الحمل: فحوصات من المهمّ إجراؤها

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

أيّ فحوصات يجب إجراؤها حتى قبل مرحلة الحمل؟ ماذا يجب معرفته عن فحص الأعضاء المبكّر والمتأخّر؟ ومتى يجب فعلًا إجراء فحص السائل السلوي؟ دليل فحوصات خاص

الحمل: فحوصات من المهمّ إجراؤها

استعدادًا للحمل، يستحسن إجراء فحوصات وراثيّة مسبقة. يمكن للزوجين إجراء هذه الفحوصات، وذلك وفقًا لانتمائهم الديني - بحسب توصيات اتّحاد أخصائيّين الأمراض الوراثيّة في البلاد. يتمّ تحديث قائمة الفحوصات بين الحين والآخر، وفقًا لاكتشاف جينات جديدة. لذلك، من المهمّ أن تقوم النساء اللواتي يخطّطن للحمل، لكنهنّ أجرين فحوصات وراثيّة في حمل سابق، بالاطلاع على التجديدات التي تطرأ على الفحوصات الوراثيّة قبل كلّ حمل جديد.

ماذا تفحص الفحوصات الوراثيّة قبل الحمل؟

الفحص الوراثي تهدف إلى اكتشاف حِمل أمراض وراثيّة. غالبًا ما يدور الحديث عن أمراض صعبة ليس لها علاج، والتي لا يمكن اكتشافها خلال فحوصات متابعة الحمل الروتينيّة، إنّما بعد الولادة فقط؛ يمكن اكتشاف هذه الأمراض من خلال فحص دم بسيط.

أيّ فحوصات أخرى يجب إجراؤها قبل الحمل؟

هناك أهميّة كبيرة لفحص حالة الحصانة من الأمراض التي قد تكون خطرة أثناء الحمل، مثل الحصبة أو جدري الماء. وذلك من أجل تلقّي التطعيم لهذه الأمراض قبل قبل الدخول للحمل.

كما وأنّ هناك أهميّة كبيرة لإجراء فحوصات روتينيّة بشكل منتظم لدى طبيب النساء قبل الحمل، بما في ذلك فحص لطاخة عنق الرحم (PAP) والاكتشاف المبكّر للعوامل الجسمانيّة أو الحالات النفسيّة التي قد تؤثّر على صحّة المرأة أثناء الحمل.

فيما يتعلّق بالحالة الصحيّة العامة، من المفضّل تحويل النساء اللواتي يخطّطن للحمل إلى طبيب العائلة؛ أو بدلًا من ذلك: إجراء فحوصات عامة أخرى في إطار زيارة طبيب النساء، مثل: تعداد الدم، حالة الغدد الدرقيّة، فحص السكّر أثناء الصيام، نقص في الفيتامين D، حالة أداء الكلى والكبد، فحص ضغط الدم، فحص السكّر، فحص الكولسترول وفحص BMI. إذا تبيّن أنّ الحالة الحيّة العامة لست سليمة، يجب التحقّق من الأمر قبل الدخول للحمل ويجب تلقّي علاج شامل، وذلك لأنّ الأمراض العامة قد تتفاقم أثناء الحمل وقد تعرّض حياة الأم والجنين للخطر.

أيّ فحوصات يجب إجراؤها خلال الثلث الأوّل من الحمل؟

أوّلًا، يتمّ إجراء فحص الكشف عن الحمل بواسطة فحص بول بيتي، أو بواسطة فحص موثوق أكثر: فحص دم (BHCG). إذا كانت نتيجة الفحص إيجابيّة، يجب تنسيق موعد لفحص شامل لدى طبيب النساء المعالج. في الأسبوع السادس من الحمل تقريبًا، تخضع المرأة لفحص أمواج فوق صوتيّة (اولتراساوند) والتي يتمّ فيها التأكّد من وجود الحمل، سلامته ومكانه. في غالبيّة الأحيان، يمكن بواسطة هذا الفحص التأكّد من وجود نبض للجنين؛ وبالتالي تحديد حجمه وجيل الحمل بشكل نهائي. بالإضافة، هذا الفحص يمكّن الطبيب من معرفة ما إذا كان الحمل خارج الرحم أم بداخله.

في هذا اللقاء لدى طبيب النساء، يُطلَب من المرأة إجراء فحوصات دم إضافيّة ومن بينها: تعداد الدم، حِمل مرض ينتقل بالعلاقات الجنسيّة (مثلًا: مرض الزهري)، نوع الدم وكشف المضادات، فحص بول عام، فحص السكّر أثناء الصيام، أداء الغدد الدرقيّة (TSH)، أمصال التهاب الكبد، CMV، المقوسات (توكسوبلازما) وجدري الماء - بحسب الدلائل الطبيّة فقط.

ماذا يفحص فحص الشفافيّة القفويّة؟

فحص الشفافيّة القفويّة يفحص بواسطة فحص أولتراساوند بطني أو مهبلي وجود وذمات تحت الجلد في مؤخّرة الجنين - وهي طبقة سائل رقيقة تختبئ بين الجلد وبين النسيج المرن في المؤخّرة. هناك علاقة مباشرة بين سُمك المنطقة وبين احتمال إصابة الجنين بمتلازمات كروموزوميّة، من بينها متلازمة داون، وبأمراض أخرى مثل الخلل البنيوي، تشوّهات في القلب، تشوّهات في الأوعية الدمويّة الكبيرة وغيرها.

يتمّ إجراء فحص الأولتراساوند بين الأسبوع 11 والأسبوع 13 من الحمل - وليست له قيمة معيذنة تحسم فيما إذا كانت النتيجة "سليمة" أو "غير سليمة". خلال الفحص، يتمّ إدخال قيمة شريط الشفافيّة الذي تمّ قياسها ومؤشّر حجم الجنين CRL إلى معادلة تحسب مستوى الخطورة؛ النتيجة تعكس توقّع إحصائي لاحتمال ولادة طفل مع متلازمة داون.

بالتالي، فإنّ فحص الشفافيّة القفويّة هو فحص كشفي؛ أيّ: يشير إلى احتمال وجود خلل لدى الجنين، لكن ليس بإمكان الفحص تأكيد أو استبعاد وجود الخلل. الفحص بحدّ ذاته يمكن أن يكشف حتى %70 تقريبًا من حالات متلازمة داون.

متى لا يعتبَر فحص الشفافيّة القفويّة سليمًا؟

الشفافيّة القفويّة بسُمك 3 ملم أو أكثر هي ليست سليمة؛ وفي هذه الحالة، من المهمذ توجيه المرأة لتلقّي استشارة وراثيّة، فحتى لو كانت نتائج فحص السائل السلوي وفحص الزغابات المشيميّة سليمة، ما زال من المفضّل إجراء فحوصات أخرى مثل تخطيط صدى القلب للجنين.

ماذا تفحص فحوصات الأولتراساوند الروتينيّة المشمولة ضمن فحوصات الحمل؟

خلال الحمل، من المتّبع إجراء بعض فحوصات الأولتراساوند، بحيث أنّ الفحص الاوّل من بينها يُجرى بين الأسبوع 6 والأسبوع 8 من الحمل - ويهدف إلى فحص مكان الحمل (داخل الرحم أم خارجه)، فحص عدد الأجنّة، نبض الجنين وتحديد جيل الجمل.

الفحص الثالث، والذي يُجرى من بعد فحص الشفافيّة القفويّة، يُجرى بين الأسبوع 13 والأسبوع 16 من الحمل؛ وهو فحص أعضاء الجنين المبكّر. هذا الفحص يفحص بشكل دقيق أعضاء الجنين، ويتمّ في مرحلة مبكّرة من الحمل. في هذه الأسابيع، تبدأ معظم أجهزة الجنين بالتكوّن - لذلك بإمكان فحص الأعضاء المبكّر أن يكشف عن أكثر من %90 من التشوّهات القائمة.

هناك فحص أولتراسوند آخر يتمّ إجراؤه بين الأسبوع 20 والأسبوع 25 من الحمل، وهو فحص الأعضاء المتأخّر/الموسّع. هذا الفحص عبارة عن فحص بطني - ومن المفترض أن يكشف عن التشوّهات التشريحيّة لدى الجنين. تنصح وزارة الصحّة بإجراء هذا الفحص، وهو مشمول أيضًا ضمن سلّة الخدمات الصحيّة. في هذا الفحص، يتمّ تقديم حجم الجنين، كميّة السائل السلوي ويتمّ مسح بعض أعضاء الجنين (وفقًا لقائمة حدّدتها وزارة الصحّة)، مثل: العمود الفقري، الأطراف العليا والسفلى، غرف القلب الأربع، تعداد الأوعية الدمويّة في حبل السرّة وغيرها.

إن لم تكن نتيجة الفحص سليمة، يتمّ إجراء فحص أعضاء موجَّه. فحص الأعضاء الموسّع هو فحص يتمّ إجراؤه بين الأسبوع 20 حتى الأسبوع 25 من الحمل. يتمّ إجراء الفحص بشكل خاص، وخلاله يقوم الطبيب بفحص كافة أعضاء الجنين. بالإضافة، يستخدَم هذا الفحص لقياس وتيرة نموّ الجنين (تقدير الوزن) ولتحديد مكان المشيمة.

يتمّ إجراء فحص أولتراساوند آخر في الثلث الثالث من الحمل، بين الأسبوع 28 حتى الأسبوع 32 من الحمل، وبين الأسبوع 35 والأسبوع 37 من الحمل. من خلال هذا الفحص، يتمّ تقدير وزن الجنين وقياس أبعاد الجنين وملاءمتها لجيل الحمل. بالإضافة، من خلال فحص الأولتراساوند يتمّ فحص وضعيّة وجلسة الجنين، كميّة السائل السلوي ومكان المشيمة وتدفّق الدم، بحسب الحاجة.

أيّ فحوصات يجب إجراؤها خلال الثلث الثاني من الحمل؟

إضافة لفحص الأعضاء المبكّر، يجب إجراء فحص كشف الكيمياء الحيويّة (الاختبار الثلاثي) بين الأسبوع 16 والأسبوع 18 من الحمل. هذا الفحص مشمول ضمن سلّة الخدمات الصحيّة وهو عبارة عن فحص دم بسيط. في هذا الفحص، يتمّ التحقّق من خطورة وجود تشوّهات مختلفة، وعليه يتمّ التحديد فيما إذا كان يجب إجراء فحوصات أخرى. يشمل الفحص اختبارًا ثلاثيًا (وهو يشمل فحص الزلال الجنيني، فحص HCG وفحص إستريول) أو رباعيًا (يشمل اختبارًا ثلاثيًا وفحص إنهيبين)، بحسب الحاجة وبحسب عوامل الخطورة.

فحص السائل السلوي ابتداءً من الأسبوع 16 من الحمل، يمكن إجراء فحص السائل السلوي، وذلك من أجل اكتشاف الاضطرابات الكروموزوميّة، بالإضافة إلى فحص أعضاء الجنين الأساسي / الموسّع، تحمّل السكّر، فحص بول عام وَ TSH.

في الأسبوع 26-25 من الحمل، عندما يكون هناك نوع دم RH-، يتمّ إجراء فحص كشف المضادات مرّة اخرى.

أيّ فحوصات يجب إجراؤها خلال الثلث الأخير من الحمل؟

في هذه المرحلة من الحمل، ابتداءً من الأسبوع 26 فصاعدًا، الهدف الأساسي من الفحوصات هو متابعة الحمل وهي بمثابة تجهيز المرأة للولادة. في الأسابيع 30 حتى 33 من الحمل، وفي الأسابيع 36 حتى 38 من الحمل، يتمّ إجراء فحوصات أولتراساوند إضافيّة لمتابعة نموّ الجنين، كميّة الماء، مكان المشيمة والمؤشرات الأخرى. كما ويتمّ إجراء فحوصات مختبر، مثل فحص GBS المهبلي، فحص بول وفحص تعداد دم محدّث للاطلاع عليه في غرفة الولادة. في الحالات التي يستمرّ فها الحمل لأكثر من أسبوع الحمل المتوقّع، يتمّ إجراء فحص مراقبة قلب الجنين (مونيتور)، للتأكّد من سلامة الجنين.

فحوصات الحمل. صورة توضيحيّة: شاترستوك

ماذا يفحص فحص السائل السلوي تحديدًا؟ متى يجب إجراء الفحص؟

من خلال فحص السائل السلوي، يتمّ فحص كروموزومات الجنين. فحص النمط النووي (كاريوتايب) يمكّن من تشخيص متلازمة داون (إضافة كروموزوم 21)، بالإضافة إلى زيادة أو نقص كروموزومات أخرى. خلال فحص السائل السلوي، يمكن أيضًا اكتشاف الإضافات أو النقصان الجزئي في الكروموزومات، وتكون نادرة في غالبيّة الأحيان. في حالات معيّنة (بحسب توصية أخصّائي الأمراض الوراثيّة) يتمّ إجراء فحص أكثر دقّة لكروموزومات الجنين، بحيث يفحص جينات محدّدة.

يُنصَح بإجراء فحص السائل السلوي للنساء المعرّضات لخطورة ولادة جنين مع متلازمة داون، وذلك وفقًا لنتائج فحص التصفية وكشف الكيمياء الحيويّة. إذا تبيّنت نتائج غير سليمة في فحص الأولتراساوند، وإذا كانت هناك خطورة للإصابة بمرض وراثي يمكن فحصه، بحسب الاستشارة الوارثيّة - في هذه الحالة أيضًأ يُنصَح بإجراء فحص السائل السلوي.

بالإضافة، إذا تبيّن خلال الفحوصات الوراثيّة التي أجريت قبل الحمل أنّ أحد الزوجين أو كليهما يحمل مرضًا وراثيًا معينًا، وأيضًا لدى النساء بسنّ 35 فما فوق - يجب إجراء فحص السائل السلوي.

أيّ فحوصات من المهمّ إجراؤها بعد الولادة؟

بعد مرور ستّة أسابيع على الولادة، يجب إجراء فحص لدى طبيب النساء للتأكّد من تعافي الجسم ومن عدم وجود أيّ مشكلة. في هذه الفترة، يتمّ إجراء فحص مهبلي للتأكّد من سلامة المبيضين، الرحم، عنق الرحم والمهبل؛ بالإضافة، يتمّ فحص المنطقة من حول قناة الولادة.

د. دافيد سيغال هو طبيب كبير في مجال الولادة عالية المخاطر في المركز الطبي سوروكا وفي صندوق المرضى كلاليت.

موقع ZAP DOCTORS

22/02/2020