مسح أعضاء الجنين الثالث: دوره في التشخيص قبل الولادة

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

في السنوات الأخيرة، بدأ استخدام فحص المسح الثالث، والذي يُجرى في الأسبوع 32-30 للحمل، ويمكن من خلاله اكتشاف التشوّهات الخلقيّة في دماغ الجنين وفي الأعضاء والأجهزة الضروريّة الأخرى لديه، والتي لا يمكن اكتشافها في فحوصات المسح المبكّرة

مسح أعضاء الجنين الثالث: دوره في التشخيص قبل الولادة

فحص مسح أعضاء الجنين، كما يُفهَم من اسمه - هو فحص أمواج فوق صوتيّة (أولتراساوند) لمسح أعضاء وأجهزة الجنين. كما هو متّبع منذ سنوات، يمكن إجراء فحص مسح الأعضاء في موعدين مختلفين، يسمّيان تباعًا - مسح الأعضاء المبكّر ومسح الأعضاء المتأخّر. يمكن اليوم إجراء فحص مسح "ثالث"، في موعد لاحق.

ماذا يجب معرفته عن مسح الأعضاء المبكّر؟

يُجرى فحص المسح المبكّر بين الأسبوع 14 والأسبوع 16 للجمل بطريقة مهبليّة (يمكن دمجها مع الطريقة البطنيّة). إذا كانت نتائج الفحص سليمة، يتمّ التأكيد للمرأة على سلامة الجنين في مراحل الحمل الأولى. إذا كانت هناك دلائل غير سليمة خلال الفحص، يمكن أن يقرّر الطبيب إجراء فحص السائل السلوي، وأن يستشير اخصّائيّين آخرين، وفي حالات معيّنة قد يقرّر وقف الحمل في هذه المرحلة المبكّرة (مع أقلّ مستوى ممكن من الخطورة).

إحدى سيّئات فحص المسح المبكّر هي عدم تطوّر بعض الأعضاء لدى الجنين في هذه المرحلة من الحمل، وأنّ هناك خطورة لوجود لظهور تشوّهات في مرحلة لاحقة من الحمل، حتى وإن كانت نتائج فحص المسح المبكّر سليمة. تجدر الإشارة إلى أنّ فحص المسح يُجرى اليوم في موعد مبكّر أكثر (أسبوع 13.5-13 للحمل) ويتمّ دمجه مع فحص الشفافيّة القفويّة، وسنتطرّق إلى ذلك في مقالة أخرى.

ماذا يجب معرفته عن مسح الأعضاء المتأخّر؟

يُجرى فحص المسح المتأخّر بين الأسبوع 22 والأسبوع 24 للحمل، بطريقة بطنيّة. هناك إمكانيّة لإكمال الفحص بطريقة مهبليّة، وذلك في الحالات التي يكون فيها رأس الجنين منخفضًا وتكون هناك حاجة لفحص دماغ الجنين بدقّة. الأفضليّة في فحص المسح المتأخّر هي إمكانيّة مسح أعضاء وأجهزة الجنين بشكل كامل، بما في ذلك مسح الأعضاء التي لم تتطوّر بعد في مرحلة فحص المسح المبكّر و/أو اكتشاف التشوّهات التي حدثت من بعد فحص المسح المبكّر السليم. بالإضافة، ووفقًا لنتائج الفحص، ما زالت هناك إمكانيّة أيضًا في هذه المرحلة لإجراء فحص السائل السلوي، وإكمال الفحوصات اللازمة وحتى اتّخاذ القرار بوقف الحمل في هذه المرحلة. إحدى سيّئات فحص المسح المتأخّر شبيهة لتلك في فحص المسح المبكّر: أيضًا في مرحلة المسح المتأخّر، يجب الأخذ بالاعتبار التشوهّات التطوّريّة التي قد تحدث خلال الحمل.

ما هو مسح الأعضاء "الثالث"؟

مسح الأعضاء "الثالث" هو فحص غير معترَف به بعد من قِبل وزارة الصحّة، لكن يمكن إجراؤه بشكل خاص. يُجرى الفحص بين الأسبوع 30 والأسبوع 32 للحمل، بطريقة بطنيّة. إذا كان الجنين بوضعيّة رأسيّة (الرأس للأسفل)، يُجرى الفحص أيضًا بطريقة مهبليّة وذلك لفحص دماغ الجنين.

من أبرز أفضليّات فحص المسح "الثالث" أنّه يتيح المجال أيضًا لاكتشاف التشوّهات التي قد تتطوّر في مرحلة لاحقو فقط من الحمل، مثل التشوّهات في تطوّر دماغ الجنين. من سيّئات الفحص أنّه من الصعب مشاهدة الجنين بشكل جيّد، كما في فحوصات المسح السابقة، وذلك بسبب وضعيّة الجنين (يغطّي ظهر الجنين سائر أعضائه) وبسبب قلّة السائل السلوي بالمقارنة مع فحوصات المسح السابقة، ممّا يعيق تحرّك الجنين بشكل جيّد ويقلّل من دقّة وجودة الصورة. برغم ذلك، من المهمّ إجراء هذا المسح، فهو يتيح المجال لاكتشاف تشوّهات مختلفة مثل تشوّهات الدماغ، الالتهابات لدى الجنين، القزامة، الفتق في الحجاب الحاجز، اضطرابات الكلى وجهاز الهضم وغيرها.   كما ويمكن من خلال هذا الفحص التأكّد من سلامة المشيمة والحبل السرّي، وهما عاملان مهمّان من حيث طريقة وموعد الولادة.

ماذا يمكن أن نفعل بشأن الدلائل التي يتمّ اكتشافها في مرحلة المسح "الثالث"؟

أوّلًا، تجدر الإشارة إلى أنّه في معظم الحالات لا يتمّ اكتشاف دلائل استثنائيّة، بل أنّ الحديث يدور عن حمل سليم وجنين معافًى. في جزء بسيط من الحالات، يتمّ اكتشاف بعض الدلائل الخطرة في المسح، مثل التشوّهات الدماغيّة الشديدة، القزامة وغيرها. في هذه الحالات، القانون في البلاد يجيز وقف الحمل أيضًا في الأسابيع المتقدّمة، حتى في الأسبوع الـ 40. كما الحال في فحوصات المسح السابقة، قد تظهر في هذا الفحص أيضًا بعض الدلائل التي لا تستوجب وقف الحمل، بل تحتاج إلى علاج بعد الولادة. اكتشاف هذه الدلائل خلال فحص المسح يمكّن الوالدين من الاستعداد لذلك مسبقًا، واستشارة أخصّائيّين في المجال حتى قبل الولادة، والحصول على شروحات وإرشادات حول الدلائل التي تمّ اكتشافها.

ملخّص: مسح الأعضاء عبارة عن فحص أولتراساوند، يمكن من خلاله مسح أعضاء الجنين. هناك ثلاثة مواعيد مختلفة يمكن فيها إجراء الفحص - مسح الأعضاء المبكّر في الأسبوع 16-14 للحمل (أو حتى في مرحلة مبكّرة أكثر)، مسح الأعضاء المتأخّر في الأسبوع 24-22 للحمل ومسح الأعضاء "الثالث" في الأسبوع 32-30 للحمل. لكلّ فحص من هذه الفحوصات توجد حسنات وسيّئات. فحص المسح المبكّر والمتأخّر معترَف بهما من قِبل وزارة الصحّة، بينما يمكن إجراء فحص المسح "الثالث" بشكل خاص فقط.

بروفسور يارون تسلئيل هو أخصّائي في طبّ النساء والتوليد وفحوصات أولتراساوند في مركز عيادة المختصّين في تل أبيب.

 zap doctors.

 

28/07/2020