جراحة الجفون - ليست جراحة تجميليّة فقط

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

هناك نوعان أساسيّان من جراحة الجفون: جراحة شدّ الجفون بسبب ارتخائها وجراحة لتعديل وضعيّة الجفن. لكن، وبخلاف الاعتقاد السائد، جراحة الجفون ليست لأهداف تجميليّة فقط، وفي العديد من الحالات تكون لها أهميّة طبيّة أيضًا

جراحة الجفون - ليست جراحة تجميليّة فقط

أكياس تحت العينين؟ شدّ الجفون بسبب ارتخائها.

ابتداءً من العقد الخامس من العمر، ومع التقدّم في السنّ، تطرأ على الجلد من حول العينين (الجفون العلويّة والسفليّة) بعض التغييرات، والتي قد تؤدّي إلى ارتخاء الأنسجة، وبالتالي إلى ظهور فائض من الجلد و/أو بروز أكياس دهنيّة من حول العين.

في الجفون العلويّة، ينعكس ذلك من خلال انتفاخ طفيف و/أو ظهور فائض من الجلد الذي يتدلّى على العينين، وفي الجفون السفليّة ينعكس ذلك بشكل عام من خلال ظهور انتفاخ يُعرف باسم "أكياس تحت العينين". ارتخاء الجفون قد يلحِق أضرارًا للعين من الناحية التجميليّة ويؤدّي إلى مظهر مُتعَب، كما ومن المحتمل أن يلحِق أضرارًا بمجال الرؤية أيضًا.

جراحة شدّ الجفون بسبب ارتخائها

جراحة شدّ الجفون بسبب ارتخائها (جراحة رأب الجفون - Blepharoplasty) هي جراحة شائعة نسبيًا، تحديدًا لدى الأشخاص بعمر 50 فما فوق، وذلك بسبب فائض الجلد في الجفون العلويّة أو السفليّة (لدوافع تجميليّة أو طبيّة)، ويتمّ خلالها إزالة جزء من الجلد الفائض، وأحيانًا إزالة جزء من الأكياس الدهنيّة أيضًا.

سير الجراحة

يتمّ اليوم إجراء الجراحة بوسائل متقدّمة يمكن بواسطتها إجراء الجراحة لكلتا العينين في نفس الوقت: في الطريقة الأولى يتمّ إزالة الجلد الفائض بواسطة شفرة جراحيّة، وفي الطريقة الثانية يتمّ فتح المنطقة بأشعّة ليزر CO2. يتمّ إجراء جراحة الجفون العلويّة بتخدير موضعي، وللجفون السفليّة يتمّ عادةً استخدام تخدير طفيف بالإضافة إلى التخدير الموضعي.

من لا يمكنه إجراء الجراحة؟

على الرغم من أنّ الحديث يدور عن جراحة بسيطة وشائعة نسبيًا، إلّا أنّ هناك حالات تكون فيها لدى المتعالِج أعراض عكسيّة لا تمكّنه من إجراء الجراحة، لذلك من المهمّ جدًا إجراء فحص مسبق من قِبل مختصّ خبير يأخذ بالاعتبار العوامل والجوانب المختلفة مثل:

  • وضعيّة الجفن - وضعيّة الجفن تؤثّر كثيرًا على إمكانيّة إجراء الجراحة، ففي بعض الأحيان وضعيّة الجفن هي التي تؤدّي إلى تدلّي الجفن، لذلك في هذه الحالة يبدو من حيث المظهر الخارجي وأنّ الحديث يدور عن فائض جلد، لكن عمليًا لا يكون هناك فائض جلد ويمكن أن يؤدّي الجراحة إلى أضرار للمتعالِج.
  • نوع الجفون - فيما يتعلّق بهذا العامل، من المتّبع تقسيم المتعالجين إلى نوعين: الأشخاص الذين لديهم فائض جلد في الجفون ولذلك هم بحاجة إلى الجراحة، وأشخاص لديهم عيون غائرة ولا يجوز إجراء عمليّة الشدّ لهم تفاديًا لأعراض ومضاعفات الجفاف (في هذه الحالات، من المفضّل حقن مواد مختلفة لملء التجويفات).
  • حالة جفاف العين - كلّما كانت العين أكثر جفافًا، يجب الامتناع عن إزالة كميّة كبيرة من الجلد. وذلك تفاديًا لأعراض ومضاعفات الجفاف.
  • الحالة الصحيّة العامة - كما الحال في أيّ عمليّة جراحيّة، من المهمّ التأكّد من أنّ حالة المتعالِج الصحيّة ملائمة للجراحة، ومن أجراء الملاءَمات المطلوبة إذا لزم الأمر. على سبيل المثال، يتوجّب على المتعالِجين الذين يتناولون أدوية تمييع الدم أن يتوقّفوا عن تناولها (وفقًا لتعليمات الطبيب المعالِج) قبل الجراحة.

 

جراحة لتعديل وضعيّة الجفن

جراحة تعديل وضعيّة الجفن هي جراحة طبيّة في جوهرها، ويتمّ إجراؤها في الحالات التي يطرأ فيها تغيير على وضعيّة الجفن الطبيعيّة لأسباب مختلفة، "فيتحرّك" الجفت إلى الخارج (الاغتراب الجفني - إكتروبيون) أو إلى الداخل (الانطواء الجفني - إنتروبيون). تغيير وضعيّة الجفن هو غالبًا مشكلة شائعة تظهر مع القدّم في السنّ، لكن قد تكون لها مسبّبات أخرى مثل الالتهابات، مضاعفات من بعد جراحات مختلفة من حول العيون أو نتيجة شلل الوجه النصفي (شلل بِل).

الأعراض

تتغيّر الأعراض من شخص إلى آخر، وهي متعلّقة بنوع تغيير وضعيّة الجفن وبشدّة الحالة. كما وقد تظهر الأعراض في عين واحدة أو في كلتا العينين في نفس الوقت. من بين هذه الأعراض: الدُماع، إثارة في العين و/أو أوجاع في العين. في حالات الانطواء الجفني (إنتروبيون)، يشعر الشخص وكأنّ جسمًا غريبًا دخل إلى العين (هذا الشعور ناجم عن إزاحة الرموش أيضًا إلى الداخل)، ممّا يسبّب الانزعاج والألم، وإن لم يتمّ تقديم علاج قد تتفاقم الحالة أيضًا.

طرق العلاج

الطريقة العلاجيّة الأكثر شيوعًا هي جراحة لتعديل وضعيّة الجفن وشدّه، ويتمّ إجراؤها غالبًا بتخدير موضعي. هناك طريقة أكثر تحفّظًا، وهي ملائمة بالأساس لحالات الانطواء الجفني (والتي يكون فيها الجفن مزاحًا إلى الداخل ممّا يؤدي إلى انقباض عضلة الجفن)، وهي إجراء تعديل مؤقّت من خلال البوتوكس الذي يشلّ العضلة ويمنع استدارة الجفن إلى الداخل.

 

التعافي

في كلتا العمليّتين، يدور الحديث عن جراحة قصيرة وبسيطة نسبيًا ولا تحتاج إلى المكوث في المستشفى (يتمّ غالبًا تسريح المتعالِج بعد ساعة من الجراحة)، وفترة التعافي منها 10 أيّام تقريبًا، إذ يتمّ خلال هذه الفترة تقديم علاج يشمل قطرات للعيون ودهون مضادات حيويّة.

في بعض الحالات، قد تظهر بعد الجراحة أعراض مثل الانتفاخ و/أو نزيف تحت الجلد من حول العين - هذه الأعراض "عاديّة" وتظهر خلال عمليّة التعافي وتستمرّ غالبًا لمدّة أسبوعين تقريبًا.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

بشكل عام، يدور الحديث عن جراحات آمنة نسبيًا، لكن يتوجّب على الجرّاح تخطيط الجراحة مسبقًا بشكل دقيق، إذ عليه الأخذ بالاعتبار وضعيّة الجفن، حالة جفاف العين وبنية محجر العين نفسه. وذلك لتفادي إزالة الجلد أو الدهنيات بشكل فائض/ناقص، ممّا قد يؤدّي إلى مضاعفات مختلفة مثل الجفاف والأوجاع في العيون. قد تطرأ أيضًا مضاعفات نادرة مثل التلوّث، النزيف والندوب، وفي حالات نادرة جدًا فقدان الرؤية و/أو الرؤية المزدوجة.

كما ذكرنا، جراحات الجفون ليست لأهداف تجميليّة فقط، بل لأهداف طبيّة أيضًا. من ناحية، يدور الحديث عن جراحات بسيطة نسبيًا، لكن من المهمّ جدًا إجراء الجراحة لدى جرّاح مختصّ في المجال، وذلك تفاديًا للمضاعفات الناجمة عن حساب غير دقيق لكميّة الجلد/الدهنيّات التي تتمّ إزالتها.

د. شيرين حامد عزّام، مختصّة في أمراض العيون وجراحات رأب العيون.

 

27/05/2020