صحّة الأسنان: المواظبة على العلاجات الوقائيّة

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

ترغبون بالحفاظ على صحة أسنانكم؟ واظبوا على إجراء الفحوصات الدوريّة، تنظيف تكلّسات الأسنان والعناية اليوميّة. إذا طرأت أيّ مشكلة على الأسنان، لا تهملوها وعالجوها بأسرع ما يكون - هكذا تتجنّبون المضاعفات، الأوجاع الشديدة والمصاريف الزائدة.

صحّة الأسنان: المواظبة على العلاجات الوقائيّة

الحفاظ على صحّة الأسنان لا تقتصر على تلقّي علاج جيّد فقط إذا طرأت مشكلة ما. من أجل الحفاظ على صحّة الأسنان، يجب المواظبة على العلاجات الوقائيّة والتي تهدف إلى تفادي تفاقم الحالة.

في الوضع الاعتيادي، وعلى افتراض أنّ الأسنان سليمة، الهدف من العلاجات الوقائيّة هو الحفاظ على الأسنان سليمة لفترات أطول وتفادي ظهور المشاكل فيها. في الحالات التي تكون فيها مشكلة قائمة، فإنّ العلاج الوقائي الملائم يضمن عدم تفاقم المشكلة.

ممّا تتكوّن العلاجات الوقائيّة في حالة الأسنان السليمة؟

إذا كانت صحّة الأسنان سليمة، يجب أن تتكوّن العلاجات الوقائيّة من ثلاثة عناصر:

1.  إجراء فحص عام دوري لدى طبيب الأسنان: باستثناء الحالات التي تطرأ فيها أوجاع فجائيّة في الأسنان أو الحالات الاخرى التي تحتاج إلى علاج، يجب زيارة طبيب الأسنان للفحوصات العامة مرّة كلّ نصف سنة. الفحص يجب أن يشمل: صور تشخيصيّة للأسنان، فحص مفصل الفكّ، فحص تجويف الفم، اللسان، الشفتين والحنك. الهدف من الفحص هو اكتشاف المشاكل في مراحل مبكّرة، بحيث يمكن علاجها بصورة أسهل والحفاظ على صحة الأسنان والفم بشكل عام أكثر ما يكون.

2. تنظيف تكلّسات الأسنان: يجب تنظيف تكلّسات الأسنان لدى أخصّائية صحّة الاسنان مرّة كلذ نصف سنة على الأقلّ. الهدف من تنظيف تكلّسات الأسنان هو منع رائحة الفم الكريهة، الناجمة في الكثير من الأحيان عن تراكم التكلّسات على الأسنان، ومنع انحسار (تراجع) اللثة، انحسار العظم وتحرّك الأسنان. كلّ هذه الأعراض قد تنجم عن تراكم التكلّسات وعدم تنظيفها. بالإضافة، التكلّسات قد تغطّي الثقوب في الأسنان، ممّا يصعّب على طبيب الأسنان رؤية هذه الثقوب، كما وأنّها يمكن أن تكون هي المسبّب لهذه الثقوب.

3. العناية اليوميّة: إلى جانب العلاجات التي يجب تلقّيها في عيادة الأسنان، يجب المواظبة على العناية اليوميّة بالأسنان، بما في ذلك: فرك الأسنان مرّتين في اليوم - كلّ صباح قبل تناول وجبة الإفطار وكلّ مساء قبل النوم؛ استعمال سائل تنظيف الفم بعد الفرك وخيط تنظيف الأسنان بعد الوجبات؛ بالإضافة، يجب تنظيف اللسان بفرشاة خاصة للسان كلّ مساء أثناء فرك الأسنان.

 

أيّ علاجات وقائيّة يمكن تلقّيها في حال كانت هناك مشكلة قائمة؟

كما ذكر، عندما تكون هناك مشكلة والمتعالِج يعاني من الأوجاع، أو في الحالات التي تحتاج إلى علاج في إطار الفحص الروتيني لدى طبيب الأسنان، يمكن تقديم بعض العلاجات الوقائيّة من أجل تفادي تفاقم الحالة، وعلى المدى البعيد - للحفاظ قدر الإمكان على الأسنان الطبيعيّة والسليمة.

يتمّ اختيار العلاج الوقائي وفقًا لشدّة المشكلة:

حشو الأسنان (رصرصة): الهدف منها هو علاج الثقوب في الأسنان، أو ما يسمّى باللغة الطبيّة - التسوّس. الثقوب التي لا يتمّ علاجها بالوقت بواسطة الحشو، قد تحتاج لاحقًا إلى علاجات وقائيّة أكثر تعقيدًا، مثل: علاج جذور الأسنان، الجسور او حتى القلع. 

علاج جذور الأسنان: الهدف منها هو وقف تدمير الأسنان بسبب التسوّس، من أجل الحفاظ على الأسنان الطبيعيّة وتجنّب القلع. علاج جذور الأسنان يحافظ أيضًا على صحّة اللثة، لأنّ الجراثيم الموجودة في السنّ قد تسبّب التهابًا في اللثة، نزيفًا في اللثة وما إلى ذلك.

قلع الأسنان: القلع هو إخراج الأسنان التالفة التي لم تعد هناك أيّ إمكانيّة لعلاجها. القلع هو الحلّ الأخير الذي يلجأ له الطبيب - العلاج الوقائي الذي يحتلّ المرتبة الأخيرة. الهدف من قلع الأسنان هو منع التلوّثات التي قد تلحِق أضرارًا بالفكّين وبالأسنان المجاورة. القلع يمنع رائحة الفم الكريهة المنبعثة من السنّ التالفة، ويساعد على الكفّ عن تناول المضادات الحيويّة التي قد يحتاج المتعالِج لتناولها في حالة حدوث تلوّث.

 

لماذا يتجنّب الأشخاص الخضوع للعلاجات الوقائيّة أو لا يواظبون على تطبيق العلاجات؟

في العديد من الأحيان، خلال فحص الأسنان الروتيني، يكتشف طبيب الأسنان أنّ هناك حاجة لعلاج وقائي معيّن، لكن على الرغم من نصيحته بتلقّي هذا العلاج بأسرع وقت ممكن، لا يخضع المتعالِج للعلاج إلى أن يشعر بالأوجاع. من المهمّ جدًا علاج المشكلة فور اكتشافها، وقبل ظهور الأوجاع، لأنّ الشعور بالأوجاع يشير إلى أنّ المشكلة قد تفاقمت وأصبحت في مرحلة متقدّمة. علاج المشكلة قبل ظهور الأوجاع تمنع تفاقم الحالة وتمنع الحاجة للخضوع لعلاج معقّد، غزوي ومكلف.

سبب آخر لتجنّب الخضوع للعلاجات الوقائيّة هو خوف الكثيرين من زيارة طبيب الأسنان. غالبًا ما يكون هذا الخوف ناجمًا عن تجارب علاجيّة صعبة منذ الصِغر، أو بسبب قصص مرعبة يسمعها المتعالِج من الأشخاص الآخرين. في الواقع، لا داعي لكلّ هذا الخوف. بالإضافة، وكما ذكر، فإنّ عدم المواظبة على تلقّي العلاجات الوقائيّة قد يؤدّي إلى تفاقم الحالة وإلى الحاجة للخضوع لعلاجات معقّدة، فلذلك من المفضل التغلّب على هذا الخوف وتلقّي علاجات أسهل، أسرع ولا تسبّب الخوف.

 

ملخّص: علاجات الاسنان الوقائيّة هي أساس الحفاظ على صحّة الأسنان والفم. هذه العلاجات تساعد المتعالج على الحفاظ لفترات أطول على صحة الأسنان والفم، دون ان يحتاج للزراعة أو للأسنان الاصطناعيّة. العلاجات الوقائيّة تحتاج إلى زيارة طبيب الأسنان وأخصّائيّة صحّة الأسنان بشكل دوري، وإلى العناية بصحّة الفم بشكل يومي. إذا طرأت مشكلة ما، يجب تقديم العلاج الوقائي الملائم: حشو الأسنان، علاج جذور الأسنان وفي حالات معيّنة القلع أيضًا.

 

د. آرتور سديكوف، طبيب أسنان يملك خبرة واسعة في علاجات الأسنان التجميليّة، ولديه عيادة خاصة في أشكلون.

موقع zap doctors.

 

17/01/2020