البواسير : اعراض، درجات وعلاج

البواسير : اعراض، درجات وعلاج

البواسير (Hemorrhoids) هي أوردة متضخمة أو منتفخة مترهلة وبارزة في القسم الأخير من المستقيم تؤدي للألم، النزيف أو عدم الراحة. يمكن أن تبقى البواسير في المستقيم أو تخرج الى فتحة الشرج.

في نهاية المستقيم يوجد مجموعتين من الأوردة:

  • الداخلية: وهي داخل المستقيم وأعلى من الأوردة الخارجية.
  • الخارجية: وهي في نهاية المستقيم وتقترب للشرج.

قد تظهر البواسير من مجموعتي الأوردة وتختلف فيما بينها بالأعراض والعلاج. وظيفة الأوردة هو المساعدة على التحكم بخروج البراز، وفي حال وجود البواسير تتضرر هذه الوظيفة.

البواسير منتشرة جداً وهي أحد الحالات الأكثر شيوعاً. تُقدر الاحصائيات بأن البواسير تُصيب أكثر من مليون شخص عالمياً في السنة، ونسبة الانتشار حوالي 4%. تصيب البواسير النساء كما الرجال، وقد تحدث لدى البالغين في أي جيل، الا أنها منتشرة أكثر مع تقدم السن. 

البواسير الداخلية والخارجية
البواسير الداخلية والخارجية

لا يُعرف سبب محدد للبواسير. رغم ذلك يمكن القول أن البواسير تظهر نتيجةً لعدة عوامل تضعف المبنى المتماسك في المستقيم وتؤدي الى تضخم الأوردة وترهلها وظهور البواسير.

عدة عوامل قد تعمل على هذا الأمر وهي:

  • الجيل: ان تقدم في السن يُضعف تماسك الأنسجة وقد يؤدي الى ظهور البواسير. تنتشر البواسير عند سن ال 45-65، وهي نادرة قبل جيل ال 20 سنة.
  • الولادة: خلال الولادة يوجد ضغط هائل في منطقة الحوض والمستقيم. ربما عدة ولادات قد تضعف الأنسجة التي تحيط الأوردة وتؤدي الى ظهور البواسير بعد عدة سنين.
  • الوزن الزائد.
  • الخروج غير المنتظم: يؤدي الخروج غير المنتظم أو الخروج المصحوب بجهد شديد للضرر للأنسجة والأوردة. اذا ما استمر الحال، يؤدي الأمر للبواسير.
  • عوامل أخرى تزيد من الضغط على الأوردة: أو في الحوض وتؤدي لتضخم الأوردة وظهور البواسير: الجلوس المستمر، أورام في الحوض أو في الجهاز التناسلي، الهضمي أو البولي، الامساك.

أبرز أعراض البواسير هي:

  • نزف من المستقيم (Rectal Bleeding): غالباً ما يكون النزيف قليل الكمية، غير مؤلم، أحمر اللون ويظهر في المرحاض أو على ورق التواليت. رغم أن كمية النزيف قليلة الا أن الأمر يكفي لكي يقلق المريض. نادراً ما تؤدي البواسير الى نزيف بكمية كبيرة يُشكل الخطر، ونادراً ما يؤدي النزيف الى فقر الدم. رغم أن البواسير هي سبب شائع جداً للنزيف من الجهاز الهضمي، الا أن هناك أسباب أخرى ذو أهمية كأورام القولون. لذا يجب عدم الاستخفاف بوجود نزيف والتوجه للطبيب حالاً.
  • تسرب البراز: اذا ما استمرت البواسير وتقدمت، قد تتدلى وتؤدي الى تسرب البراز مما يسبب ازعاجات في نظافة فتحة الشرج.
  • الحكة: الحكة في فتحة الشرج يشعر بها المريض نتيجةً لتدلي البواسير وتسرب البراز.
  • الألم في فتحة الشرج: غالباً تسبب البواسير عدم الراحة والمضايقة في فتحة الشرج أكثر من الألم، الا أنه قد تؤلم ويكون عندها الألم في فتحة الشرج ومصحوباً بالحكة. في حالات معينة، يكون الألم حاداً وشديداً ويمنع المريض من الجلوس جيداً. هذه الحالات خطرة ويجب معالجتها فوراً وهي:
    • في حال اختناق الباسور، وخاصةً في البواسير الداخلية. اختناق الباسور (Strangulation) هي حالة يلتف فيها الباسور بشكل غير سليم حول نفسه مما يؤدي لضغط على الأوعية الدموية. بذلك يعاني الباسور من اقفار الدم وفي ذلك خطورة ويجب علاجه فوراً.
    • في حال الجلطة في الباسور، خاصةً في البواسير الخارجية. جلطة في الباسور (Thrombosis) هي حالة يتخثر فيها الدم داخل الأوعية الدموية في الباسور. يؤدي الألمر الى ألم حاد وشديد ويتطلب العلاج الفوري.

علامات البواسير هي:

  • تدلي الباسور: يمكن أن يتدلى الباسور الى خارج فتحة الشرج. يمكن للمريض أن يلاحظ ذلك أو لا، كما أن الطبيب يستطيع ملاحظة الأمر خلال الفحص الجسدي، وتبرز البواسير أثناء الضغط.
  • قلة النظافة في فتحة الشرج: تبرز بسبب تدلي البواسير وتسرب البراز ويمكن ملاحظة الأمر خلال الفحص الجسدي.
  • جلطة في الباسور: يمكن ملاحظة جلطة في الباسور أو اختناق الباسور.

تُصنف البواسير وفقاً لمصدرها، حيث أن:

  1. البواسير الخارجية (External Hemorrhoids): هي البواسير التي تظهر من مجموعة الأوردة الخارجية. تؤدي غالباً لعدم الراحة وعسر النظافة، الحكة والجلطة.
  2. البواسير الداخلية (Internal Hemorrhoids): هي البواسير التي تظهر من مجموعة الأوردة الداخلية. للبواسير الداخلية تصنيف خاص وفقاً للأعراض التي تظهر. تؤدي للنزيف، تسرب البراز وعسر النظافة، التدلي، والألم عند اختناق الباسور.

نظراً لاختلاف مصدر البواسير، فان أعراضها وعلاجها قد يختلف أيضاً. قد تظهر جميع الأعراض في كل صنف من البواسير، الا أن الأعراض المذكورة أعلاه لكل صنف أكثر شيوعاً.

تصنيف البواسير الداخلية

تُصنف البواسير الداخلية وفقاً للأعراض وحدتها. يختلف العلاج المطلوب أيضاً وفقاً لدرجة البواسير الداخلية:

درجة البواسير الداخلية

الأعراض والعلامات

العلاج

الأولى

النزيف

تبقى في المستقيم

العلاج التحفظي

الثانية

تتدلى عند الشرج لكنه تعود عفوياً

تؤدي للنزيف

تؤدي لتسرب البراز

العلاج التحفظي

ربط بالشريط المطاطي

المعالجة بالتصليب

الثالثة

تتدلى عند فتحة الشرج ولكنها تتطلب الاعادة باليد

تؤدي للنزيف

تؤدي لتسرب البراز

العلاج التحفظي

ربط بالشريط المطاطي

استئصال الباسور

الرابعة

تتدلى بشكل دائم ولا يمكن اعادتها الا بالعلاج.

يمكن أن يكون باسور مختنق

استئصال الباسور

استئصال مُستعجل اذا كان الباسور مخنتقاً العلاج التحفظي

 

تصنيف درجات البواسير الداخلية
تصنيف درجات البواسير الداخلية

التاريخ المرضي والفحص الجسدي هي الطرق الأفضل لتشخيص البواسير. قد يحتاج الطبيب لبعض الاختبارات.

يمكن من خلال التاريخ المرضي ملاحظة تلائم أعراض المريض مع البواسير. الفحص الجسدي يكون مركزاً في فحص الشرج، وخلاله ينظر الطبيب للشرج ليلاحظ وجود البواسير، الجلطة أو أمور أخرى.

تكون البواسير ككتلة متدلية من فتحة الشرج. تبرز البواسير عند الضغط، لذا قد يطلب الطبيب من المريض الضغط على نفسه كأنه يُخرج البراز وعندها تبرز البواسير.

كما انه من الممكن تحديد درجة الباسور الداخلي خلال الفحص الجسدي. قد يحتاج الطبيب الى ادخال اصبعه في فتحة الشرج لفحص المستقيم، هذا جزء من الفحص الجسدي ولا يؤلم ويساعد الطبيب على التشخيص.

اذا وجد نزيف قد يستعين الطبيب بالاختبارات التالية:

  • تنظير الشرج (Anoscopy): فحص يُدخل فيه منظار صغير للشرج، والهدف منه هو استبعاد سبب اخر للنزيف والتحقق من وجود بواسير. يُستخدم الفحص أيضاً عند وجود بواسير داخلية غير متدلية، ويمكن رؤيتها بواسطته.
  • تنظير القولون (Colonoscopy): أي ناظور يُدخل للقولون بجيمع أجزائه. يُستخدم لاستبعاد سبب اخر للنزيف، خاصةً لدى المرضى كبار السن فوق جيل ال 50، للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى كأورام القولون.

يتقسم علاج البواسير لثلاثة مراحل:

  1. العلاج التحفظي

يُستخدم العلاج التحفظي في جميع حالات البواسير، دون علاقة لنوعها أو درجتها. يشمل العلاج التحفظي:

  1. الحفاظ على النظافة.
  2. تجنب الخروج القوي والمفاجئ.
  3. زيادة الألياف للتغذية.
  4. تليين الخروج.

يُساعد العلاج التحفظي في الحالات الطفيفة التي تؤدي للنزيف الغير مؤلم، دون أية أعراض أو علامات أخرى.

  • الألياف

توجد أهمية كبيرة لعلاج البواسير بالألياف، وتكمن أهمية الألياف في جعل البراز أكبر حجماً وأكثر ليونةً مما يقلل من الاصابات التي قد يتلقاها الشرج والباسور من البراز.

تليين البراز يمنع الامساك، ويمنع الضغط الزائد في منطقة الشرج، مما يُسهل على الخروج وبذلك يتم تجنب بواسير جديدة. توجد الألياف في الخضار والفواكه، ويُنصح بتناول 20-35 غم في اليوم على الأقل.

توجد أدوية تحوي الألياف ويمكن تناولها أيضاً مثل بزر القطوناء (Psyllium) أو ميثيل سيلولوز (methylcellulose). تعمل جميع هذه الأدوية على امتصاص المياه الى داخل الجهاز الهضمي، مما يزيد من حجم البراز وبذلك يُضخم البراز ويلينه.

قد تبرز بعض الأعراض الجانبية للألياف مثل الغازات، لذا من المفضل البدء بكمية قليلة من الألياف وزيادتها تدريجياً لتجنب الأعراض الجانبية.

  • الأدوية الملينة

الأدوية الملينة هي الأدوية التي تلين البراز وتؤدي للاسهال. تُستخدم لعلاج الامساك لأن الأخير قد يؤدي للمزيد من البواسير.

  • الأدوية المخففة للألم

تُستعمل بعض الأدوية كمرهم موقعي لتخفيف الألم والانتفاخ الناتج من البواسير. تشمل هذه الأدوية الكورتيزون وهو نوع من الستيرويد. لا يجب تناول هذه الأدوية لأكثر من أسبوع لأنها تؤدي لأعراض جانبية.

  • حمام المقعدة (Sitz Bath)

حمام المقعدة هو عبارة عن حمامات صغيرة للشرج تُملأ بالماء الساخن وتُستخدم يومياً لمدة 15-20 دقيقة لعدة مرات في اليوم. هدف حمام المقعدة هو تسخين منطقة الشرج وبذلك يتم زيادة جريان الدم للشرج، كما أن الأمر يؤدي لاسترخاء المصرة الشرجية الداخلية وبذلك يُساعد على البواسير.

يتوفر حمام المقعدة في الصيدليات والمتاجر.

  1. الاجراءات الجراحية

الاجراءات الجراحية هي المرحلة الثانية من العلاج وتُستخدم عند تدلي البواسير، الألم أو تكرر البواسير.

كما أنها تُستخدم عند فشل العلاج التحفظي. توجد العديد من الجراءات، وهي اجراءات بسيطة يمكن اجراءها في العيادة دون الحاجة للتخدير أو غرفة عمليات.

الاجراءات ناجعة جداً وذو نسبة نجاح عالية. تُستعمل الاجراءات للبواسير الداخلية من الدرجة الثانية أو الثالثة فقط.

  • العلاج بالتصليب (Sclerotherapy): خلال العلاج بالتصليب يتم حقن البواسير بمادة معينة تؤدي الى تفكك الأنسجة حول البواسير وتشكيل الندبة (Scar) مكانها. يؤدي الأمر الى الشفاء من البواسير، الا أن هذه الطريقة غير ناجعة كثيراً.
  • الكي الحراري (Couagulation): ويمكن استخدام الأشعة تحت الحمراء، الحرارة أو الليزر. جميع هذه الوسائل تولد طاقة يمكن استخدامها لكي البواسير وازالتها.
  • الربط بالشريط المطاطي (Rubber Band Ligation): الاجراء الأفضل والأكثر استخداماً. تُقدر نسبة نجاحه ب 70-80%. خلال الاجراء يتم ربط الباسور بشريط مطاطي عبر جهاز خاص. يؤدي الأمر الى وقف جريان الدم واضعافه وبذلك يتقلص الباسور ويُشفى. يمكن اعادة الاجراء مرات أخرى تبعاً لعدد البواسير الموجود. مضاعفات اجراء الربط بالشريط المطاطي هي: النزيف، العدوى والالتهاب في الشرج، الألم، الجلطة في بواسير أخرى. غالب هذه المضاعفات نادرة الحدوث.


علاج البواسير:  الربط بالشريط المطاطي
علاج البواسير: الربط بالشريط المطاطي

  1. العمليات الجراحية

العمليات الجراحية هي الطريقة الأخيرة التي يمكن علاج البواسير بها.

هي الطريقة الأكثر نجاعةً، ونسبة نجاحها تُقدر بحوالي 95%. خلال العملية يتم استئصال البواسير (Hemorrhoidectomy) ، ويمكن فعل ذلك بعدة طرق وبعدة أجهزة. تختلف الطرق التي يستخدمها الأطباء ولكل طبيب أو مركز جراحي طرقه المفضلة.

غالباً يتم استئصال الباسور ومن ثم اغلاق الجرح الناتج من ذلك. خلال أقل من أسبوعين يعود المريض للحياة الطبيعية.

تُجرى العمليات الجراحية لاستئصال البواسير في حالات معينة وهي:

  • فشل العلاج التحفظي.
  • البواسير الداخلية من الدرجة الثالثة والرابعة.
  • بواسير خارجية مؤلمة، أو مصحوبة بجلطة.
  • وجود بواسير بالاضافة الى شق شرجي أو قرح.
  • وجود البواسير الداخلية والخارجية سويةً.

مضاعفات العمليات الجراحية:

أغلب المضاعفات قليلة الحدوث، والعمليات الجراحية امنة بشكل عام. كما أن بعض المضاعفات قد تحدث بعد العملية وتختفي بعد مرور أيام أو أسابيع. رغم ذلك من المهم معرفة المضاعفات لأن بعضها ليس هيناً. أهم المضاعفات هي:

  1. العدوى: وتؤدي لالتهاب في الشرج.
  2. تضيق الشرج: يؤدي للامساك.
  3. احتباس البول (Urinary Retention): وهو شائع نسبياً ويكون نتيجة للألم بعد العملية، الا أنه يزول خلال عدة أيام.
  4. النزيف: نادر الحدوث لكن من المهم تشخيصه اذا ما ظهر لأنه قد يشكل خطراً.
  5. الألم في الشرج: غالباً لا يستمر لأكثر من ساعات أو أيام وثم يختفي.
  6. سلس البراز: نتيجة لضر للمصرة الشرجية الداخلية.

علاج البواسير الخارجية

غالباً يكفي العلاج التحفظي لعلاج البواسير الخارجية. في حال فشل العلاج التحفظي أو عند ظهور الجلطة، فان البواسير الخارجية تحتاج لاجراء عملية جراحية لاستئصالها.

26/06/2012