احتقان البروستاتا

احتقان البروستاتا

تعد غدة البروستاتا (prostate gland) من الغدد التناسلية المهمة عند الرجل لأنها مسؤولة عن إفراز معظم السائل المنوي المغذي للنطاف.

تأخذ هذه الغدة شكل وحجم حبة الجوز تقريباً وتتوضع أسفل المثانة مباشرة حول الإحليل وتحيط به بالكامل.

تتكون غدة البروستاتا من نسيج غدي عضلي مشترك، وتُحاط بمحفظة متينة نوعاً ما تتشكل من نسيج ليفي عضلي يمنع تمدد البروستاتا ويجعل نسيجها محصور ضمن حيز ثابت، وهذا الأمر له دوراً كبيراً في الإصابة باحتقان البروستاتا كما سنرى لاحقاً.

تُنتج غدة البروستاتا سائل مائي القوام تكمن أهميته باحتوائه على مواد مغذية وداعمة للنطاف، ويحافظ هذا السائل الذي يشكل معظم السائل المنوي على حيوية النطاف.

تمتزج مفرزات البروستاتا مع النطاف ومفرزات الحويصلين المنويين أثناء القذف بفعل تقلص محفظة البروستاتا والألياف العضلية المحيطة بها لحظة حدوث القذف.

احتقان غدة البروستاتا ليس مرضاً بحد ذاته بالوصف الدقيق، ويمكن اعتباره كمجموعة من الأعراض التي ترافق توذم نسيج البروستاتا وتوتر محفظتها بفعل ارتفاع الضغط ضمن الغدة الناجم عن تراكم سوائل زائدة فيها وما يتلو ذلك من تأثيرات على عملية التبول لدى الإنسان أو العملية الجنسية عنده.

عادة ما تحدث أعراض احتقان البروستاتا عند الرجال النشيطين جنسياً وأشيع ما تحدث في سن الشباب عادة وبداية المراهقة.

توجد عدة أسباب وتفسيرات لحدوث أعراض احتقان البروستاتا، بعضها مثبت ومتفق عليه وبعض الأسباب الأخرى غير مثبت حتى اللحظة.

يوجد هناك أسباب واضحة ومثبتة لاحتقان البروستاتا وأسباب أخرى مقترحة لهذه الحالة، ولا يوجد دليل علمي مؤكد حول صحتها.

في مقدمة الأسباب يأتي التهاب البروستاتا، الذي له عدة أنواع حسب الآلية الإمراضية المسببة له.

كل أنواع التهاب البروستاتا سواء الجرثومي الحاد أو المزمن أو غير الجرثومي تترافق مع حدثية التهابية وتراكم للسوائل ضمن نسيج البروستاتا وبالتالي توذم غدة البروستاتا وظهور أعراض احتقان البروستاتا.

يمكن أن يحدث احتقان البروستاتا عند الأشخاص النشيطين جنسياً حيث يعمد بعض الرجال خلال ممارسة الجنس إلى تأخير حدوث القذف لإطالة مدة العلاقة الجنسية ويؤدي هذا إلى تراكم السوائل والمفرزات وتوذم نسيج البروستاتا وبالتالي ظهور أعراض احتقان البروستاتا.

يمكن أن يحدث احتقان البروستاتا أيضاً عند الشباب واليافعين في بداية العشرينات بسبب عملية الكبت الجنسي المترافق مع الإثارة الجنسية المفرطة لدى الشباب، وهذا يؤدي الى حدوث حلقة مفرغة بين الإثارة الجنسية وتراكم المفرزات التناسلية وعدم التفريغ، وبالتالي توذم البروستاتا وحدوث أعراض احتقان البروستاتا.

أسباب أخرى مقترحة للإصابة باحتقان البروستاتا

  • الأفات الولادية في غدة البروستاتا مثل الكيسات البروستاتية (Prostatic Cysts) التي تسبب ضغط موضعي ضمن نسيج البروستاتا.
  • حالات استهلاك الكحول بشدة.
  • حالات الإمساك المزمن.
  • يحدث أكثر عند الأشخاص ذوي العمل المكتبي وحالات الجلوس المستمر لفترة طويلة أو الوقوف المستمر.
  • يمكن أن يرافق أذيات النخاع الشوكي التي تؤدي إلى حدوث اضطراب في آلية حدوث القذف عند الرجل.

لا توجد علاقة أكيدة بين احتقان البروستاتا وضخامتها ولكن تتشابه الأعراض كثيراً بين الحالتين.

يمكن أن يترافق سرطان البروستاتا أيضاً مع أعراض مشابهة للاحتقان وذلك حصراً بالحالات المتقدمة للمرض، ولكن لا يعد سرطان البروستاتا سبباً للإصابة بالاحتقان.

من أهم عوامل الخطر للإصابة باحتقان البروستاتا ما يلي:

  • حالات الإثارة الجنسية المفرطة المكبوتة: كما يحدث عند الشباب الذين يتابعون باستمرار المواقع الإباحية
  • العلاقات الجنسية المتعددة: غير المضبوطة التي تكون عامل خطر لحدوث التهابات البروستاتا وبالتالي احتقان البروستاتا.
  • العمليات الجراحية على غدة البروستاتا: مثل تجريف البروستاتا يمكن أن يليها أعراض احتقان بروستاتا حتى في غياب التهاب البروستاتا.
  • التهابات الخصية والبربخ المتكررة: أيضاً تعتبر عامل خطورة لحدوث التهاب البروستاتا وبالتالي ظهور أعراض احتقان البروستاتا.

يمكن اعتبار المرضى الذين يعانون من سرعة القذف أكثر عرضة للإصابة باحتقان البروستاتا بسبب محاولة المريض تأخير حدوث القذف ولو لدرجة خفيفة.

احتقان البروستاتا والعادة السرية

الإفراط في ممارسة العادة السرية يؤدي إلى حدوث نشاط زائد جداً في غدة البروستاتا وازدياد الجريان الدموي للبروستاتا، أضف الى ذلك التعب الجسدي المرافق للإفراط في ممارسة العادة السرية الذي يؤدي إلى إنهاك عضلات الحوض المحيطة بالبروستاتا.

كل ذلك يمكن أن يشكل عامل خطورة لتراكم السوائل وتوذم نسيج البروستاتا وبالتالي أعراض احتقان البروستاتا.

في حالات معينة يمكن أن تكون العادة السرية حل علاجي عند بعض الشباب الذين يعانون من حالة فرط الشهوة أو كثرة الأفكار الجنسية، هنا يكون التفريغ المنتظم من خلال العادة السرية حل مقبول وممكن التطبيق ويريح المريض.

يمكن تقسيم أعراض الإصابة باحتقان البروستاتا الى:

1. أعراض بولية

تتعلق بالضغط الواقع على مجرى البول بسبب البروستاتا المتوذمة، وهذا يؤدي إلى ظهور أعراض مثل:

  • تقطع رشق البول.
  • صعوبة البدء بالتبول.
  • الحاجة للضغط الزائد أثناء التبول.
  • عدم الإفراغ الكامل للبول.
  • في الحالات المهملة أكثر يمكن أن نجد تكرار حدوث العداوى البولية وزيادة عدد مرات التبول والإلحاح البولي المستمر.

2. أعراض جنسية أو تناسلية

  • حدوث آلام حوضية خلال العملية الجنسية وبمنطقة العجان مرافق بالشعور بالثقل بالمنطقة.
  • آلام بالخصيتين تزداد خلال القذف أو أثناء الجماع.
  • أيضاً آلام أسفل الظهر يمكن أن تكون عرض مرافق للحالة ويزداد هذا الألم خلال النشاط الجنسي خاصة المطول.

3. أعراض متعلقة بالعامل المسبب

في حال وجود مرض مسبب لاحتقان البروستاتا يمكن ملاحظة وجود أعراض أخرى مرافقة تتعلق بالعامل المسبب، على سبيل المثال في حالة التهاب البروستاتا الحاد يمكن ملاحظة وجود الأعراض مثل: ترفع حروري وآلام بالمفاصل وسوء حالة عامة.

أعراض احتقان البروستاتا الشديد

يمكن أن يؤدي احتقان البروستاتا الشديد المهمل وغير المعالج الى تبدلات في عضلات المثانة بسبب الانسداد المستمر.

تبدأ الحالة بحدوث أعراض تخريشية بولية للمريض مثل كثرة التبول والبوال الليلي، وتصل في الحالات المتقدمة أكثر لحدوث حالات أسر بولي كامل وعدم القدرة على التبول بالكامل.

احتقان البروستاتا وكثرة التبول

كثرة التبول ترافق احتقان البروستاتا الشديد غير المعالج وتحدث بآليتين من خلال:

  1.  حدوث فرط تشنج بعضلة المثانة بسبب الانسداد.
  2.  كما يمكن أن تحدث بسبب وجود عدوى بولية مرافقة لاحتقان البروستاتا.

احتقان البروستاتا وضعف الانتصاب

قد تؤثر الآلام أثناء الجماع التي تحدث عند مريض احتقان البروستاتا سلباً على الأداء الجنسي لدى المريض بسبب العامل النفسي، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض الشهوة لديه والخوف من العملية الجنسية، وقد تنعكس هذه الحالة على الشخص من خلال حدوث ضعف انتصاب نفسي المنشأ لديه.

كما أن الشخص المصاب باحتقان البروستاتا نتيجة وجود التهاب في البروستاتا قد يعاني أيضاً من حالات ضعف انتصاب، وخاصة في الحالات المزمنة من مرض التهاب البروستاتا.

تشخيص احتقان البروستاتا هو تشخيص سريري حصراً من خلال استجواب المريض والقصة السريرية فقط، ونادراً ما يلجأ الطبيب إلى استقصاءات إضافية في الحالات الوصفية.

يكون تحليل البول وفحص السائل المنوي غالباً طبيعياً في احتقان البروستاتا.

علاج احتقان البروستاتا علاج توجيهي سلوكي بالدرجة الأولى، ويمكن أن نلجأ لعلاجات دوائية لتسريع عملية الاستجابة للعلاج السلوكي وإراحة المريض، إضافة لعلاج العامل المسبب في حال وجوده، مثل علاج التهابات البروستاتا.

الإفراغ المستمر من خلال الاستمناء (العادة السرية) ضمن فترات منتظمة وبدون كثرة ممارسته يؤدي الى تحسن ملحوظ بالأعراض، خاصة عند الشباب في بداية العشرينيات من العمر.

  • علاج احتقان البروستاتا بالرياضة

يمكن أن تكون التمارين الرياضية الخفيفة والمشي لفترات منتظمة عاملاً مساعداً في تخفيف أعراض احتقان البروستاتا.

تكمن أهمية ذلك في دور الرياضة المنتظمة في تقوية عضلات الحوض في تحسين الجريان الدموي في الحوض وتخفيف الركودة الدموية المرافقة لاحتقان البروستاتا.

أكبر فائدة لهذا النوع من العلاج تكون عند الأشخاص الذين يملكون نمط حياة مكتبي وطبيعة عمل تقتضي الجلوس لفترات طويلة جداً.

  • علاج احتقان البروستاتا بالتدليك (Prostate Massage)

يمكن أن يلعب تمسيد غدة البروستاتا من خلال الشرج بالإصبع دوراً هاماً في التخفيف الفوري والسريع لأعراض احتقان البروستاتا.

حيث يؤدي التمسيد إلى تخفيف التوتر والتوذم الحاصل ضمن محفظة البروستاتا بسبب تراكم السوائل والمفرزات وبالتالي يمكن ملاحظة حدوث تحسن فوري ومباشر في الأعراض لدى المريض.

  • علاج احتقان البروستاتا بالأعشاب

توجد بعض المركبات الدوائية العشبية التي تلعب دوراً يشبه الدور العلاجي لحاصرات مستقبلات ألفا في علاج احتقان البروستاتا، وتؤدي هذه الأدوية إلى إرخاء محفظة البروستاتا وتخفيف توتر الألياف العضلية ضمن محفظة البروستاتا.

من هذه المركبات العشبية نذكر مشتقات بذور اليقطين، كما توجد تركيبة عشبية من نبات يسمى البلميط المنشاري (Saw palmetto)  تساهم في العلاج العرضي لاحتقان البروستاتا.

إن نباتات مثل القنفذية (Echinacea) والقُرّاص (Nettle) مفيدة جداً في إنقاص الاحتقان والالتهاب، لكن يجب استهلاكها حسب توجيهات الممارس الطبي.

مدة علاج احتقان البروستاتا

لا يوجد مدة زمنية واضحة أو ثابتة لعلاج احتقان البروستاتا.

في حال وجود عامل مسبب مباشر مثل التهابات البروستاتا يجب العلاج حتى التأكد من شفاء الحالة، وفي بعض أنواع التهابات البروستاتا يمكن أن يستمر العلاج حتى شهرين.

بقية الحالات، خاصة المعتمدة على التوجيهات السلوكية، قد ترافق المريض طيلة حياته لتجنب تكرار الحالة والتجنب المستمر للعوامل المسببة.

يرتكز العلاج الدوائي العرضي على استخدام أدوية ترخي محفظة البروستاتا وبالتالي تخفف الضغط ضمن المحفظة مثل حاصرات مستقبلات ألفا. ويجب الاستمرار بالعلاج بها لفترة لا تقل عن ثلاثة أسابيع لتحقيق الاستجابة المطلوبة.

المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تستخدم للتخفيف العرضي للآلام، ومدة استخدامها ترتبط براحة المريض واستجابته للمسكنات.

تتمثل الوقاية من حدوث احتقان البروستاتا في الدرجة الأولى بتجنب العامل المسبب المباشر إن وجد، على سبيل المثال:

  • تخفيف ممارسة العادة السرية.
  • الابتعاد عن التفكير بالأمور الجنسية، والانشغال بأي عمل أخر.
  • تجنب العلاقات الجنسية المتعددة.
  • تجنب الجلوس لفترات طويلة، وممارسة الرياضة بانتظام.
  • الابتعاد عن شرب الكحول والتدخين.
  • التفريغ من خلال الاستمناء شرط أن يكون مضبوط وغير مبالغ فيه.
  • المتابعة مع الطبيب الأخصائي عند حدوث أعراض احتقان البروستاتا للوصول للتوجيهات الأصح والأدق حول الحالة.

لا توجد مضاعفات خطيرة أو دائمة لاحتقان البروستاتا، بالمجمل هو حالة مؤقتة ويمكن أن تزول عفوياً عند عدم وجود سبب مرضي عضوي للحالة.

هل يؤثر احتقان البروستاتا على الانجاب؟

لا يوجد أي تأثير لاحتقان البروستاتا على تركيب السائل المنوي في الحالات مجهولة السبب.

عندما يكون احتقان البروستاتا تالياً لالتهاب البروستاتا يمكن أن يسبب الالتهاب ضعفاً مؤقتاً في حركة النطاف وهذا يعيق عملية التلقيح ويزول هذا التأثير بمجرد زوال العامل المسبب وعلاج التهاب البروستاتا بشكل كامل.

25/07/2017
  • Prostatitisradicalcure.com: Prostate congestion does not equal to prostatitis
  • PR Buzz: How to deal with prostate congestion symptoms?
  • Wikipedia, the free encyclopedia: Prostatic congestion
  • Simple-Remedies- (Simple-Remedies.com): What Causes Congestive Prostatitis? Its Prevention And Remedies