"أنفي جميل جدًا، لكنّي لا أستطيع التنفّس"

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

الكثير من المتعالِجين الذين أجروا جراحات تجميليّة للأنف يتذمّرون من مظهر غير متناسق أو أنّه يصعب عليهم التنفّس. يستحسن دمج العلاج التجميلي مع العلاج الطبّي، بالأخصّ عندما يدور الحديث عن جراحات الأنف. كما ومن المفضّل فحص الأنف قبل الجراحة التجميليّة وفحص إمكانيّة دمج العلاج الطبّي. د. شلوما تسرفاتي، أخصّائي أنف، أذن وحنجرة وجراح تجميلي للأنف، من أوائل جرّاحي الأنف في البلاد الذين دمجوا ما بين الطبّ التجميلي والجراحي، يشرح لنا ماذا يجدر بنا أن نفحص قبل الخضوع للجراحة.

في أواخر الثمانينات، سافرت لاستكمال دراستي في بيتسبورغ في الولايات المتّحدة، في مجال الجراحات التنظيريّة مع الألياف البصريّة للجيوب الأنفيّة وتجويف الأنف. وبالتزامن مع ذلك، تعلّمت ايضًا الطرق التجميليّة للأنف، ممّا ساعدني على أخذ صورة أوسع عن حقيقة كون الأنف عضوًا واحدًا معقّدًا جدًا - هيكل الأنف الخارجي ومركّباته الداخليّة على حدّ سواء. أدركت أنّ علاج الأنف بطريقة مهنيّة يجب أن يشمل دمجًا بين الجانب والطبّي والجانب التجميلي معًا، برغم أنّي أعالج أيضًا المشاكل التجميليّة على حدة، والمشاكل الطبيّة على حدة. الجراحات المدمجة متوفّرة في البلاد منذ أكثر من 30 عامًا.

ما هي الجراحات المدمجة؟

تسمّى جراحات الأنف المدمجة بهذا الاسم لأنّها تدمج الجراحة التجميليّة والطبيّة معًا. كما وأنّها تسمّى أيضًا جراحات معقّدة لأنّها مبنيّة من رأسين - رأس طبّي ورأس تجميلي في نفس الوقت. كلّ واحدة من هذه الجراحات يمكنها أن تكون جراحة بحدّ ذاتها. إنّ الدمج بين الإجراء الطبّي والإجراء التجميلي، يمكن تحقيق نتائج صحيّة وأكثر كمالًا. الجراحات المدمجة ليست أطول من حيث فترة التعافي بالمقارنة مع سائر الجراحات التجميليّة فقط أو الطبيّة فقط. غالبًا ما يدور الحديث عن استشفاء يومي وفترة تعافٍ ليست طويلة.

الأنف هو عضو واحد

المشاكل الأساسيّة التي يشتكي منها المتعالِجون هي الصعوبة في التنفّس عبر الأنف، وذلك نتيجة اختلال في مبنى تجويف الأنف، بالأخصّ الحاجز الأنفي، وهذا ليس من المفترض أن يكون جزءًا لا يتجزّأ من الجراحة المدمجة. بإمكان المتعالِجين أن يعرفوا فورًا ما إذا تمّ علاج الحاجز الأنفي أم لا، فبكلّ بساطة يصعب عليهم التنفّس أو أنّ أنفهم لا يبدو متكاملًا ومتناسقًا من الناحية الجماليّة. هناك حاجة ماسّة للانتباه إلى حالة الحاجز الأنفي والمحارات الأنفيّة (وهي عبارة عن رفوف مُخاط داخل تجويف الأنف) وأخذها بالاعتبار أثناء الجراحة. الكثير من المتعالِجين وصلوا لمراجعة طبيّة بعد إجراء جراحة تجميليّة، وأوّل ما قالوه هو "أنفي جميل جدًا لكن لا أستطبع التنفّس"، أو أنّ الأنف ليس مستقيمًا ومتناسقًا.

متى لا ندمج الجراحة التجميليّة مع الجراحة الطبيّة؟

عندما يعاني المريض بشكل مزمن من التهابات متكرّرة في الجيوب الأنفيّة، نتجنّب الإجراءات الجراحيّة التجميليّة المدمجة. يستحسن أوّلًا علاج الجيوب الأنفيّة من الناحية الطبيّة و/أو الجراحيّة، والانتقال إلى الجراحة التجميلية فقط من بعد التعافي. إجراء فحص تصوير مقطعي محوسب (CT) للجيوب الأنفيّة قبل الجراحة هو إجراء إلزامي، ومن خلاله يمكننا معرفة معطيات حول مبنى الأنف، حالة الجيوب الأنفيّة، وبالطبع فحص إمكانيّة دمج الإجراء التجميليّ إلى جانب الإجراء الطبّي.

ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الجراحات المدمجة؟

لا تكمن الخطورة في الجراحة المدمجة، بل في الإجراء الجراحي الذي يُجرى على هيكل الأنف. يقع تجويف الأنف بين محجر العينين والعينين أنفسهما، ومن تحت سقف الأنف الذي يعتبَر بمثابة قاعدة الدماغ. الجيوب الأنفيّة المصابة بتلوّث مزمن، قد تؤدّي إلى حدوث تلوّث ثانوي في تجويف الأنف. في الجراحة التنظيريّة للجيوب الأنفيّة، والتي يتمّ إجراؤها بدون خبرة واسعة وإلمام دقيق في الجانب التشريحي المعقّد للأنف والجيوب الأنفيّة، يمكن إلحاق أضرار في مناطق لا نرغب بالوصول إليها والتسبّب بمضاعفات قد تكون شديدة جدًا. لذلك، يستحسن إجراء كلّ العمليّة التجميليّة للأنف، بعد التأكّد بواسطة فحص تنظيري للأنف والأخذ بالاعتبار كافّة الجوانب الطبيّة، من أنّ هذه هي العمليّة الأنسب. لا يوجد في البلاد أطبّاء كثيرون ممّن يدمجون في جراحة الأنف الإجراء الطبّي والإجراء التجميلي معًا. من المهمّ أيضًا، حتى وإن لم يكن الجرّاح الذي اخترتموه أخصّائيًا في الأنف والأذن والحنجرة، أن تحصلوا على استشارة طبيّة قبل خوض أيّ إجراء تجميلي.

د. شلومو تسرفاتي، هو طبيب مختصّ وجرّاح أنف، أذن وحنجرة 

موقع zap doctors

 

23/06/2020