احياء اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي (المتعدد)
د. ابراهيم أبو سلامة، مدير عيادة التصلب المتعدد في المركز الطبي الجامعي في مستشفى سوروكا في بئر السبع: "التشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد يساهم في منع الاضرار والحفاظ على المريض فعالا حركيا وذهنيا" "كل نقص ان كان حركيا او حسيا او بصريا في جيل 18 - 40 عاما، يجب ان يلفت انتباه المريض لأن يكون مؤشر لبداية التصلب المتعدد ولا يجب التهاون في هذا الأمر"
مع نهاية شهر أيار من كل عام، يتم احياء اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد، وفي بلادنا تسعى الجمعية للتصلب المتعدد لرفع الوعي حول المرض، كما تقوم الجمعية بنشاطات مختلفة ومتعددة في هذا السياق، تشمل تقديم النصائح والارشادات للمرضى، مرافقتهم في العلاج، تعريفهم بحقوقهم وغيرها.
المديرة العامة للجمعية غنين وسبيرغ، تؤكد ان مجتمع الاطباء وأطباء الأعصاب ينظرون ببالغ الاهتمام الى الجمعية ونشاطها المهني من أجل مرضى التصلب المتعدد حيث تقوم الجمعية بحملات ارشادية باللغة العربية ايضا وتنظم اياما دراسية خاصة بالمجتمع العربي لرفع الوعي، وللجمعية موقع الكتروني باللغة العربية، عنواه: http://www.mssociety.org.il/ar يحتوي على العديد من المواد والنصائح والارشادات، وبامكان المواطنين التوجه ايضا للجمعية من خلال رقم هاتف 03.5377002 ، او من خلال البريد الالكتروني: agudaims@mssociety.org.il ، ويشار الى ان الطبيبين، الدكتور ابراهيم أبو سلامة، والدكتور راضي شاهين، من اللجنة الادراية والمجلس الطبي الاستشاري للجمعية الاسرائيلية للتصلب المتعدد.
للحديث عن مرض التصلب المتعدد، التقينا د. ابراهيم أبو سلامة، مدير عيادة التصلب المتعدد في المركز الطبي الجامعي في مستشفى سوروكا في بئر السبع، وكان معه هذا الحوار.
*حدثنا عن تعريف مرض التصلب المتعدد او التصلب اللويحي؟
"يصيب هذا المرض عادة جهاز المناعة الذاتي الجهاز العصبي، ويصيب عادة الاناث اكثر من الذكور بنسبة تعادل 3:1 ، كما هو الحال في كل أمراض المناعة الذاتية، وهذا المرض يعتبر أحد الأمراض الأكثر شيوعا، حيث يقوم جهاز المناعة باتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب والذي يسمى غلاف الميالين، ووظيفة غشاء الميالين حماية الاعصاب، وهذا التلف والتآكل يؤثر سلبا على عملية الاتصال بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، وفي نهاية المطاف تصاب الاعصاب نفسها بالضرر. في المراحل الاولى قد نواجه صعوبة في تشخيص المرض، لان الاعراض غالبا ما تظهر وتختفي، عادة %33 من الحالات المرضية تبدأ بالاصابة بالخدر في احد الأطراف، أو في جزء منها وعادة ما يظهر على شكل ضعف او شلل في جهة واحدة من الجسم، و%25 من الحالات قد يكون فقدان جزئي او كلي للنظر، في واحدة من العينين وعادة ما يكون ذلك مصحوبا مع اوجاع في العين ونسميه التهاب العصب البصري، كما تحدث ايضا ازدواجية في الرؤية او ضبابية في الرؤية، كذلك قلة تنسيق بين عضلات الجسم وفقدان التوازن، دوخة، عدم السيطرة على المخارج، كل هذه قد تكون من اول اعراض هذا المرض".
*ماذا عن مستوى الوعي حول هذا المرض في الوسط العربي؟
"توجد في اسرائيل جمعية للتصلب المتعدد، انا عضو فيها، وتضم الجمعية حوالي 6000 مريض وتواكبهم وتقدم الدعم والمساعدة لهم، ومن خلال الجمعية قمت بالتطرق في اكثر من محاضرة، كما قمنا باجراء محاضرات توعية، ونعمل بشتى الطرق على زيادة الوعي وهدفنا توعية الجمهور واطباء العائلة، حيث يكون بالامكان تشخيص الحالات في مراحلها الأولى. توجد عدة تخطيطات للمستقبل لزيادة الوعي حول هذا المرض. وبامكان القراء الدخول الى الموقع الالكتروني للجمعية الاسرائيلية للتصلب المتعدد للحصول على معلومات اضافية".
*ما هي الاضرار التي قد يحدثها المرض؟ هل هي اضرار ابدية ام بالامكان علاجها؟
"هذا الامر يتعلق في اي مرحلة يمكن تشخيص هذا المرض، ان قمنا بتشخيص المرض في مراحله الأولى فبالامكان ان نتفادى جميع الاضرار التي قد تصيب الاعصاب والمحافظة على المريض بان يبقى فعالا حركيا وذهنيا في جميع المجالات، وبالامكان التغلب على جميع الاضرار ان قمنا بتشخيص المرض في مراحله الاولى، ومن الممكن تفاديها".
*ما هي مسارات وامكانيات العلاج القائمة لعلاج هذا المرض؟
"يوجد نوعان من العلاج، اولا علاج النوبة، والمقصود بالنوبة هو كل ضرر او كل عارض او اعراض عصبية ان كانت حركية او بصرية او حسية، وممكن ان تستمر لأكثر من 24 ساعة، مثلا ضعف الاطراف لأكثر من 24 ساعة، تخدير او تنمل الأطراف لأكثر من 24 ساعة، وغيرها، هذه تسمى نوبات، وبالامكان منح العلاج خلال النوبة وعادة ما نعطي المرضى الكرتوزونات، حيث يخضع المريض للعلاج لمدة 5 ايام وخلالها تعطى الكرتوزونات عن طريق الوريد لمدة 5 ايام حتى التغلب على النوبة.
توجد ادوية معدلة للمرض والتي تقلل من شدة وعدد الهجمات وتراكم اللويحات، وقد تمنع حدوث اصابات او عاهات دائمة وهذه ادوية متعددة ويوجد اكثر من 15 نوع دواء. أول دواء كان الانترفيرون وهو عبارة عن بروتينات يتم تعديلها يمنح من خلال حقن، ويوجد اليوم نحو 5 انواع من الحقن وهي بمثابة خط العلاج الأولي، ولكن توجد ايضا عقاقير تعطى من خلال الفم وتعتبر ايضا كخط اولي في علاج المرض، واذا فشلت الادوية وازداد سوء حالة المريض فبالامكان ان نوصف له علاجات من الخط الثاني والتي هي اقوى بكثير من التي ذكرناها. يوجد ايضا خط علاج ثالث وذلك حسب حاجة المريض. الادوية في الخط الاول مثل دواء اوباجيو حيث يعطى من خلال الفم بمعيار 14 ملغ ، حبة في اليوم وتكون فعالة في حالات عدة واعراضها الجانبية قليلة جدا، ويوجد ايضا دواء ثاني نعطيه للمرضى في حالات متقدمة. من الخط الاول يوجد دواء ايضا يدعى افونيكس والربيث والبيتافيرون والكوباكسون وهي من خلال حقن، فيما يعطى التاكفيديرا من خلال الفم، وجميع هذه الادوية خط اولي في العلاج. في الخط الثاني يوجد دواء تيسابري. واليوم يوجد دواء اوكروليزوماب وهو دواء جديد، ويعطى عن طريق الوريد مرة كل نصف عام، والادوية اليوم متعددة وتطورت كثيرا في السنوات الاخيرة ويوجد اكثر من دواء يلائم حالة المريض وجميع هذه الادوية مشمولة في سلة الأدوية. يوجد ايضا دواء جديد اسمه ميفينكلاد، ويعطى عن طريق الفم".
*حدثنا عن حالة نجحتم في علاجها وكيف تم ذلك؟
"كانت لدي حالة لشابة 27 عاما كانت تستعمل الكرسي المتحرك للتنقل واليوم باتت قادرة على التنقل على قدميها، بعدما وصفنا لها دواء لامترادا الذي يعطى عن طريق الوريد مرتين في السنة، المرة الأولى يعطى لـ 5 أيام عن طريق الوريد، وبعد سنة يعطى لـ 3 أيام عن طريق الوريد ايضا، وهو من بين العلاجات الناجعة جدا والفعالة، وأحرزنا تقدما كبيرا واليوم الشابة عادت لتمارس حياتها بشكل طبيعي".
*كلمة اخيرة توجهها للجمهور عن المرض والكشف عنه وعن اعراضه ماذا تقول فيها؟
"اتوجه للجمهور اولا ولأطباء العائلة ثانيا، حيث اول من يشعر بنقص عصبي هو المريض نفسه، ومن ثم يتوجه الى طبيب العائلة، فكل فقدان عصبي او عارض ان كان حركيا، او حسيا او بصريا، في جيل 18 - 40 عاما، يجب ان يلفت انتباه المريض حيث يمكن ان يكون وراء هذا العارض مرض التصلب المتعدد، ولهذا لا يجب التهاون ولا يجب التريث بل الوصول الى طبيب العائلة في اسرع وقت والذي يمكن ان يحوله الى قسم الطوارئ او الى طبيب اعصاب مختص واكتشاف المرض في حالته الاولى، والفحوصات التي نجريها للكشف عن المرض عادة هي الرنين المغناطيسي (ام اري اي) حيث يعتبر هذا الفحص من الركائز التي يمكن الاعتماد عليها، وفحص المريض باعتبار انه التشخيص الأولى لحالة المريض، وكذلك هنالك فحص يتم من خلاله اخذ عينة من السائل النخاعي ونفحص ان وجدت ميول اكثر لهذا المرض".