مشاكل شائعة في مفصل الورك

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

تواجهون صعوبة في الدخول إلى السيّارة والخروج منها؟ ليس بإمكانكم ربط رباط الحذاء دون المعاناة من أوجاع؟ من المحتمل أنّكم تعانون من مشكلة في مفصل الورك. إجراء فحص طبّي مبكّر قد يساعدكم على تفادي العلاجات الغزويّة.

مشاكل شائعة في مفصل الورك
مفصل الورك هو مفصل كروي شكله ـشبه بالهاون والمدقّة، وهو حلقة الوصل بين الحوض والأطراف السفليّة. في أسفل الحوض، يتواجد جزء الورك الذي يستخدَم "كالهاون" - جيب كروي يسمّى الحُقّ، ويتكوّن من التقاء عظام الحوض الثلاث. جزء المفصل المستخدَم "كالمدقّة" هو الجزء العلوي والمستدير من عظمة الورك.
 
تتواجد من حول المفصل غضاريف وأنسجة وظيفتها تليين حركة المفصل، منع الاحتكاك بين أجزائه المختلفة، توسيع مدى حركته والحفاظ على ثباته، تغليفه وحمايته. المفصل محاط ومقوًّى من خلال أربطة تعمل على تقويته، تحافظ على ثباته وتحسّن من تماسكه بعظمة الورك. بالإضافة، المفصل محاط بالأوعية الدمويّة والأعصاب وبعضلات مختلفة مسؤولة عن حركة الانحناء وتمدّد الورك، وبعضلات مقرِّبة ومبعِّدة وعضلات تمكّن الورك من الحركة الدورانيّة.
 
ما هي وظائف مفصل الورك؟
توسيع مدرى حركة القدم بشكل أكبر؛
منح الثبات للجسم؛
التغلّب على الضغط ونقله من القسم العلوي للجسم إلى القدمين وكفّات الأرجل.
 
ماذا يمكن أن يدلّ على وجود مشكلة في مفصل الورك؟
مشاكل مفضل الورك تنعكس بالأساس من خلال أوجاع. بالإضافة إلى الأوجاع في منطقة الورك نفسها، قد تكون هناك أوجاع طفيفة في كلّ الورك، في منطقة الركبة، الفخذ، المؤخّرة والخاصرتين. لا يمكن دائمًا تحديد موضع الأوجاع الدقيق، لكن في العديد من الأحيان يمكن أن تظهر الاوجاع من بعد الجلوس لفترات متواصلة، الانتقال من وضعيّة الجلوس لوضعيّة الوقوف بالأخصّ عند الخروج من السيّارة أو الدخول إليها، عند صعود الأدراج، عند الانحناء باتّجاه كفّات الأرجل وما إلى ذلك. في بعض الحالات، قد يعاني الشخص من قيود حركيّة كبيرة، من صعوبة في تأدية حركات معيّنة (القفز، الركض وحتى المشي)، من صعوبة في الجلوس المتواصل أو الانحناء، أو وضع رجل على رجل وما إلى ذلك.
 
ما هي العوامل الأكثر شيوعًا لحدوث مشاكل في مفصل الورك؟
هناك مشاكل عديدة قد تضرّ بأداء مفصل الورك بشكل سليم. مع التقدّم في السنّ، تزداد هذه المشاكل ويزداد احتمال ظهورها أيضًا. المشكلة الأكثر شيوعًا في جيل كبير هي تآكل غضروف المفصل، وتسمّى أيضًا الفصال العظمي (Osteoarthritis)، إلا أنّ تآكل الغضروف قد يحدث أيضًا في جيل صغير، وذلك بسبب التهابات قد تؤدّي إلى تفكّك الغضروف أو بسبب مشاكل بنيويّة خلقيّة في المفصل. قد تحدث المشاكل في مفصل الورك أيضًا بسبب نشاط جسماني مكثّف أو بسبب صدمة، وقد تنعكس من خلال ظهور مشاكل مثل: التهابات في المفصل وتمزّقات في العضلات أو في الأربطة المحيطة بالمفصل.
هل يمكن علاج مشاكل مفصل الورك؟
تتوفّر علاجات كثيرة لعلاج المشاكل المختلفة في مفصل الورك. تتمّ ملاءَمة العلاج للمتعالِج وفقًا لنوع المشكلة، شدّة الأوجاع التي يعاني منها المتعالِج ومستوى تقييد الحركة الذي تسببّه المشكلة ومدى ضررها بجودة الحياة. في الحالات البسيطة، يُنصَح المتعالِج بأخذ قسط من الراحة، تبريد او تسخين المنطقة، العلاج الطبيعي أو اللجوء إلى العلاجات البديلة (العلاج بالمنعكسات-رفلكسولوجيا، الوخز الصيني وما إلى ذلك). إذا لزم الأمر، ولتخفيف الأوجاع ووقف الالتهابات، يمكن تلقّي علاج دوائي أو حقن مواد ستيرويديّة. يستحسن الخضوع لفحص طبّي عند ظهور أوجاع أو تقييدات حركيّة، وذلك لتفادي تفاقم المشكلة وتجنّب اللجوء إلى العلاجات الغزويّة.
متى تكون هناك حاجة لعمليّة جراحيّة؟
العمليّات الجراحيّة الشائعة لعلاج مشاكل مفصل الورك هي عمليّة استبدال المفصل وعمليّة لحم الوتر أو العضلة المتمزّقة. ينصَح بإجراء عمليّة استبدال المفصل في حال وجود تآكل شديد في الغضروف، وفي حال لم تساعد العلاجات الوقائيّة على تخفيف الأوجاع أو علاج التقييد الحركي أو على تحسين جودة حياة المتعالِج. هناك طرق مختلفة لإجراء الجراحة. يمكن استبدال المفصل بشكل جزئي أو كلّي. نسب نجاح العمليّات الجراحيّة جيّدة جدًا، إذ يمكن من بعدها العودة إلى الروتين وهي تحسّن كثيرًا من مدى الحركة. يُنصَح بإجراء جراحة للحم الأنسجة أو العضلة المتمزّقة فقط بعد فشل العلاج الوقائي في حلّ المشكلة، بحيث أنّ درجة تخفيف الأوجاع وتحسين مدى الحركة لدى المتعالِج يتعلّقان بشدّة التمزّق. إذا كان الحديث يدور عن تمزّق كبير، فالعمليّة الجراحيّة أيضًا لا تضمن التحام التمزّق بشكل كامل. لذلك، قد يستمرّ ظهور الأوجاع أو التقييدات الحركيّة إلى حدّ ما لدى المتعالِج.
 
ما هو علاج PRP؟ كيف يساعد علاج PRP على علاج مشاكل مفصل الورك؟
هناك إمكانيّة أخرى من العلاج الوقايئي، إذ يمكن تلقّي هذا العلاج قبل إجراء الجراحة، وهي علاج يسمّى PRP، وهو علاج يشمل حقن بلازما غنيّة بالصفائح الدمويّة والزلاليّات، والتي يتمّ استخلاصها من دم المتعالِج نفسه. هذه الطريقة العلاجيّة تشبه عمليّة تعافي الجسم بشكل طبيعي، من خلال الصفائح الدمويّة والزلاليّات المختلفة. عمليًا، يتمّ من خلال هذه الطريقة أخذ عيّنة دم من جسم المتعالِج واستخلاص تركيز كبير من الصفائح الدمويّة والزلاليّات منها، وذلك لتسريع وتنشيط عمليّة التعافي الطبيعيّة للجسم.
هذا العلاج لا يسبّب الأوجاع. يمكن إجراؤه عدّة مرّات وفقًا للحاجة وليست له أعراض جانبيّة، وذلك لأنّ المادّة التي يتمّ حقنها إلى الجسم مستخلَصة من دم المتعالِج نفسه. يمكن استخدام حقن PRP في حالات وجود التهاب في المفصل، تمزّق في الأربطة، تآكل الغضروف وغيرها. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا العلاج غير مشمول ضمن سلّة الخدمات الصحيّة، ويمكن إجراؤه بشكل خاص فقط.
ملخّص: هناك مشاكل عديدة في مفصل الورك، والتي قد تؤدّي إلى أوجاع وإلى مواجهة صعوبة في تأدية الحركات الروتينيّة البسيطة. تشخيص المشكلة التي تسبّب الأوجاع وتقييدات الحركة بشكل مبكّر، يساعد في العديد من الحالات على تخفيف حدّة المشكلة، بل وقد يساعد على حلّها أيضًا من خلال تلقّي علاجات وقائيّة فقط - أقراص/حقن، علاج طبيعي، علاجات بديلة وما إلى ذلك. في الحالات الشديدة، والتي يفشل فيها العلاج الوقائي في تخفيف حدّة المشكلة أو في حلّها، قد يُنصَح بإجراء عمليّة جراحيّة وفقًا للمشكلة التي يعاني منها المتعالِج.
د. سميون كرسنيانسكي هو طبيب كبير، أخصّائي عظام.
موقع zap doctors.
 
15/06/2020