فتور العلاقة الجنسيّة: كلّ المعلومات حول الحياة الجنسيّة في سنّ التقاعد

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

فترة ما قبل سنّ انقطاع الحيض مصحوبة بتغيرات عاطفيّة وجسمانيّة قد تؤثّر على الرغبة الجنسيّة. الأخبار السارّة: بإمكان النساء في هذه الفترة أيضًا التمتّع من حياة جنسيّة نشطة ومرضية بالتأكيد!

فتور العلاقة الجنسيّة: كلّ المعلومات حول الحياة الجنسيّة في سنّ التقاعد

سيحدث ذلك يومًا ما: نظرة مثقلة إلى المرآة ستجعلك تدركين أنّ الوقت يمضي مسرعًا. قد تكون تلك تجاعيد بسيطة ظهرت في مكان لم تظهر فيه من قبل، أو أنّ شيئًا قد تغير في مظهرك ولا يمكنك تجاهل ذلك: أنت تتقدّمين في السنّ وجسمك أيضًا يمرّ بتغييرات. وبالتالي، سنّ انقطاع الحيض لا يتخطّى أيّا منّا، وبالتأكيد لا يمكن وقف الزمن. البشرى السارّة: حقيقة أنّ الأشياء تتغيّر في حياتك ليست ذريعة لانقطاع المتعة من حياة جنسيّة نشطة ومرضية. ستكتشفين ذلك حالًا.

ما هي فترة ما قبل سنّ انقطاع الحيض؟

فترة ما قبل سنّ انقطاع الحيض تبدأ غالبًا في أواخر الأربعينات من العمر، لكنّها قد تبدأ في مرحلة لاحقة أيضًا. غالبًا ما يدور الحديث عن فترة تستمرّ ما بين 13-6 سنة. في هذه الفترة، قد تطرأ على النساء عدّة تغييرات: البعض منها جسمانيّة - وعلى رأسها الانقطاع التدريجي للدورة الشهريّة. بالإضافة، قد تظهر أعراض أخرى مثل: نوبات ارتفاع درجة الحرارة، اضطرابات في النوم، ضعف عضلات قاعدة الحوض ممّا يؤدّي إلى تسرّب البول، تغييرات أيضيّة تؤدّي إلى زيادة الوزن وغيرها. بالإضافة، قد تطرأ عليك تغييرات نفسيّة يمكنها أن تنعكس في تقلّبات مزاجيّة، اكتئاب، غضب وغيرها.

هذه التغييرات الكثيرة تؤدّي في الكثير من الأحيان إلى الشعور بالحرج والارتباك، والإحساس بأنّه لا أحد هناك لمصارحته بالأمر. ربّما يكون هذا هو السبب بأنّ العديد من النساء يخفين حقيقة تقدّمهنّ في السنّ ومرورهنّ بهذه التغييرات، وكأنّ الحديث عن مرض معدٍ. نعود لموضوع الحياة الجنسيّة: فترة ما قبل سنّ انقطاع الحيض تكون مصحوبة في العديد من الأحيان بتغييرات هورمونيّة، تنعكس في انخفاض في إنتاج الإستروجين والبروجسترون، ممّا قد يؤثّر بشكل مباشر على الرغبة الجنسيّة.

كيف يمكن أن ينعكس التغيير في الحياة الجنسيّة؟

في هذه الحالة أيضًا، قد ينعكس الأمر من الناحية الفيزيولوجيّة أو الحسيّة، وأحيانًا كليهما. من الناحية الفيزيولوجيّة، قد تشعرين بتغييرات مثل: إثارة جنسيّة أبطأ، صعوبة في الوصول إلى الذروة الجنسيّة، انخفاض في درجة "التليين" الطبيعيّة، انخفاض في الغربة الجنسيّة، حكّة أو وخزات صغيرة في المهبل. التغيير النفسي أيضًا قد يؤدّي إلى تغيّر المزاج او إلى الاكتئاب، وبالتالي إلى انخفاض في الرغبة الجنسيّة.

برغم ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ الحديث يدور عن عمليّة طبيعيّة وعاديّة، تواجه العديد من النساء.

كما وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّه ليست كلّ امرأة تبلغ سنّ ما قبل انقطاع الحيض ستشعر بهذه الأعراض بالضرورة. عمليًا، تشعر العديد من النساء بارتياح أكبر، بالأخصّ بعد أن خرج الأولاد للسكن خارج البيت، ممّا يمنحهنّ الشعور بالحريّة والاستمتاع من الحياة الجنسيّة وممارسة العلاقات الجنسيّة في أيّ وقت ممكن.

لماذا تواجه بعض النساء صعوبات جنسيّة، بينما يستمتع البعض الآخر منهنّ بحياة جنسيّة نشطة؟

في الكثير من الأحيان، هناك علاقة وطيدة بين مفهوم الحياة، التربية في البيت وتعامل المرأة نفسها مع موضوع الحياة الجنسيّة، وبين قدرتها على الشعور بأنّها مرغوبة ونشطة جنسيًا في جيل متقدّم أيضًا. بالإضافة، علينا أن نعترف: المجتمع الذي نعيش فيه يقدّس النضارة والجمال، ممّا يجعلنا نعتقد في كثير من الأحيان أنّ النساء المتقدّمات في السنّ لسن بحاجة إلى الجنس ولا ينتمين إلى عالم الجنس بتاتًا. هذا المفهوم يرتبط أيضًا بالاعتقاد الخاطئ بأنّ هناك علاقة مباشرة بين الحياة الجنسيّة لدى المرأة وبين خصوبتها، في حين أنّه ليست هناك علاقة فعلًا بين الأمرين. عمليًا، القدرة على الاستمتاع من الجنس والقدرة على التكاثر هما أمران يختلفان تمامًا عن بعضهما البعض. يمكننا بالتأكيد الاستمتاع من احدهما بغضّ النظر عن الآخر.

ماذا نفعل لتحسين الحالة؟

لمعالجة المشكلة، يجب علينا فهم جوهرها أوّلًا. أيّ، إذا شعرت المرأة بأوجاع أثناء ممارسة العلاقات الجنسيّة مثلًا، يمكن استشارة طبيب نساء. بإمكان الطبيب اقتراح بعض الحلول، مثل مواد تليين او أدوية هورمونيّة بإمكانها أن تحسّن الحالة كثيرًا. بالإضافة، يمكن الاستعانة بالخدمات الصحيّة المكمّلة. أثبِتَ انّ العلاجات المختلفة مثل الوخز الصيني مثلًا قد تساعد كثيرًا في هذا الموضوع.

كما ومن المهمّ أيضًا مصارحة الشريك في الصعوبات التي تواجهينها، وإذا لزم الأمر يمكن استشارة مستشار جنسي مؤهّل، والذي يمكنه اقتراح حلول إضافيّة أخرى مثل: ممارسة الجنس بوضعيّات جديدة تتلاءَم أكثر مع الوضع، إطالة مدّة المداعبات وحتى استعمال القضيب الاصطناعي الذي يساعد على زيادة الإثارة الجنسيّة. في النهاية، علينا أن نتذكّر أنّه لكلّ امرأة حلًا مختلفًا، لكن الأهمّ هو التحدّث عن الصعوبة. إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التحدّث عن الموضوع مع شريكك، بإمكانك مصارحة طبيب النساء، الأخصّائي النفسي أو حتى صديقة. الأهمّ ألّا تشعري بأنّك وحيدة في هذه الحالة. من المهمّ أيضًا مواصلة ممارسة النشاطات الحيويّة في الحياة: الرياضة، التغذية السليمة وبناء العلاقات، فهذه العوامل هي مفتاح السعادة والصحّة، والتي تساهم كثيرًا في تحسين الرغبة الجنسيّة.

متى من المهمّ علاج الموضوع؟

يستحسن التفكير بخطوات العلاج، فقط في حال كان الموضوع يزعج المرأة أو شريكها/شريكتها، وفي حال تضرّرت جودة الحياة أيضًا.

ملخّص: الحياة الجنسيّة هي جزء لا يتجزّأ من حياتنا كبشر. مع مرّ السنين، تطرأ على جسم المرأة تغييرات فيزيولوجيّة كثيرة، والتي قد تؤثّر سلبًا على الرغبة الجنسيّة وعلى القدرات الجنسيّة. العلاجات الداعمة التي تعالج جذور المشكلة، تتيح المجال لمواصلة الاستمتاع بالعلاقات الجنسيّة النشطة والممتعة في كلّ جيل.

إفرات منور، هي معالجة جنسيّة مؤهّلة، عاملة اجتماعيّة ومرشدة علاج جنسي.

موقع zap doctors.

 

23/05/2020