النهام العصبي

النهام العصبي

النهام العصبي / الشره المرضي العصبي (Bulimia Nervosa) هي حالة من حالات اضطرابات الأكل والتي تؤدي لالتهام كميات كبيرة ومفرطة من الطعام، مع وجود قلق دائم من وزن الجسم وشكله الخارجي، اضافةً لتصرفات تعويضية تمنع تراكم السعرات الحرارية مثل القيء، الصوم وغيرها.

يُعتبر النهام العصبي أكثر انتشاراً من فقدان الشهية العصبي ويصيب حوالي 1-3% من الفتيات والنساء. ينتشر المرض بشكل بارز لدى الاناث ويبدأ في سن العشرين أو الثلاثين. العديد من حالات فقدان الشهية العصبي تتقدم وتتحول للنهام العصبي.

توجد عدة عوامل ذو تأثير على النهام وقد تؤدي للنهام العصبي:

·  عوامل بيولوجية – تدل بعض الأبحاث على أن مادة السيروتونين في الدماغ تلعب دوراً مهماً في النهام العصبي، لكن لا يُعرف ما هو هذا الدور تحديداً.

·  عوامل اجتماعية – الاشخاص المصابين بالنهام العصبي حادي الطبع وذوي روح منافسة عالية، ويطمحون للمثالية في جميع جوانب الحياة حتى الوزن. كما أن العائلة لها دور مهم، فمعظم المصابين بالمرض يأتون من عائلات تتوقع الكثير من المرضى.

·  عوامل نفسية – العقد النفسية ذات أهمية في النهام العصبي، ويعتقد البعض أن مصدر هذه العقد هو من صعوبة التأقلم مع سن المراهقة. كذلك نلاحظ العصبية الزائدة والحدة في التصرف والمزاج لدى مرضى النهام العصبي.

يتميز النهام العصبي بنوبات الشره وفيها يتم التهام الطعام بكميات مفرطة خلال فترة زمنية قصيرة. نشير الى أن الطعام الذي يتم تناوله يكون عادةً غني بالسعرات الحرارية مثل الخبز، الزبدة، الكعك، الحلويات وغيرها. تقوم الفتاة المصابة بالمرض بتناول الطعام سراً، وتخجل مما تقوم به بحيث تُخفي الأمر عن غيرها. نشير الى أن نهاية نوبة الشره تأتي عند دخول شخص اخر على المريضة، أو عند الشعور بألم البطن من كثرة الطعام.

في نهاية نوبة الشره تشعر المريضة بالذنب، وينتابها شعور بالاكتئاب مما يجعلها تقوم بعدة تصرفات تعويضية عن تناول الطعام مثل:

·  القيء: تتقيء المريضة عمداً وذلك لتلطيف ألم البطن النابع من الافراط في الأكل، وللتعويض عن السعرات الحرارية الفائضة.

·  استعمال الأدوية المُسهلة لاخراج جميع ما تم تناوله من طعام عبر الاسهال.

·  استخدام مدرات البول.

·  القيام بتمارين رياضية شاقة وطويلة.

·  الصوم.

·  الحقن الشرجية.

بشكل عام فان وزن الجسم لدى مريضات النهام العصبي يكون طبيعياً أو يزيد قليلاً، وبعكس فقدان الشهية العصبي فان مريضات النهام العصبي يحافظن على علاقات اجتماعية وجنسية.

على الأغلب تصاحب الأعراض الحالات التالية:

·  اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب.

·  الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب في السابق.

·  استخدام الكحول والمخدرات.

·  اضطرابات الشخصية، مثل النرجسية أو الحدية.

يوجد نوعين من النهام العصبي:

·  النهام العصبي التفريغي (Purging Bulimia Nervosa): النوع الأبرز والأكثر انتشاراً وهو النوع التقليدي الذي يتميز بنوبات الشره المصحوبة بتصرفات تهدف لافراغ الجسم من الطعام (القيء، الأدوية المسهلة والحقن الشرجية وغيرها).

·  النهام العصبي غير التفريغي (Unpurging Bulimia Nervosa): قلة من المريضات يشكون من هذا النوع ويتضمن تصرفات تعويضية لا تُفرغ الجسم من الطعام – مثل الصوم، التمارين الرياضية.

·  اضطرابات في نسبة الأملاح والمياه في الجسم اثر القيء.

·  الجفاف اثر القيء.

·  تضخم غدد اللعاب اثر القيء المستمر.

·  قرح في المريء اثر القيء.

·  تسوس الأسنان بشكل بارز، ويكون التسوس خاص للنهام العصبي ويستطيع طبيب الأسنان تمييزه عن باقي أنواع التسوس. بسبب التسوس قد تكون حاجة لتبديل الأسنان في سن الثلاثين.

·  عدم انتظام الدورة الشهرية.

·  ضغط الدم المنخفض.

كما هي الحال في فقدان الشهية العصبي ، فان تشخيص النهام العصبي يعتمد على عدة معايير:

·  نوبات الشره: تتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة قصيرة، دون قدرة على التحكم بذلك.

·  التصرفات التعويضية لمنع زيادة الوزن، والتي ممكن أن تكون من النوع التفريغي أو غير التفريغي (انظر أعلاه).

·  وتيرة نوبات الشره والتصرفات التعويضية المصاحبة لها لا تقل عن مرتين في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

·  الاهتمام البالغ بوزن الجسم، بحيث يُصبح الأمر المركزي في حياتها.

·  الشروط أعلاه لا تتحقق كجزء من فقدان الشهية العصبي، ومعظم معايير تشخيص فقدان الشهية العصبي معدومة وغير موجودة، والنتيجة أن وزن المريضة يبقى في المجال الطبيعي.

النتيجة النهائية في النهام العصبي أفضل من فقدان الشهية العصبي، حيث يُعتبر النهام العصبي أقل صعوبةً وأكثر استجابةً للعلاج. نشير الى أن النهام العصبي غالباً ما يكون اضطراب مزمن يمكن أن تظهر نوباته بعد العودة للحياة الطبيعية. حالات الوفاة في النهام العصبي نادرة مقارنة بفقدان الشهية العصبي. خلال 5-10 سنوات فان الشفاء هو مصير نصف المرضى.

علاج النهام العصبي يتم في البيت أو في العيادات الخارجية، وقليلة هي الحالات التي تحتاج للعلاج في المستشفى. توجد عدة أسس لعلاج النهام العصبي والتي تتطلب عمل طاقم كبير من الخبراء والأطباء، وكذلك العامل الاجتماعي والمعالج النفسي.

العلاج النفسي – هو من أهم أُسس العلاج، ويُمكن أن يقوم به المعالج النفسي أو الطبيب النفسي. العلاج النفسي يمكن أن يتم على انفراد أو ضمن مجموعة. بشكل عام فان مدة العلاج النفسي طويلة وشاقة، وبحاجة لمثابرة وصبر شديدين من المعالج والمريضة في ان واحد. خلال العلاج يتم الشرح عن التغذية وكيفية التغذية الصحيحة، ويتم ارشاد المريضة نحو ادارة يوميات للطعام، وكيفية التعامل مع الضغوطات الاجتماعية. تكمن الصعوبة الرئيسية في العلاج بأن الطعام موجود بشكل دائم في متناول اليد ومن الصعب التنازل عنه، لذا من الصعب اقناع المريضة بعدم الاقتراب للطعام.

التغذية – من المهم ادخال اخصائي/ة تغذية الى برنامج علاج مرضى النهام العصبي. بناء برنامج تغذية مناسب، واتباع حمية غذائية صحية لا تحوي الاف السعرات الحرارية هو أمر مهم. كما يجب الحفاظ على عمليات الأيض ومنع المضعفات التي تنتج عن نوبات الشره.

العلاج بالأدوية – العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب هو أمر مهم في علاج النهام العصبي. تناول أدوية مثل البروزاك (Prozac) أو غيرها من مجموعة ال SSRI لها تأثير ايجابي، فهي تُحسن المزاج وتمنع الاكتئاب وتعالج الاضطرابات المرافقة للنهام العصبي.

28/08/2013