ "ثقافة الآنيّة" تشكّل ضغطًا على الجمهور الواسع وعلى أطبّاء الأسنان أيضًا ليجدوا حلولًا ناجعة ومريحة للعلاجات بسرعة الضوء، بالأخصّ عندما يدور الحديث عن علاجات الغروز. هل يمكن إجراء علاج الغروز خلال يوم واحد؟ هل هذا صحيح بالنسبة للمتعالِج؟ هيّا بنا نختبر ذلك. 

مصدر غرز الأسنان

غرز الأسنان عبارة عن برغي يحلّ مكان جذر السنّ. هناك حالات نحتاج فيها لقلع أسناننا الطبيعية لعدّة أسباب، مثل الالتهابات، التشقّقات والتسوّس عندما تكون هناك سنّ ناقصة، يحلّ الغرز مكان جذر السنّ. توجد داخل الغرز فتحة داخليّة، يمكن تركيب التلبيسة عليها. هناك عدّة أنواع من الغروز، وطرق متنوّعة لتقنيّات الزراعة. تتمّ كلّ الزراعات في العالم من خلال إدخال برغي إلى العظمة، وتقوم العظمة بدروها بإجراء التحام عظمي (Osseointegration)، فيصبح الغرز جزءًا لا يتجزّأ منها.

 

متى تكون هناك حاجة لزراعة العظم؟

لإجراء زراعة أسنان ناجحة، يجب أن تتوفّر كميّة كافية من العظم. هناك حالات لا تتواجد فيها عظمة بتاتًا، او تكون هناك كميّة ضئيلة جدًا منها. لذلك، تمذ تطوير طرق مختلفة لبناء العظام، مثل زراعة العظام في منطقة الجيوب الأنفيّة (ما يُعرف "برفع الجيب الأنفي")، أو إذا كان الحديث يدور عن الفكّ السفلي - يمكن عندها إجراء عمليّة الرفع بشكل أفقي أو عمودي. مع مرّ السنين، تمّ تطوير أنواع معيّنة من الغروز القصيرة، والتي تلائم المناطق التي تكون فيها العظمة منخفضة، ويمكن عندها وضع التلبيسة على غروز قصيرة جدًا بدون زراعة عظم.

لماذا الزراعة ضروريّة أساسًا؟

في الماضي، في حالة فقدان سنّ، كان أطبّاء الأسنان يصنعون "جسورً"، أيّ يستعينون بالأسنان الأماميّة والأسنان الخلفيّة المجاورة ويشحذونها، وفي بعض الأحيان، كانت هناك حاجة لإجراء علاج للجذور وبنية الأسنان ليتمكّن الأطبّاء من وضع التلبيسات عليها. مع تطوّر مجال زراعة الأسنان في السنوات الأخيرة، أصبح الأطبّاء يفضّلون عدم الاستعانة بالأسنان التي ليست هناك حاجة للاستعانة بها، بل تركيز العلاج على الموضع الذي يحتاج إلى إكمال السنّ. عمليّة الزراعة أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من مجال طبّ الأسنان العام. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الأسنان الطبيعيّة لها أفضليّة على الغروز أو على أيّ بديل آخر، لذلك، يجب على الأطبّاء أن يبذلوا كلّ ما بوسعهم من أجل علاج الأسنان الطبيعيّة، تجنّب القلع، ولاحقًا - الزراعات.

 

نسب النجاح حول العالم

نسبة نجاح غروز الأسنان عالية جدًا، تصل إلى %95 تقريبًا، لكن من المتوقّع أن تكون النسبة أقلّ عندما تتغيّر العوامل المختلفة، مثل التقدّم في السنّ، حالة المتعالِج الصحيّة، كميّة العظام المتواجدة في موضع الزراعة، القرب من العصب، الأوعية الدمويّة وغيرها المزيد من العوامل اليت يجب أخذها بالاعتبار.

أين المشكلة إذًا؟

عندما تكون هناك مشكلة صحيّة في الفم وتكون هناك حاجة لإكمال الأسنان، تبدأ المشكلة باختيار طبيب الأسنان. من المهمّ اختيار طبيب موثوق، مهني وله خبرة في المجال. لا تعتمدوا على الإعلانات التي تشاهدونها، بل على توصيات ونصائح من أشخاص آخرين تثقون بهم، والذين تلقّوا لدى طبيب الأسنان علاجات على مدار سنوات وبإمكانهم التأكيد على مهنيّته، أمانته وخدماته. جودة العلاجات تقاس على مرّ السنوات، لذلك يجب أن تكون التوصية ذات مصداقيّة أيضًا، أيّ من شخص يعرف الطبيب منذ سنوات طويلة. طبيب الأسنان الجيّد يجب أن يكون مهنيًا من الدرجة الأولى، وما لا يقلّ أهميّة هو شخصيّة الطبيب ومدى تفرّغه للعلاجات أيضًا.

الكثير من الإعلانات المنتشرة عبر وسائل الإعلام المختلفة تغري المتعالِجين لإجراء زراعة أسنان شاملة خلال يوم واحد. الأمر ممكن أحيانًا، لكن يجب التحقّق من كلّ حالة على حدة وبشكل دقيق. التقنيّات الحديثة تساعد الأطبّاء على تلبية احتياجات المتعالِجين بسرعة، لكن في بعصض الحالات، من المفضّل الانتظار بضعة أشهر ومن ثمّ تركيب التلبيسات في مرحلة لاحقة لكي نضمن نجاح العمليّة، ونتجنّب فشل الغروز فقط بسبب رغبتنا في إجراء العلاج بشكل سريع.

أنا أؤمن بطبّ الأسنان التكاملي. يجب أن يقوم طبيب واحد بإجراء التشخيص وبناء البرنامج العلاجي، إجراء الجراحة (الزراعات وعلاج العظم) وإصلاح الأسنان بواسطة الغروز، بشرط أن يملك الطبيب القدرة ولمهارة المهنيّة لإجراء كلّ هذه المراحل. بعد العلاج، يجب متابعة وإرشاد المتعالِج، وتقديم علاج صيانة الأسنان له، بما في ذلك إرشاده للحفاظ على نظافة الفم والحفاظ على النظام بشكل عام. هناك أهميّة كبيرة للتعرّف على المتعالِج عن كثب، فهم احتياجاته - الماديّة والنفسيّة. بنظري، يجب على الطبيب أن يتحلّى بالإنسانيّة أولًا.

د. يرون آفني

موقع zap doctors

 

23/06/2020