التهاب التامور

التهاب التامور

التامور هي الطبقة الخارجية المُحيطة بالقلب، وهو الجزء الأقرب الى الصدر.

هو عبارة عن غلاف خارجي للقلب، مبني بصورة كيس، مُحيط للقلب. التامور مبني من طبقتين، داخلية وخارجية، بينهما يوجد سائل بحجم 15-50 ملم.

أثناء انقباض وانبساط القلب، في كل دقة للقلب، فانه يتحرك من مكانه، مما يُمكن أن يسبب الاحتكاك مع الأعضاء الأخرى المُحيطة به.

وظائف التامور هي:

  • منع احتكاك القلب مع الأعضاء الأخرى المُحيطة به ، وبذلك تخفيف الضرر الناتج من الاحتكاك.
  • يُقيد مجال حركة القلب ويمنع اندفاع القلب الزائد في حال الانقباض القوي.
  • يمنع تحول مكان القلب والأوعية الدموية الكبرى، كالأبهر، من مكانهم الطبيعي.
  • الحفاظ على القلب. لعدم انتقال العدوى والاتهابات من الأعضاء المُحيطة، وكذلك الحفاظ على القلب من الرضخ والاصابات الخارجية.
  • السائل يمنع الاحتكاك بين طبقتي التامور ويحافظ على المرونة.

مع ذلك، تُشير دراسات عديدة، الى أن التامور ليس ضرورياً، ويُمكن العيش دونه. عدم وجود التامور- لأسباب خلقية أو بعد استئصاله بعملية جراحية-  لا يُسبب مرضاً ما.

هناك عدة أمراض مُمكن أن تضر بالتامور، أهمها:

  • التهاب التامور الحاد (acute pericarditis).
  • انصباب تاموري (pericardial effusion) لا يسبب الدكاك القلبي، وهي حالة تراكم سوائل في داخل التامور بين الطبقة الداخلية والخارجية.
  • الدكاك القلبي أو الاندحاس القلبي (cardiac tamponade)، وهو حالة انصباب تاموري خاصة وهامة، بسبب خطورتها.
  • التهاب التامور المُضيق (constrictive pericarditis).
  • أورام التامور وكيسة التامور (pericardial cyst)، وهي نادرة جداً.

التهاب التامور الحاد هو المرض الأكثر شيوعاً، اللذي يضر بالتامور، من الممكن أن يظهر مع وجود انصباب تاموري.

اذا كانت وتيرة تراكم السوائل وكميتها حول القلب في التامور- خلال الانصباب التاموري- عالية، فان الانصباب التاموري يسبب الدكاك القلبي، وهي الحالة الأشد خطورة.

اذا كانت وتيرة تراكم السوائل وكميتها حول القلب في التامور- خلال الانصباب التاموري- منخفضة فان التهاب التامور الحاد يظهر مع الانصباب التاموري، دون الدكاك القلبي، وهذا الوضع أقل خطورة.

يجب التذكير أن الانصباب التاموري يظهر في حالات أخرى غير التهاب التامور الحاد، لكن التهاب التامور الحاد هي الحالة الأكثر شيوعاً.

أسباب التهاب التامور الحاد عديدة.

أهم هذه الأسباب هي:

  • التهاب التامور الحاد مجهول السبب (idiopathic pericarditis): تُشير أغلب الدراسات الى أن أغلب حالات التهاب التامور الحاد هي مجهولة السبب، الا أنه ممكن القول أن التهاب التامور الحاد مجهول السبب، يكون عادةً بسبب الفيروسات أو داء مناعة ذاتي، التي لم يتم تشخيصها. يظهر هذا السبب لدى المراهقين والبالغين صغار السن.
  • العدوى (infection): وهناك أنواع عديدة من العدوى تؤدي الى التهاب التامور الحاد.
    • الفيروسات. وهي أبرز الأسباب لالتهاب التامور الحاد. الفيروسات الشائعة التي تسبب التهاب التامور الحاد هي:
  1. فيروس كوساكي  نوع أ ونوع ب (coxsackie virus A&B).
  2. الايكوفيروس (echovirus).
  3. فيروس عوز المناعة البشري (فيروس الايدز- HIV).
  4. فيروس النكاف (mumps virus).
  5. الفيروسة الغدانية (adenovirus).
  6. فيروسات عديدة أخرى مثل الفيروسة المضخمة للخلايا (CMV-cytomegaly virus)، فيروس ايبشتاين بار (EBV- Epstein bar virus).
  • الجراثيم. وهي أقل شيوعاً من الفيروسات لتسبب التهاب التامور الحاد. وهناك أنواع عديدة منها، أهمها تلك التي تُسبب التهاب الرئة.
  • السل (tuberculosis): لا يزال السل شائعاً في الدول النامية.
  • أسباب أخرى مثل الفطريات: الأوالي(protozoa)، الريكتسية (rickets) والديدان هي مسببات نادرة جداً لالتهاب التامور الحاد.
  • الأشعة: تسبب التهاب التامور الحاد. التعرض للأشعة يحدث اذا ما تلقى الشخص العلاج بالأشعة، المُستعمل لعلاج الأورام.
  • الأورام: تُسبب الأورام التهاب التامور الحاد، ويُمكن أن يكون الورم من التامور نفسه، وهذا نادر جداً. الحالة الأكثر شيوعاً هي الأورام الخبيثة المنتشرة في الجسم والتي لها نمو ثانوي في التامور. أهم هذه الأورام:
  • أمراض القلب: العديد من أمراض القلب تُسبب التهاب التامور الحاد:
    • احتشاء عضلة القلب الحاد، المعروف أيضاً بالنوبة القلبية (myocardial infarction-MI).
    • التهاب عضلة القلب.
    • متلازمة دريسلر- المتلازمة التالية لاحتشاء عضل القلب- (dressler’s syndrome). وهي المتلازمة التي تحدُث عادةً بعد أسبوع أو اثنين من احتشاء عضلة القلب الحاد، وتُسبب التهاب التامور الحاد أو الانصباب التاموري.
    • تسلخ الأبهر (aortic dissection). وتُسبب التهاب التامور الحاد أو الانصباب التاموري.
  • تبولن الدم (uremia): وهي الحالة الناتجة من أمراض الكلى التي تُسبب فشل الكلى. يُسبب تبولن الدم التهاب التامور الحاد. علاج هذه الحالة بواسطة الديال (dialysis) أو ما يُعرف بغسيل الكلى.
  • الرضخ والاصابات: مثل العيارات النارية، الحوادث، أو الاصابة خلال عملية في القلب أو الصدر.
  • قصور الغدة الدرقية (hypothyroidism): ويُسبب التهاب التامور الحاد.
  • أمراض المناعة الذاتية: التي تُسبب التهاب التامور الحاد:
    • الذئبة الحمامية المجموعية (SLE- systemic lupus erythematosus).
    • التهاب المفاصل الروماتويدي (rheumatoid arthritis).
    • التهاب الفقار المقسط (ankylosing spondylitis).
    • تصلب الجلد (scleroderma).
    • حمى الروماتزم (rhematic fever).
    • داء فيغنر (wegner’s disease).

جميع هذه الأمراض هي أمراض مجموعية ممكن أن تضر أعضاء أخرى، كما أنها تضر التامور. تُعالج هذه الأمراض عادةً باستخدام الأدوية الكابتة للمناعة.

تُسبب الأدوية المذكورة أدناه التهاب التامور الحاد أو الانصباب التاموري. وذلك بسبب تفاعل فرط التحسس (hypersensitivity reaction). والأدوية يُمكن أن يكون الجسم حساس لها، والنتيجة أن الجسم يتفاعل مع المواد والأدوية الحساس لها، لكي ينتج من ذلك التهاب التامور الحاد أو الانصباب التاموري. الأدوية:

  • البروكاين أميد (procainamide).
  • الهيدرالازين (hydralazine). المُستعمل لعلاج ضغط الدم المرتفع.
  • الفينتوين (phenytoin). المُستعمل لعلاج الصرع.
  • الايزونيازيد (isoniazide). نوع من المُضادات الحيوية، يُستعمل لعلاج السل.
  • المينوكسيديل (minoxidil). المُستعمل لعلاج ضغط الدم المرتفع.
  • الأدوية المُضادة للتخثر (anticoagulants). المُستعملة لعلاج تخثر الدم.

عادةً ما تكون هناك أعراض حادة وواضحة لالتهاب التامور الحاد، الا أن في حالات مُعينة أخرى لا تُوجد أعراض، أو أن الأعراض غير بارزة.

ما يقرر الأعراض هو السبب المؤدي الى التهاب التامور الحاد. في حال العدوى فتسبق أعراض التهاب التامور الحاد، بأسبوع أو اثنين، أعراض للعدوى. وعادةً ما تكون هذه الأعراض لعدوى فيروسية وعندها يكون السعال، الحرارة المرتفعه، الضعف والتعب أو الزكام، وذلك لأن أغلب العدوى الفيروسية تُسبب الزكام. اذا وُجد لدى المريض، مرض سابق قد يُسبب التهاب التامور الحاد، فان أعراض المرض السابق يمكن أن ترافق أعراض التهاب التامور الحاد.

أعراض التهاب التامور الحاد التي يشكي منها المريض:

  • الحرارة المُرتفعه وأعراض الزكام في حال أن سبب التهاب التامور الحاد، كان العدوى.
  • الام الصدر. يُعتبر الألم مُميز جداً لالتهاب التامور الحاد، ويعتمد التشخيص كثيراً على ألم الصدر لالتهاب التامور الحاد. يكون الألم حاداً، يتمركز في مركز الصدر من خلف عظمة القص المركزية. يزداد الألم عند الشهيق أو الاستلقاء، ويقل عند الزفير والانحناء الى الأمام، لذا نجد المرضى عادةً يجلسون وينحنون الى الأمام. كما أنهم يمتنعون عن التنفس العميق والحركات المُفاجئة، لأن ذلك يزيد الألم. من المهم الذكر أن الام الصدر لا تظهر في جميع الحالات، حيث أن الام الصدر تظهر اذا ما كان السبب العدوى. في حال أسباب أخرى فان الام الصدر تكون بسيطة وأقل بارزة.

مدة الأعراض تتراوح بين 10 أيام وحتى الشهر.

في حال أن الأعراض لالتهاب التامور الحاد، تظهر لدى مريض، عليه التوجه لاستشارة الطبيب.

عادةً ما يُعاني مرضى التهاب التامور الحاد، من الانصباب التاموري، وبذلك فانهم مُعرضين للمضاعفات من الانصباب نفسه. وهي:

  • التهاب التامور الناكس (relapsing pericarditis)، أي أن التهاب التامور يتكرر مرات أخرى.
  • الدكاك القلبي أو الاندحاس القلبي (cardiac tamponade)، يوجد أهمية لتشخيص هذه الحالة ومعرفتها، لأنها خطرة. ويظهر الدكاك القلبي اذا ما كان تراكم السائل في الانصباب التاموري بوتيرة عالية جداً.
  • التهاب التامور المُضيق (constrictive pericarditis).

هذه الحالات قليلة الحصول ولكنها خطرة.

يجب الاعتماد على شكاوي المريض والفحص الجسدي، بالاضافة لاستعمال فحوصات المختبر لتشخيص التهاب التامور الحاد. يجب الانتباه الى التالي:

  • وجود الام الصدر المميزة لالتهاب التامور الحاد.
  • وجود الأعراض الحادة.
  • يجب الانتباه لوجود أمراض أخرى لدى المريض، مثل الأورام، السل، فشل الكلى، أمراض القلب، التي ممكن أن تسبب التهاب التامور الحاد.
  • يجب على الطبيب الاطلاع على الأدوية التي يتناولها المريض، وملاحظة اذا ما كان هناك دواء قد يسبب التهاب التامور الحاد.

أثناء الفحص الجسدي، يجب الانتباه الى مؤشرات وعلامات وجود التهاب التامور الحاد. اهم هذه العلامات، هي الاحتكاك التاموري (pericardial friction rub). الاحتكاك التاموري، هو صوت يُسمع على الصدر بواسطة سماعة الطبيب. الصوت هو صوت احتكاك. من المهم الذكر أن الاحتكاك التاموري، لا يُسمع دائماً. لكنه موجود في أغلب الحالات.

فحوصات المختبر

تُستعمل لتشخيص ومتابعة التهاب التامور الحاد. أهم الفحوصات المُستخدمة:

  • فحوصات الدم: لاكتشاف مؤشرات للالتهاب. بما أن التهاب التامور الحاد هو مرض التهابي، من المتوقع أن نجد ارتفاع في ارتفاع في مؤشرات الالتهاب مثل كريات الدم البيضاء.
  • تخطيط كهربية القلب (ECG): والذي يمكن أن يكشف عن تغييرات خاصة بالتهاب التامور الحاد. الا أن بعض التغييرات قد تظهر في حالات أخرى من أمراض القلب، أبرزها احتشاء القلب. على الطبيب المُعالج تفسير معنى نتائج هذا الفحص.
  • التصوير بالأشعة السينية للصدر (CXR): عادةً لا يظهر أي تغيير. في حال أن كمية السوائل المتراكمة كانت كبيرة، فنرى من خلال التصوير بالأشعة السينية للصدر، أن حجم القلب كبير.
  • تخطيط صدى القلب (echocardiography): يُعرف باسمه المُختصر- الايكو.  تخطيط صدى القلب هو فحص بسيط يمكن القيام به بجانب سرير المريض، وهو عبارة عن جهاز يوجه الأشعة الفوق صوتية للقلب ويستقبل تخطيط لصدى القلب. من خلاله يمكن رؤية القلب على شاشة موصولة بالجهاز. تخطيط صدى القلب أشد دقة وذو قدرة أعلى على اكتشاف التهاب التامور الحاد، أو الانصباب التاموري. بما أن أغلب حالات التهاب التامور الحاد، تكون مع انصباب تاموري، فان تخطيط صدى القلب، يمكن أن يكشف عن وجود انصباب تاموري- حيث نرى السوائل الزائدة داخل التامور. يمكن من خلال تخطيط صدى القلب تقدير مكان السوائل، كمية السائل.  يُستخدم تخطيط صدى القلب.

فحوصات أخرى يمكن استعمالها لمعرفة سبب التهاب التامور الحاد:

  • اختبار التوبركولين. وهو فحص لوجود داء السل، ومعرفة اذا ما تعرض المريض لجرثومة داء السل.
  • اختبارات لوجود فيروس نقص المناعة البشري (فيروس الايدز- HIV).
  • اختبار ANA- anti nuclear antibody وهو اختبار لوجود مضادات ذاتية، تعمل ضد الجسم نفسه. يتم استعماله في حال الشك بأمراض المناعه الذاتية.
  • بزل التامور (pericardiocentesis): وهي عبارة عن اجراء، يتم فيه اخراج سائل التامور، بواسطة حقنة. من ثم يُفحص السائل في المختبر. عادةً يتم فعل ذلك بمساعدة الاكو. لا يُستخدم هذا الاجراء روتينياً، انما يُستخدم في الحالات المستعصية للتشخيص والعلاج وأيضاً عند وجود الأورام.

عملية التشخيص هي دمج لجميع الأمور التي ذكرت أعلاه.

يختلف العلاج لالتهاب التامور الحاد، حسب السبب. والعلاج مكون من علاج السبب، بالاضافة لعلاج التهاب التامور الحاد نفسه.

متى يجب علاج التهاب التامور الحاد؟

يجب العلاج عند وجود أعراض وعند اثبات وجود التهاب التامور الحاد من خلال الفحوصات التي ذكرت أعلاه.

ما هو هدف علاج التهاب التامور الحاد؟

الهدف من العلاج لالتهاب التامور الحاد هو التخفيف من شدة الالتهاب ومن حدة وشدة ألم الصدر.

أين يجب أن يتلقى المريض العلاج لالتهاب التامور الحاد؟

هذا القرار يتخذه الطبيب المُعالج. بعض الحالات الصعبة والتي تؤدي لكثير من الألم، يجب أن يتلقى المريض علاج التهاب التامور الحاد في المستشفى. أما حالات أخرى بسيطة، من الممكن أن يتلقى المريض العلاج في البيت.

كيف يتم علاج التهاب التامور الحاد؟

يتم العلاج لالتهاب التامور الحاد باتباع الأسس التالية:

  • الراحة وعدم القيام بمجهود.
  • العلاج الأساسي هو بواسطة مضادات الالتهاب اللاستيريودية ( NSAIDS). أو الأسبيرين. تعمل هذه الأدوية على تخفيف شدة وأعراض الالتهاب.
  • الستيرويد. تُستعمل الستيرويد في الحالات المُستعصية للعلاج الأولي بمضادات الالتهاب اللاستيريودية. الستيرويد أيضاً تعمل على تخفيف شدة وأعراض الالتهاب.
  • يجب الامتناع منعاً باتاً من استعمال الأدوية المُضادة للتخثر (anticoagulants)، المُستعملة لعلاج تخثر الدم، في حال وجود التهاب التامور الحاد، وذلك لأن هذه الأدوية قد تسبب النزيف الى داخل التامور مما قد يزيد من شدة التهاب التامور الحاد، ويزيد الاحتمال للمضاعفات.
  • في حالة التهاب التامور الناكس (relapsing pericarditis) والمتكرر لمرات عديدة، يمكن العلاج بواسطة عملية جراحية يتم فيها استئصال التامور. تُسمى هذه العملية ب pericardiectomy.

علاج الأسباب التي تؤدي الى التهاب التامور الحاد

  • علاج السبب الأكثر شيوعاً- العدوى الفيروسية- يتم عن طريق اتباع طرق العلاج أعلاه.
  • في حال العدوى الجرثومية، يجب استخدام المُضادات الحيوية.
  • في حال أن السبب هو داء مناعة ذاتي، يكون العلاج بواسطة الأدوية الكابتة للمناعة، بالأساس الستيرويد.
  • السل. يتم علاجه عن طريق استخدام المُضادات الحيوية المُعدة لعلاج السل.
  • يجب علاج الأورام اذا ما أدت الى التهاب التامور الحاد أو الانصباب التاموري.
  • في حال فشل الكلى، يكون العلاج عن طريق التعليمات أعلاه، بالاضافة لديال (dialysis) أو ما يُعرف بغسيل الكلى.
  • لعلاج احتشاء عضلة القلب الحاد، عادةً تُستعمل القسطرة.

 كيف يُمكن الوقاية من التهاب التامور الناكس أو المتكرر؟

حوالي 25% من مرضى التهاب التامور الحاد، يُعانون من تكرر المرض لمرة واحدة على الأقل. يمكن الوقاية من ذلك عن طريق العلاج بالدواء. الدواء المُستعمل لذلك هو كولخيتسين (colchicine).

العلاج في حالة التامور الناكس أو المتكرر

  • العلاج الأولي يُشبه العلاج لالتهاب التامور الحاد. يجب أيضاً علاج السبب المؤدي الى التهاب التامور الحاد.
  • اذا استعصى المرض على العلاج الأولي يمكن البدء بالعلاج بالستيرويديات.
  • اذا استعصى المرض على العلاج يمكن العلاج بواسطة عملية جراحية يتم فيها استئصال التامور. تُسمى هذه العملية ب pericardiectomy.

من المهم المعرفة أن حالات التهاب التامور الحاد، ممكن أن تتكرر، لذا من المهم علاج السبب.

حالة تراكم سوائل في داخل التامور بين الطبقة الداخلية والخارجية. اذا ارتفعت وتيرة تراكم السوائل وكميتها حول القلب في التامور، خلال الانصباب التاموري، يُسبب الانصباب التاموري الدكاك القلبي، وهذه الحالة الخطرة.

أما اذا كانت وتيرة تراكم السوائل وكميتها حول القلب في التامور- خلال الانصباب التاموري- منخفضة فان الانصباب التاموري دون الدكاك القلبي.

أسباب الانصباب التاموري مشابهة لأسباب التهاب التامور الحاد وعادةً ما يرافق التهاب التامور الحاد. الا أن الانصباب التاموري يمكن أن يحدُث بسبب أسباب مشابهة لأسباب التهاب التامور، دون وجود التهاب التامور.

الأعراض والمضاعفات للانصباب التاموري أيضاً مُشابهة لأعراض ومُضاعفات التهاب التامور.

يُجدر بالذكر أن الانصباب التاموري يُمكن أن يتواجد دون أعراض تُذكر، ويتم عادة اكتشافه عند فحص تخطيط صدى القلب(echocardiography) لأسباب أخرى لا ترتبط بالانصباب التاموري.

التشخيص يتم بطريقة مُشابهه لتشخيص التهاب التامور، الا أن الاجراء الأساسي المُستخدم لتشخيص الانصباب التاموري، هو بزل التامور (pericardiocentesis)،عبارة عن اجراء، يتم فيه اخراج سائل التامور، بواسطة حقنة تُدخل من خلال الجلد مُتجهه نحو القلب. من ثم يُفحص السائل في المختبر. عادةً يتم فعل ذلك بمساعدة الاكو. يُمكن من خلال فحص السائل تشخيص سبب الانصباب التاموري اذا كان غير معروفاً.

علاج الانصباب التاموري يكون حسب السبب. عادةً فان بزل التامور يخفف من الألم اذا ما وُجد.

هذه الحالة خطرة وتهدد الحياة. يجب تشخيصها، ومعالجتها بسرعة، لأنها قد تسبب الوفاة. الأمر الذي يحدد اذا ما سيكون الدكاك القلبي أم لا هو كمية السوائل المتراكمة، ووتيرة تراكمها حول القلب في التامور.

اذا تراكمت السوائل بسرعة، تكفي كمية قليلة من السوائل ليحصل الدكاك القلبي. اما اذا تراكمت السوائل ببطء، فعندها توجد الحاجة لكمية كبيرة من السوائل.

دورة الدم في القلب:

يأتي الدم من جميع أنحاء الجسم الى القلب الأيمن. يعمل القلب الأيمن، لضخ الدم الى الدورة الدموية الرئوية، حيث يتلقى الدم الأوكسجين المُستنشق في التنفس. يرجع الدم الغني بالأوكسجين الى القلب الأيسر، لكي يضخه الى الدورة الدموية، لجميع أعضاء الجسم.

كيف يشكل الدكاك القلبي حالة خطرة

ما يحدُث خلال الدكاك القلبي، هو أن كمية كافية من السوائل تتراكم في التامور. على كمية السوائل التي تتراكم أن تكون كافية كي تضغط على القلب.

اذا كان الضغط على القلب قوياً تكون النتيجة أن القلب لا يمتلئ بالدم. الناتج من ذلك، أن القلب الأيسر لا يتلقى الدم الكافي لضخه، لذا تقل كمية الدم التي تُضخ من القلب الى الدورة الدموية، وبذلك تنتج حالة من الصدمة (shock). وهي حالة خطرة جداً.

أسباب الدكاك القلبي

أسباب الدكاك القلبي مُشابهة لأسباب التهاب التامور. الا أن الأسباب الأساسية هي:

  • الأورام.
  • التهاب التامور الحاد مجهول السبب (idiopathic pericarditis).
  • تبولن الدم (uremia).
  • الرضخ والاصابات التي تؤدي الى نزيف الى داخل التامور.

أعراض الدكاك القلبي

  • أعراض المرض المُسبب للدكاك القلبي.
  • يُمكن ظهور أعراض التهاب التامور الحاد.
  • التعب.
  • ضيق النفس.
  • الألم في الصدر.

نتائج الفحص الجسدي:

  • دقات القلب المرتفعة والضعيفة.
  • التنفس السريع.
  • النبض المتناقض (pulsus paradoxus). وهو عبارة عن انخفاض لضغط الدم والنبض ب 10 ملم زئبق،على الأقل، خلال الشهيق. ليس من المفروض أن يحصل أمر كهذا طبيعياً. اكتشاف النبض المتناقض ليس بالأمر السهل وعلى طبيب مختص فعل ذلك.
  • ضغط الدم المنخفض.
  • انخفاض أو انعدام أصوات القلب خلال الاستماع الى أصوات القلب.
  • انتفاخ الوريد الوداجي (jugular vein). هذا الوريد هو الوريد الموجود في الرقبة. خلال الدكاك القلبي فان الدم القادم من الجسم، يتراكم في أنحاء الجسم، بسبب عدم قدرة القلب على الامتلاء. المكان الأبرز الذي يتراكم فيه الدم هو الوريد الوداجي وعندها يبرز هذا الوريد وينتفخ.

العلامات الثلاث الأخيرة تسمى بثالوث بك (beck’s triad).

تشخيص الدكاك القلبي

عند ظهور أعراض مُلائمة أو أن نتائج الفحص الجسدي تُشير للدكاك القلبي، يجب مُباشرةً استعمال تخطيط صدى القلب (echocardiography) لتشخيص الدكاك القلبي. ويُمكن للطبيب رؤية الانصباب التاموري المؤدي للدكاك بسهولة.

علاج الدكاك القلبي

اذ ما شكى أحد ما من أعراض الدكاك القلبي، يجب استدعاء الاسعاف لنقل المريض الى المستشفى بأسرع وقت ممكن.

العلاج الأول والمباشر يجب أن يكون بزل التامور (pericardiocentesis).عبارة عن اجراء، يتم فيه اخراج سائل التامور، بواسطة حقنة تُدخل من خلال الجلد مُتجهه نحو القلب.

بالاضافة الى ذلك يجب اعطاء السوائل عن طريق الوريد، وذلك لرفع ضغط الدم المنخفض.

ان التهاب التامور المُضيق، هو مرض يحدُث فيه تندب (scarring)- أي نسيج قاسي- للتامور، حيث أن التامور يُصبح قاسياً ويضيق على القلب، مما يمنع القلب من الامتلاء بالدم.

عادةً ما يكون التهاب التامور المُضيق، نتيجة لالتهاب التامور الحاد أو لأي التهاب أو انصباب تاموري.

أسباب التهاب التامور المُضيق

أسباب التهاب التامور المُضيق تُشبه أسباب التهاب التامور. أهم الأسباب التي قد تُسبب التهاب التامور المُضيق:

  • التهاب التامور الحاد. يُعتبر السبب الأهم والأكثر شيوعاً لالتهاب التامور المُضيق. حيث يُشكل التهاب التامور المُضيق أحد مُضاعفات التهاب التامور الحاد. عادةً بسبب التهاب التامور الحاد مجهول السبب، أو الناتج من العدوى الفيروسية.
  • عمليات القلب. عمليات القلب ممكن أن تؤدي الى اصابة القلب، ولالتهاب التامور المُضيق.
  • العلاج بالأشعة. يُصبح التامور أقسى وأضيق اذا ما تعرض للأشعة بشدة.
  • الأورام. الحالة الأكثر شيوعاً هي الأورام الخبيثة المنتشرة في الجسم والتي لها نمو ثانوي في التامور. أهم هذه الأورام، سرطان الثدي، سرطان الرئة، ابيضاض الدم (leukemia)، لمفومة أو ورم لمفي (lymphoma).
  • السل هو المُسبب الرئيسي لالتهاب التامور المُضيق، في الدول النامية.

أعراض التهاب التامور المُضيق

ان التهاب التامور المُضيق، يكون عادةً مُزمناً وليس حاداً. بعكس الدكاك القلبي، فان التهاب التامور المُضيق، لا يؤدي للضغط الحاد على القلب، ولذا فان التهاب التامور المُضيق، أقل حدة وأقل خطراً من الدكاك القلبي.

الأعراض التي نراها في حالة التهاب التامور المُضيق:

  • التعب والارهاق.
  • ضيق النفس، بالذات أثناء الجهد، أو عند الاستلقاء.
  • انتفاخ الوريد الوداجي (jugular vein).
  • وذمة في الرجل. أي انتفاخ الأرجل.
  • الاستسقاء (ascites). وهي حالة انتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل في داخل البطن.
  • الام البطن، بسبب الاستسقاء.
  • تضخم الكبد (hepatomegaly) وذلك لأن الدم لا يرجع الى القلب انما ينحصر في الكبد مما قد يسبب تضخم الكبد.

ان الأعراض ناتجة من الوضع الذي يمنع القلب من الامتلاء بالدم في حالة التهاب التامور المُضيق، مما يؤدي الى تراكم الدم والسوائل في أطراف الجسم والأعضاء المُختلفة، كالرئتين، الأرجل، الرقبة أو الكبد.

تشخيص التهاب التامور المُضيق

ان التشخيص هو من عمل الطبيب. ليس تشخيص التهاب التامور المُضيق بالأمر السهل، حيث نجد العديد من مرضى التهاب التامور المُضيق، دون أعراض بارزة، أو مع القليل من الأعراض. لذا يجب التدقيق في البحث عن الأعراض.

فحوصات المُختبر التي بامكانها المُساعدة في تشخيص التهاب التامور المُضيق:

  • الصورة الاشعاعية للصدر (CXR). من خلال الصورة الاشعاعية، يمكن رؤية توسع التامور، كما أنه من الممكن رؤية تكلس التامور، الذي يظهر عادةً في حال التهاب التامور المُضيق.
  • تخطيط كهربية القلب (ECG). ليس تخطيط كهربية القلب بنوعي لالتهاب التامور المُضيق، والعلامات التي يمكن أن تكون موجودة، ممكن أن نراها في حالات أخرى.
  • تخطيط صدى القلب(echocardiography). ويمكن بواسطة هذا الفحص، اكتشاف التهاب التامور المُضيق، ورؤية كيفية تضييق التامور على القلب. يُعتبر الفحص الأكثر استعمالاً.
  • التصوير الطبقي المحوسب (CT-computed tomography) أو ما يُعرف باسم الصورة الطبقية. من خلاله يُمكن رؤية توسع القلب، كما أنه من الممكن رؤية تكلس التامور.
  • القسطرة. وهي الاجراء الأهم. يُمكن تشخيص التهاب التامور المُضيق، بشكل مؤكد، فقط بواسطة القسطرة.

من المُهم الذكر أن التشخيص لا يتم بواسطة فحص ما، انما التشخيص هو عملية دمج للأعراض المُناسبة، مع الفحوصات التي توجد حاجة لها، وهذا من عمل الطبيب.

علاج التهاب التامور المُضيق

لا تُعتبر ،عادةً، حالة التهاب التامور المُضيق، حالة حادة وحرجة تحتاج الى العلاج الفوري. لذا اذا ما تواجدت الأعراض المُناسبة، يجب التوجه للطبيب في أقرب فرصة.

العلاج الأساسي لالتهاب التامور المُضيق، هو بواسطة عملية جراحية يتم فيها استئصال التامور. تُسمى هذه العملية ب pericardiectomy.

خلال الفترة التي ينتظر فيها المريض العملية، يُمكن العلاج بواسطة:

  • تقليل الملح في التغذية يُساعد هذا العلاج على تقليل الوذمات وتراكم السوائل في الجسم.
  • مدرات البول التي تُفرز السوائل من الجسم الى البول، بذلك تُخفف الوذمات وتراكم السوائل.

اذا كان السبب هو داء السل، فعندها يجب العلاج بالمُضادات الحيوية للسل بالاضافة الى العلاج أعلاه.

25/06/2012
تخطيط كهربية القلب (ECG- Electrogardiogram)
تخطيط كهربية القلب (ECG- Electrogardiogram)

  تخطيط كهربية القلب (ECG- Electrogardiogram) هو اختبار

فحوصات
تخطيط صدى القلب (Echocardiography)
تخطيط صدى القلب (Echocardiography)

تخطيط صدى القلب (Echocardiography/Echocardiogram) هو اختبار

فحوصات