أسرار الحياة الزوجيّة: الرغبة، الشهوة والانجذاب

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

كيف يمكن الحفاظ على حياة جنسيّة أفضل لفترة أطول؟ ما الفرق بين الرغبة الجنسيّة، الشهوة والانجذاب؟ كيف ننقذ الحياة الجنسيّة من البرود؟ أفضل النصائح لتحسين الحياة الزوجيّة

أسرار الحياة الزوجيّة: الرغبة، الشهوة والانجذاب

ما هو المعني الحرفي للرغبة الجنسيّة؟ "شهوانيّة، رغبة، جاذبيّة". وما هو المعنى الحرفي للشهوة؟ "رغبة شديدة وغريزيّة". وما معنى الانجذاب؟ "الإعجاب من الناحية الجنسيّة". وبعد أن تعرّفنا هذه المعاني: في سياق الانجذاب الجنسي، تجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يعيشون علاقة متواصلة ويرغبون بالاستمتاع بحياتهم الزوجيّة والجنسيّة، عليهم أن يدركوا أنّ الرغبة والانجذاب هما أمران مختلفان.

في المقال التالي، سنعرض العلاقة بين الرغبة، الشهوة والانجذاب، وسنحاول أن نعرف كيف يمكن تحسين الحياة الزوجيّة.

ما هو الانجذاب؟ كيف يمكن التأثير عليه؟

الانجذاب لشخص معيّن هو أمر ثابت جدًا، ويتعلّق بالذوق. الانجذاب قريب جدًا بمفهومه من الغريزة. مع ذلك، الشعور بالشهوة الجنسيّة هو شعور قد يتغيّر مع مرّ الوقت. يمكننا أن ننجذب لشخص ما، وألّا نشتهيه في نفس الوقت. على سبيل المثال: إذا كانت امرأة على علاقة مع شريك لفترة ما - لن تكون لديها الشهوة دائمًا لإقامة علاقات جنسيّة معه، برغم أنّها ما زالت تنجذب إليه كما في السابق؟
 

في العلاقات التي تستمرّ وقتًا طويلًا: هل توجد للنساء رغبة جنسيّة، كما الحال لدى الرجال؟

المراحل المختلفة من الحياة توثّر على الرغبة الجنسيّة، من جانب الرجل ومن جانب المرأة على حدّ سواء. التغيرات في المجالات الأخرى من الحياة، الضغط والتوتّر - تؤثّر غالبًا على الرغبة الجنسيّة. بطبيعة الحال، لدى النساء، مراحل الحمل المختلفة وفترة اضطراب الهورمونات التي تلي الولادة (وحتى الفترة القريبة من الدروة الشهريّة)، تؤثّر هي أيضًا على الرغبة الجنسيّة. كما ويتبيّن أيضًا أنّ التغييرات البيولوجيّة التي تطرأ على جسمنا تؤثّر كثيرًا على الرغبة الجنسيّة.
 

ماذا يتبيّن من البحث بالنسبة للرغبة الجنسيّة لدى النساء؟

قامت روزماري بسون، باحثة من الجانب النظري للعلاقات الجنسيّة، بدراسة موضوع الرغبة الجنسيّة لدى النساء من جيل 20 حتى 60 في العلاقات الطويلة الأمد؛ عرضت النتائج في بحث شامل: الرغبة بنظرها كانت مسألة قرار!

وفقًا لما توصّلت إليه بسون، تحتاج النساء كثيرًا إلى الحميميّة، إلى جانب الانجذاب الجنسي. عندما تفكّر النساء بالعلاقات الجنسيّة، فإنّهنّ تبحثن عن الشعور بالتقارب - لذلك، الرغبة الجنسيّة لدى النساء تعتمد على احتياجات داخليّة تختلف عن الحاجة البيولوجيّة للإثارة الجنسيّة والنشوة الجسمانيّة.

بنظري، هذا الاستنتاج ليس مطلقًا، فبإمكان النساء الإحساس بالإثارة، والتي تعتبر رغبة جنسيّة جسمانيّة تعتمد على الغرائز - وليس فقط على احتياجات أخرى.
 

ماذا يؤثّر على الرغبة الجنسيّة؟

إن لم تكن الحياة الزوجيّة مشحونة بطاقات المتعة و"خوض تجارب مشتركة"، على الأرجح أنّها لا تحتوي على رغبة جنسيّة أيضًا. الرغبة الجنسيّة لا تبدأ في السرير فقط. بالإضافة، إن لم تكن هناك رغبة للقيام بأمور أخرى في الحياة (كما في حالة الاكتئاب) - لن تكون هناك رغبة شديدة لإقامة علاقات جنسيّة أيضًا.

كمعالِجة جنسيّة، أواجه الكثير من التذمّرات من انخفاض الرغبة الجنسيّة بسبب الروتين اليومي: التعب، العبء، الضغط وكثرة المهام. فهذه العوامل تؤثّر سلبًا على المزاج. في العديد من الحالات، الصعوبات في العلاقة الزوجيّة - المعاناة، الغضب والخلافات - تقلّل من الرغبة الجنسيّة.

كيف يمكن استعادة الرغبة الجنسيّة في العلاقات طويلة الأمد والتغلّب على البرود؟

الرغبة الجنسيّة بحاجة إلى توفّر شروط أساسيّة لكي تستمرّ. على سبيل المثال: إن لم تنم المرأة بعد الولادة بما فيه الكفاية؛ أو إن لم تكن الحالة النفسيّة أو الصحيّة للزوجين سليمة - تتأثّر الرغبة الجنسيّة من ذلك. يعتقد بعض الأشخاص أنّ الرغبة الجنسيّة تأتي مع العلاقة الجنسيّة العفويّة؛ لكن في الحياة نفسها، والني ينشغل فيها الأشخاص بالعمل وبتربية الولاد، يجب عليهم توفير هذه الشروط - من أجل خلق الرغبة الجنسيّة وتحسينها.

كيف نفعل ذلك؟ 

10 نصائح ومواد للتفكير:

  • إدخال المضامين المثيرة للشهوة إلى الحياة: ليس بالضرورة أفلام إباحيّة. قراءة الأدب والشعر المثير للشهوة، أو مشاهدة فيلم مثل "خمسون ظلًا للرمادي" (والذي أثّر على متعالِجات كثيرات لديّ من حيث الإثارة الجنسيّة) - تؤثّر هي أيضًا على الرغبة الجنسيّة وعلى قدرة التخيّل. تجدر الإشارة إلى أنّ الرغبة الجنسيّة تبدأ بالتفكير.
  • إدخال الجنس إلى الحياة نفسها: كلّما انكشف الزوجان بصورة أقلّ على موضوع الجنس والمضامين المرتبطة بالعلاقة الجنسيّة - تنخفض الرغبة الجنسيّة.
     
  • تخصيص الوقت للعلاقة الجنسيّة: بسبب نمط حياتنا المليء بالعبء، يجب تخصيص الوقت للعلاقة الجنسيّة - وتخطيطها بالشكل السليم. على الرغم من أنّ ذلك مصطنع بعض الشيء، إلّا أنّ هذا التخطيط مجدٍ ويساعد في أغلب الأحيان.
     
  • الانتباه للأدوية المضادة للاكتئاب، والتي تؤثّر على انخفاض الرغبة الجنسيّة: الأشخاص الذين يتناولون ادوية للعلاجات النفسيّة قد يعانون من أعراض مرتبطة بالغربة الجنسيّة. في هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب المعالج بشأن إمكانيّة استبدال نوع الدواء.
     
  • الحبّ والرضى عن الجسم: النساء غير الراضيات عن أجسامهنّ لا يتمتّعن بالعلاقة الجنسيّة. للتمتّع من العلاقة الجنسيّة، يجب التركيز على المشاعر وأحاسيس الجسم - وعدم ملاحقة النشوة الجنسيّة، بل اكتشاف الجسم والتعرّف عليه من جديد.
     
  • التحدّث مع الشريك: إخباره بالأمور التي تثيرني - والتأكّد ما الذي يثيره هو. ربّما قد تكون هناك حاجة للتركيز أكثر على المداعبات؟ أو على أمور أخرى قد تثير الرغبة الجنسيّة؟
     
  • تقليل ضغط الحياة: يحسّن دائمًا من الدافع الجنسي ومن الرغبة الجنسيّة. من الجيّد دائمًا تقليل الضغوطات في الحياة - وتخصيص الوقت للمتعة الزوجيّة المشتركة.
     
  • لا علاقة للمدّة: لا تعتقدوا أنّ العلاقة الجنسيّة يجب أن تكون طويلة ومخطّطًا لها دائمًا. إقامة علاقات جنسيّة قصيرة و"عاديّة" أيضًا تزيد من الرغبة الجنسيّة.
     
  • زيادة الوتيرة: كلّما كان في العلاقة طابع جنسيّ أكثر - تزداد الرغبة الجنسيّة أيضًا... الرغبة الجنسيّة تتحسّن من تلقاء نفسها.
     
  • فسح المجال بين الزوجين: تشير باحثة العلاقات الزوجيّة إستير بيرل في كتابها "الذكاء الشهواني" إلى أنّ الثقة الزائدة أو التقارب الزائد قد يؤثّران على العلاقة الجنسيّة. إذا كان الزوجان قريبين جدًا وليس هناك فسحة لكلّ واحد منهما ليطوّر حياته ورغباته - قدّ تتضرّر الرغبة الجنسيّة. عندما يُفسَح المجال قليلًا - تزداد الرغبة الجنسيّة.


ملخّص: أنصح الجميع بأن يكونوا متفائلين وأن يدركوا أنّه إذا كان هناك انجذاب للزوج أو الزوجة... الرغبة الجنسيّة تتأثّر من الأشياء التي نفعلها ومن طبيعة حياتنا.

إفرات منور هي أخصّائيّة جنسيّة ومعالِجة جنسيّة مؤهّلة.

موقع zap doctors

23/05/2020