مشاكل الأنف، الأذن والحنجرة. لا تسارعوا لتناول المضادات الحيويّة

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

مشاكل الأنف، الأذن والحنجرة لدى الأطفال والبالغين (سيلان الأنف، الالتهابات والمشاكل الاخرى) هي مشاكل شائعة. في بعض الأحيان، يسارع بعض الأطبّاء لوصف المضادات الحيويّة للمرضى - لكن من المفضّل تجنّبها

مشاكل الأنف، الأذن والحنجرة. لا تسارعوا لتناول المضادات الحيويّة

لماذا تعتبَر المضادات الحيويّة غير ضروريّة؟

المضادات الحيويّة عبارة عن أدوية مضادة للالتهابات وتعالج الجراثيم، بينما في الغالبيّة المطلقة من مشاكل الأنف، الأذن والحنجرة، مصدر المشكلة ليس الالتهاب - بل الضغط على المنطقة (الزائدة الأنفيّة) أو فيروس. المضادات الحيوية لن تحلّ المشكلة - بل وأنّها قد تؤدّي إلى أضرار وتطيل فترة التعافي (بالأخصّ عندما يدور الحديث عن عوامل فيروسيّة، والتي لا تستجيب جيدًا للمضادات الحيويّة).

ما هي أمراض الأنف، الأذن والحنجرة الشائعة لدى الأطفال؟

مشاكل الأنف، الأذن والحنجرة الشائعة لدى الأطفال هي مشاكل شائعة جدًا - وهي تشغل حيّزًا كبيرًا من طبّ الأنف، الأذن والحنجرة (بالأخصّ التهابات الأذنين المتكرّرة وسيلان الأنف المزمن). للأسف الشديد، يسارع أطبّاء الأطفال (تحديدًا) لوصف مضادات حيويّة منذ سنّ صغيرة، دون أن تكون لذلك حاجة أو جدوى. إضافةً لذلك، فائض استخدام المضادات الحيويّة يزيد من خطورة مقاومة الجراثيم للعلاج بالمضادات الحيويّة.

التهابات الأذنين المتكرّرة

العامل الأساسي لالتهابات الأذنين هو تضخّم الزائدة الأنفيّة، والتي تضغط على أنبوبة الأذن وتؤدّي إلى تراكم السوائل وإلى ظهور التهابات متكرّرة في الأذنين.

العلاج السائد في البلاد لهذه المشكلة هو جراحة أنابيب التهوية - وهي جراحة يتمّ فيها فتح جرح صغير في الغشاء الطبلي، تصريف السوائل وإدخال أنبوب لمنع إغلاف الفتحة - وإبقاء التصريف مفتوحًا. بعد الجراحة، من المهمّ جدًا عدم ترطيب الأذن (تدخل المياه إلى الأذن الوسطى وتسبّب الالتهاب). بشكل عام، بعد فترة تتراوح من 7-6 أشهر، واليت تجفّ فيها الأذن من السوائل - يتمّ قذف الأنبوبة خارجًا بشكل تلقائي وينسدّ الثقب لوحده.

برغم نجاعة الجراحة، لا داعي للتسرّع لإدخال الأنبوبة (تحديدًا للأطفال دون جيل سنتين). في العديد من الأحيان، تنكمش الزائدة الأنفيّة مع مرور الوقت - ومن المفضّل التحلّي بالصبر. بعد جيل سنتين، في حال تكرار تراكم السوائل، من المفضّل التفكير في إجراء الجراحة، فقط إذا كان هناك انخفاض أكثر من %40 في القدرة على السمع، أو في الحالات التي تتضخّم فيها الزائدة الأنفيّة كثيرًا - وتشكّل ضغطًا يلزِم بإجراء الجراحة لتصريف السوائل واستئصال الزائدة الأنفيّة. في الحالات الأخرى، من المفضّل علاج المشكلة بواسطة أدوية امتصاص السوائل (مثلًا: سينوفيد).

هناك عامل آخر لالتهاب الأذنين وهو الفيروس، وهو لا يحتاج إلى العلاج - يمكن فقط استخدام الأدوية مثل الأكامول أو الأسبيرين لخفض الحرارة وتسكين الألم.

سيلان الأنف المزمن

في الكثير من الحالات، مصدر سيلان الأنف المزمن هو الزائدة الانفيّة (وأحيانًا على خلفيّة حساسيّة معيّنة). العلاج الوقائي الأفضل هو البقاء في الشمس، من أجل تجفيف السوائل؛ وإذا لزم الأمر - يمكن استخدام بخّاخ مضاد للحساسيّة للأنف.

ماذا بشأن أمراض الأنف، الأذن والحنجرة لدى البالغين؟

المشاكل الأكثر شيوعًا لدى البالغين هي إزاحة حاجز الأنف والبوليبات (انتفاخ المحارات الأنفيّة). فتحات الأنف يجب أن تستوعب الهواء - وإذا كان هناك ما يسدّ مجرى الهواء (مثلًا: حاجز ملتوٍ أو بوليبات)، قد يؤدّي الأمر إلى صعوبة في التنفّس عبر الأنف وإلى التهاب الجيوب الأنفيّة.

  • إزاحة حاجز الأنف - يمكن تقويم الإزاحة بواسطة عمليّة جراحيّة يمكن إجراؤها فقك من جيل 17، وهو الجيل الذي ينتهي فيه النموّ. حتى اليوم، لا يوجد حلّ فعلي لعلاج المشكلة قبل جيل 17 - والعلاج السائد يتمّ بواسطة بخّاخ لتسهيل عمليّة دخول الهواء عبر فتحات الأنف.
  • البوليبات - غالبًا تكون ناجمة عن حساسيّة؛ لذلك يتمّ علاجها بواسطة أقراص مضادّة للحساسيّة. في حالة انتفاخ المحارات الأنفيّة بشكل كبير، يمكن تقديم العلاج بواسطة حرق غشاء الأنف المخاطي الزائد وتصغير المحارات.
  • الشخير والصوبة في النوم - في حالات الشخير، في كلّ جيل، من المفضّل إجراء فحوصات في مختبرات النوم ولدى طبيب مختصّ في الأنف، الأذن والحنجرة من أجل تشخيص مصدر المشكلة - والتحقّق فيما إذا كان الشخير ناجمًا عن إزاحة حاجز الأنف.

    العلاج الأكثر شيوعًا للشخير غير الناجم عن مشاكل الأنف، أو لدى الأولاد دون جيل 17، هو من خلال CPAP (سيباب) يتمّ وضعه أثناء النوم - وهو عبارة عن قناع يعمل على جريان الهواء بشكل يبقي مجاري الهواء مفتوحة أثناء النوم.

ملخّص: على ضوء المذكور أعلاه، وبما أنّه في معظم الحالات ليس هناك تأثير للمضادات الحيويّة على مشاكل الأنف، الأذن والحنجرة - من المفضّل التحقّق من مصدر المشكلة وعلاجها وفقًا لذلك (وعدم التسرّع لتناول المضادات الحيويّة).

د. جدعون بياليستوك هو جرّاح أنف، أذن وحنجرة كبير.

موقع zap doctors

 

 

 

23/05/2020