نصائح لمريض السكري خلال شهر رمضان

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

الدكتور زهدي اغبارية، اختصاصي أمراض السكري والغدد الصماء، واختصاصي أمراض باطنية وطب العائلة: "يتوجب على مريض السكري الذي ينوي صوم شهر رمضان مراجعة الطبيب قبل حلوله بـ 4 - 6 أسابيع للحصول على الاستشارة اللازمة. بالامكان خلال شهر رمضان المبارك استخدام العلاجات والأدوية التي لا تسبب انخفاض نسبة السكر بالدم مثل الانسولينات طويلة الأمد الانكرينات وغيرها من أدوية آمنة أخرى وكثيرة التي ادخلت للسوق مؤخرا"

نصائح لمريض السكري خلال شهر رمضان

شهر رمضان الفضيل على الأبواب، ويرغب كثيرون من مرضى السكري صوم الشهر الفضيل، لكن يتوجب عليهم اتباع تدابير خاصة. للحديث عن هذا الموضوع التقينا الدكتور زهدي اغبارية، اختصاصي أمراض السكري والغدد الصماء، واختصاصي أمراض باطنية وطب العائلة، ودار معه هذا الحوار..

هل توجد إحصائيات حول صيام مرضى السكري لشهر رمضان المبارك؟

"أظهرت الاستطلاعات التي تتعلق بصيام شهر رمضان المبارك وشملت 13  دوله  اسلامية ، ان نحو %79 من مرضى السكري من النوع الثاني يصومون على الأقل 15 يوما في شهر رمضان، ونسبة مرضى السكري من النوع الأول التي تصوم الشهر الفضيل تصل حتى 41 بالمئة، فمن حق مرضى السكري ان يصوموا ويجب توفير العلاجات الآمنة والمناسبة لهم، والحديث هنا عن حوالي 100  مليون  مسلم حول العالم والمصابين بالسكري ويرغبون بالصيام، لذلك يحق لهم الصيام  شرط دون إلحاق الضرر بصحتهم".

الدكتور زهدي اغبارية، اختصاصي أمراض السكري: "يتوجب على مريض السكري الذي ينوي صوم شهر رمضان مراجعة الطبيب قبل حلوله بـ 4 - 6 أسابيع للحصول على الاستشارة اللازمة.

ما هي المخاطر التي قد تواجه مرضى السكري خلال الصيام؟

"معروف ان شهر رمضان الفضيل يحل علينا في فترة من السنة تكون فيها ساعات الصيام طويلة وحارة، اي حوالي 16 ساعة من الصوم، وهذه ساعات طويلة بالنسبة لمرضى السكري، ونخشى من حدوث انخفاض مفاجئ في نسة السكر بالدم – الهيبوجليكيميا ، ونخشى كذلك من انعكاسات عدم تناول الدواء في الوقت المناسب، أو ارتفاع مستوى السكر الهيبرجليكيميا ونخشى من الحموضة في الدم ، الجفاف، وفي النهاية قد تسبب هذه الأمور في الدماغ أو الأوعية الدموية.

 

ونحن على أعتاب الشهر الفضيل، ما هي النصائح التي يجب اتباعها؟

"يتوجب على كل مريض سكري يريد صيام شهر رمضان وقبل حلوله بنحو 6-4 اسابيع ان يتوجه إلى الطبيب للحصول على الاستشارة اللازمة لصيام شهر رمضان ولمعرفة ما هي الامور والتعليمات التي عليه القيام بها، حيث يتوجب على الطاقم الطبي ان يستفسر من المريض عن موازنة السكر، أخذ الدواء بانتظام، فحوصات الدم الأخيرة التي أجراها، مستوى انتظام السكر، معرفة كيف كان صيامه في السنوات السابقة، الاستفسار عن الأمراض الأخرى التي يعاني منها المريض ان وجدت، وبعد ذلك على الطاقم الطبي تصنيف المرضى ضمن مجموعات من حيث خطورة الصيام: خطورة عالية جدا، عالية، متوسطة، ضئيلة جدا. صيام المريض الذي لا توجد خطورة ضئيلة من صومه او خطورة متوسطة، ممكن ان يصوم شهر رمضان، لا بل على العكس علينا ان نشجعه على الصيام، أما من يعاني من خطورة عالية جدا، عالية فيجوز له الافطار وفق الشريعة الاسلامية".

 

لكن توجد مجموعة مرضى تصر على الصيام رغم وضعها الصحي، ماذا يمكن القيام به في هذه الحالات؟

"على مريض السكري هنا الاحتياط وان يستشير الطبيب، حيث توجد إمكانية لاستبدال الأدوية بأدوية أخرى ناجعة أكثر وتساعده على الصيام، وأدوية لا تسبب انخفاض مستوى السكر في الدم خلال شهر رمضان، او تحديد الجرعات ووقت تناولها عند السحور وعند الإفطار، وتناول نفس كميات الطعام عند السحور وعند الافطار، فلا يجب مثلا تناول وجبة الافطار والاثقال فيها وعدم تناول السحور. من المهم ان نشرح متى يسمح للشخص القيام بالتمارين، ومتى لا يجوز له بذل مجهود خلال ساعات الصيام، فهناك مرضى مثلا يقومون بتمارين ونشاطات رياضية قبل ساعة من الافطار وهذا خطأ، وينصح بالقيام بهذه النشاطات ساعتين من بعد الافطار، أي بعد صلاة التراويح، لكن خلال الصيام لا يجب القيام فيها، الامر الثاني المهم هو كميات الغذاءونوع الطعام وخاصه الغنيه بالالياف، فلا يجب تناول كميات كبيرة من الطعام عند الإفطار خاصة انه توجد ساعات طويلة نسبيا بين الافطار والسحور، كما يجب تشجيع مرضى السكري على تناول الماء وليس المشروبات الغازية، كما يتوجب فحص نسبة السكر بالدم خلال ساعات الصيام وخصوصا في الايام الاولى من الشهر، وإجراء هذا الفحص جائز ولا يؤدي الى افطار الصائم كما يعتقد البعض، حيث يتوجب على مريض السكري من النوع الاول او المصنف في مجموعات الخطر ان يقيس نسبة السكر بالدم خلال ساعات الصيام   6 – 7 مرات في اليوم، ومريض السكري من النوع الثاني  بدرجات خطورة قليلة عليه ان يقيس السكر مرة او مرتين في اليوم، وان كانت نسبة السكر فوق 300 او أقل من 70 فيجب أن يفطر، حيث لا يصح صحيا ولا دينيا ان يستمر بالصيام، ومن تتراوح نسبة السكر لديه بين 70 – 90، عليه اجراء فحص آخر بعد ساعة، حتى وان بقي وقت قليل لحلول وقت الافطار، وان أشار الفحص الى هبوط في نسبة السكر، فيجب عليه ان يفطر، كذلك ان بيّن الفحص مثلا ان نسبة السكر 100 – 110 لكن  شعر الشخص بعلامات هبوط السكر، كالتعب، الارهاق، عدم التركيز، نبضاد قلب سريعة، رعشة، رؤية غير واضحة وغيرها، فلا حرج من ان يفطر، وذلك بقوله تعالى: "مَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".

 يجب ان نتذكر انه لا يجب الاسراف في شهر رمضان المبارك ولا يجب المبالغة في تناول الطعام والحلويات وغيرها، حيث ان ادخال كميات كبيرة من الطعام والحلويات تؤدي الى رفع نسبة السكر بالدم وكذلك تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية يؤدي الى السمنة، وفي الوسط العربي يزيد وزن حوالي %37 ممن يصوموا شهر رمضان، علما انه يجب ان يحدث العكس وينقص الصائمون من أوزانهم، يجب ان نتذكر قول الله تعالى: "وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".

وبنفس الوقت لا يجب ورغم الوضع الصحي للمرضى عدم التقيّد بتعليمات الطبيب، اذ تم اجراء بحث في انجلترا خلاله قاموا بجمع عدد من الاشخاص ممن ينوون الصيام وقدموا لهم نصائح وإرشادات حول الصيام، أخذ الدواء، مواعيد أخذ الدواء، الإفطار، السحور، توعية حول الانسولين وغيرها، ووجدوا ان الاشخاص الذين حصلوا على النصائح والارشادات واتبعوها انخفضت لديهم الأحداث والمضاعفات المرافقة مثل انخفاض نسبة السكر بالدم، ومن صاموا دون الحصول على التعليمات والارشادات، ارتفعت لديهم نسبة السكر بالدم، وهذا يشير الى ان من يتبع التوصيات ويسير وفقها يصل الى موازنة أكبر ويعاني  اقل مضاعفات".  

 

لماذا على مريض السكري ان يفطر ان كان مستوى السكر في الدم مرتفعا؟

"عندما ترتفع نسبة السكر في الدم فوق الـ 300، تزداد نسبة لزوجة الدم، ويصبح تدفق الدم بطيئا، وكلما كان تدفق الدم بطيئا أكثر تزداد القابلية لحدوث الجلطات في الأوعية الدموية، الدماغ، القلب، الرئة، وفي هذا السياق ينصح بتناول الانسولينات طويلة الأمد التي تعمل لساعات طويلة مثل التوجيو، لانتوس و تريجلوديك، وعند استعمال هذه الانسولينات ايضا تقل خطورة حدوث حموضة في الدم، لذلك بالامكان تغيير نوع الانسولين واستعمال هذه الأنواع طبعا بتوصية من الطبيب وبعد استشارته".

14/04/2018