فقر الدم بنقص الحديد

فقر الدم بنقص الحديد

فقر الدم بنقص الحديد (Iron Deficiency Anemia) هو أكثر أنواع فقر الدم انتشاراً والذي يصيب العديد من فئات العمر خاصةً الأطفال والاناث في سنوات المراهقة والبلوغ. يحدث فقر الدم اثر نقص في معدن الحديد، واحد من أهم المعادن التي يحتاجها الجسم يومياً ويدخل في بناء الهيموغلوبين (Hemoglobin). نشير الى أن فقر الدم بنقص الحديد، كأي نوع اخر من فقر الدم، انما يدل على وجود سبب لنقص الحديد ولا يجوز الاكتفاء بتشخيص نقص الحديد لوحده. اضافةً لأعراض فقر الدم، قد تبرز أعراض أخرى تعبر عن نقص الحديد نفسه.

الحديد (Iron) هو معدن يدخل الجسم ويوجد في التغذية وتحديداً في اللحوم والخضروات الورقية. يُمتص الحديد في المعي الاثني عشر، وهو بحاجة لمواد مُفرزة في المعدة لامتصاصه. من الأمعاء يدخل الحديد الى الدورة الدموية ويحمله حامل الحديد – الترانسفرين (Transferrin) - ويصل الى جميع أنحاء الجسم، ويدخل في تركيب العضلات وكذلك كريات الدم الحمراء. في النخاع العظمي يدخل الحديد في بناء الهيموغلوبين، وبذلك فان وظيفة الحديد هي المساعدة في نقل الأوكسجين الى أنسجة الجسم.

يومياً يدخل الجسم حوالي 1-2 ملغم من الحديد عبر التغذية ويخسر الجسم كمية مكافئة عبر تجدد خلايا الطبقات المخاطية، نزيف الحيض لدى النساء أو تدمير كريات الدم الحمراء المتقدمة في السن. ما تبقى من الحديد يتم خزنه في النخاع العظمي والكبد، وبذلك يحافظ الجسم على اتزان في كمية الحديد في الجسم. يتم استخدام الحديد المخزون في حال وجود نقص في الحديد.

توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي لنقص الحديد، والتي تنحصر في نقص الحديد في التغذية أو عدم القدرة على امتصاصه أو خسارة كميات كبيرة من الحديد. نشير الى أن نقص الحديد هو أمر متقدم حيث أن الجسم يبدأ في البداية في استغلال الحديد الموجود في المخازن، وفقط في المراحل المتقدمة يُستغل الحديد المخزون ويعاني الجسم من نقص شديد في الحديد. لذا فان معظم حالات فقر الدم الناتجة عن نقص الحديد تكون عديمة الأعراض في البداية، وتؤدي للأعراض فقط في الحالات المتقدمة من نقص الحديد.

أهم أسباب نقص الحديد هي:

·  نقص الحديد في التغذية: هو من أبرز الأسباب ويبرز خاصةً لدى الاناث في سن المراهقة أو في سنوات البلوغ الأولى. اذا كانت التغذية فقيرة باللحوم والخضروات الورقية، من الصعب الحصول على الحديد.

·  غزارة الحيض: سبب رئيسي لدى الاناث في سن البلوغ، والذي يؤدي لفقدان الدم بكثرة مما يسبب نقص في الحديد. ما يقارب 20% من النساء يشكون من نقص الحديد وفقر الدم في سن البلوغ اثر غزارة الحيض.

·  سوء امتصاص الحديد في الأمعاء: وله أسباب كثيرة تشمل الداء البطني، داء الأمعاء الالتهابي، استئصال المعدة وأحياناً وجود الطفيليات في الأمعاء أو المعدة التي تعيق امتصاص الحديد.

·  النزيف: أي نزيف مزمن ومستمر يؤدي لنقص الحديد واثره لفقر الدم بنقص الحديد. غالباً ما يكون النزيف في الجهاز الهضمي وله أسباب عديدة – قرح وجروح اثر داء الأمعاء الالتهابي، داء القرحة المعدية، سرطان القولون وسرطان المستقيم وغيرها من أسباب تؤدي للنزيف. نشير أيضاً أن النزيف قد يكون مخفياً في الكثير من الحالات.

·  ازدياد في حاجة الجسم للحديد: وذلك يكون أثناء نمو الأطفال في سنوات الحياة الأولى، وأثناء الحمل. لذا ينصح أطباء الأطفال بتناول الحديد في سنوات الحياة الأولى كما ينصح أطباء النساء الحوامل بتناول الحديد خلال فترة الحمل.

·  بعض العدوى في أنحاء العالم قد تسبب نقص الحديد اثر انتقال عدوى الطفيليات كالبلهارسيات أو بعض أنواع الديدان.

في معظم الأحيان فان فقر الدم بنقص الحديد لا يؤدي لأعراض تُذكر ويكون عديم الأعراض. غالباً ما يتم تشخيص فقر الدم بنقص الحديد في اختبارات الدم صدفةً، والتي تُجرى لأسباب أخرى. في الحالات المتقدمة والتي يكون فيها نقص الحديد شديداً ويؤدي لأعراض نلاحظ الأعراض التالية:

·  التعب والارهاق الدائم، خاصةً عند القيام بمجهود. حيث يشعر المرضى المصابين بفقر الدم بالتعب الدائم ويُرهقون بسرعة عند القيام بمجهود جسدي كالمشي أو الركض. للأمر تأثير شديد على حياة المريض اليومية.

·  فقدان الطاقة.

·  الدوخة.

·  ضيق النفس خاصةً أثناء القيام بمجهود.

·  في حالات متقدمة من فقر الدم تلاحظ أعراض أخرى مثل ألم الصدر، الذبحة الصدرية، خفقان القلب وأعراض وعلامات فشل القلب. في حالات نادرة يؤدي فقر الدم للنوبة القلبية.

·  الشحوب: والذي يحدث في البشرة، الطبقات المخاطية وخاصةً في لحمية العين.

كما توجد أعراض أخرى تعود لنقص الحديد نفسه والتي تشمل:

·  التهاب اللسان (Glossitis).

·  تشقق زوايا الفم والناتج عن التهاب الفم الزاوي (Angular Stomatitis).

·  تغيرات في الأظافر بحيث يحدث تشقق وتقعر وتصبح سهلة الكسر.

·  القطا: أو الوحم او اشتهاء الغرائب (Pica)، هي حالة من اشتهاء تناول أمور غريبة كالجليد، التراب، الورق وغيرها.

يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والذي يكشف عن أعراض فقر الدم أو أعراض نقص الحديد وكذلك عن وجود أسباب قد تؤدي لنقص الحديد. كما يقوم الطبيب باجراء الفحص الجسدي لاكتشاف علامات نقص الحديد.

توجد العديد من الاختبارات التي يُمكن أن تساعد على تشخيص فقر الدم بنقص الحديد. أهم هذه الاختبارات هي تعداد الدم الكامل (CBC- Complete Blood Count) الذي نلاحظ فيه النتائج التالية:

·  فقر الدم: تكون قيمة الهيموغلوبين منخفضة أقل من 12 لدى الاناث وأقل من 14 لدى الرجال (بوحدات غرام لكل ديتسيلتر).

·  يكون فقر الدم صغير الكريات (Microcytic Anemia): يكون الحجم الكروي الوسطي (MCV) أقل من 80.

·  توزيع حجم كريات الدم الحمراء (RDW) يكون مرتفعاً.

جميع هذه الأمور تدل على وجود نقص الحديد، واختبارات الدم التالية مُعدة لفحص مستوى الحديد في الجسم ومؤشرات مخزون الحديد وتشمل:

·  مستوى الحديد: يكون منخفضاً بشكل عام.

·  الفيريتين (Ferritin): هو بروتين يدل على كمية الحديد الموجودة في المخزون، وغالباً ما تكون نسبته منخفضة، لكن ليس بالضرورة. في بعض الحالات يكون الفيريتين مرتفعاً، وذلك لأن العديد من الأسباب تؤدي لذلك من بينها كل حالة من الضغط، العدوى، الالتهاب وغيرها.

·  الترانسفرين (Transferrin) والذي يعبر عن البروتين الحامل للحديد في الجسم تزداد نسبته، وذلك لأن الجسم يفرزه بكثرة لالتقاط كل ما يمكن من الحديد.

·  نسبة الاشباع المئوي للترانسفيرين (Transferrin Saturation): عبارة عن حساب يدل على مقدار الترنسفيرين المُشبع بالحديد، وفي الحالة الطبيعية يكون مرتفعاً بحيث يبلغ 50-60%. عند وجود نقص في الحديد فان نسبة ضئيلة من الترانسفيرين فقط تكون مشبعة بالحديد، ولذا تبلغ هذه النسبة أقل من 15-20%. يُعتبر هذا الاختبار الأكثر دقة ونوعية في تشخيص نقص الحديد.

نشير الى أن الاختبارات المعدة للكشف عن نقص الحديد ليست نوعية وتفتقر للدقة ولا يُمكن الاعتماد سوى على نسبة الاشباع المئوي للترانسفيرين.

اللطاخة الدموية (Blood Smear) – هو اختبار تُدهن فيه قطرة من الدم على مسطح بلاستيكي صغير ويُفحص تحت المجهر. توجد العديد من العلامات التي تدل على نقص الحديد والتي تشمل كربات الدم صغيرة الحجم واختلاف في شكل وحجم كريات الدم الحمراء.

خزعة النخاع العظمي (BMB- Bone Marrow Biopsy) – تُجرى فقط في الحالات التي لم تساعد فيها الاختبارات الأخرى على التشخيص. العديد من العلامات توجد في النخاع العظمي وأهمها قلة كريات الدم الحمراء في النخاع العظمي، وقلة نسبة الحديد في النخاع العظمي والتي يمكن اكتشافها من خلال صبغ النخاع العظمي بصبغات خاصة للحديد.

نشير الى أهمية تشخيص سبب فقر الدم ونقص الحديد، حيث ليس بالكاف تشخيص نقص الحديد انما يجب معرفة السبب لذلك وعلاجه. توجد عدة اختبارات لذلك مثل تنظير القولون، تنظير المعدة، وغيرها وفقاً للسبب.

ان علاج فقر الدم بنقص الحديد يتكون من مرحلتين: اعادة الحديد الناقص الى الجسم، وعلاج السبب الذي يؤدي لنقص الحديد والذي يتعلق بالسبب. نشير الى أن الاستجابة لعلاج نقص الحديد بطيء ويُمكن ملاحظة تحسن الأعراض والشفاء من فقر الدم بعد أشهر من العلاج فقط.

التغذية

يُنصح دائماً باتباع حمية غذائية غنية بالحديد والتي تتشكل من اللحوم ومن الخضروات الورقية. رغم أن هذه الحمية غير كافية لعلاج نقص الحديد وفقر الدم الا أنها تساعد في الحفاظ على الحديد في الجسم.

حبوب الحديد

الحبوب التي تحوي الحديد هي الحل الأفضل في معظم الأحيان لنقص الحديد. وهذه الحبوب تحوي الحديد المُستخرج من الطبيعة، ومن المهم تناولها قبل الطعام وعدم تناول منتجات الحليب والشاي. الفيتامين سي وحمض المعدة يساعدان على امتصاص الحديد، لذا من المفضل تناول حبوب الحديد قبل الطعام وخاصةً ذلك الذي يحوي الفيتامين سي (كالحمضيات).

قد تسبب حبوب الحديد بعض الأعراض الجانبية، حيث أنها تؤدي لصبغ البراز باللون الأسود وكذلك لألم البطن، الاسهال، الامساك أو الغثيان.

حقن الحديد / الحديد من خلال الوريد

حقن الحديد العضلية او تناوله عن طريق الوريد هي امكانية علاج أخرى، والتي تُستخدم لعلاج نقص الحديد في حال عدم الاستجابة لحبوب الحديد، أو في حال سوء امتصاصها. كذلك تُستخدم امكانيات العلاج هذه عند عدم قدرة المريض على تناول الحبوب لأسباب عدة. توجد عدة سلبيات لامكانيات العلاج هذه حيث يُمكن اتباعها في العيادات أو المُستشفى فقط وتكلفتها باهظة.

نقل الدم

نقل الدم علاج يُتبع في الحالات الحرجة والمستعجلة من فقر الدم الشديد بحيث تكون قيمة الهيموغلوبين منخفضة جداً- ومعظم الأطباء يتفقون على ضرورة العلاج بنقل الدم في حال كانت قيمة الهيموغلوبين أقل من 8 غرام لكل ديتسيلتر من الدم- أو توجد أعراض لفقر الدم. والعلاج هو نقل الدم، حيث يتم نقل وجبات الدم من متبرعين الى المريض. طبعاً يتم فحص وجبات الدم قبل نقل الدم للتأكد من ملائمة صنف الدم. كما أن نقل الدم هو علاج في حال وجود أعراض شديدة. يُجرى علاج نقل الدم في حالات النزيف الحاد والذي يؤدي لفقدان الدم الشديد، وللأمر أهمية كبيرة في انقاذ حياة المريض.

09/09/2013
الحديد وحامض الفوليك للنساء الحوامل
الحديد وحامض الفوليك للنساء الحوامل

لمحاربة ظاهرة قلة حامض الفوليك في الدم والهيموجلوبين

الحمل والولادة
تساقط الشعر، كيف تعالجينه؟
تساقط الشعر، كيف تعالجينه؟

ان ظاهرة تساقط الشعر هي ظاهرة ليست بنادرة فهي تصيب نحو 5% من

المرأة
تعداد الدم الكامل (CBC- Complete Blood Count)
تعداد الدم الكامل (CBC- Complete Blood Count)

  تعداد الدم الكامل (CBC- Complete Blood Count) هو أحد

فحوصات
اختبار الجهد
اختبار الجهد

  اختبار الجهد (Stress Test/Exercise Test)، ويُعرف أيضاً

فحوصات
تحليل البول (Urinalysis)
تحليل البول (Urinalysis)

  تحليل البول هو اختبار يفحص مركبات البول المختلفة،

فحوصات
خزعة نقي العظم (Bone Marrow Biopsy)
خزعة نقي العظم (Bone Marrow Biopsy)

  اختبار خزعة نقي العظم (Bone Marrow Biopsy) هو اختبار

فحوصات