موازنة مستوى السكر في شهر رمضان المبارك
د. مسلمة بيدوسي، أختصاصي أمراض باطنية غدد صماء وسكري "على مرضى السكري الاستعداد للشهر الكريم والاهتمام بموازنة مستوى السكر في الدم" ، "التوازن اليوم أسهل من السابق بفضل الأدوية الحديثة والتي تساعد أيضا على الصيام بأمان"
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يحتاج مرضى السكري الى الاستعداد لصيام الشهر الفضيل بأمان، ومع تقدم الطب والعلاجات الحديثة، أصبح صيام مرضى السكري أسهل وأكثر آمنا من ذي قبل. وللحديث عن النصائح والارشادات التي على مرضى السكري اتباعها، التقينا د. مسلمة بيدوسي، أختصاصي أمراض باطنية وغدد صماء، وكان معه هذا الحديث.
*ماذا يتوجب على مرضى السكري القيام به ونحن على اعتاب الشهر الفضيل؟
"على مرضى السكري الذين يرغبون بصيام الشهر الفضيل التوجه الى الطبيب قبل حلوله بفترة كافية، لتقييم حالاتهم وتحديد مدى الخطورة التي يشكلها الصيام عليهم، وذلك لمساعدتهم على الصيام بشكل آمن، باستطاعة معظم مرضى السكري الصيام بشكل آمن، خاصة في ضوء توفر الأدوية الجديدة الموجودة اليوم. نسبة قليلة من مرضى السكري وخاصه الذين يعانون من مضاعفات السكري مثل الفشل الكلوي او الامراض المزمنه الصعبه، او النساء الحوامل خاصه من يتلقين حقن الانسولين، يشكل الصيام خطرا عليهم ويتوجب عليهم الإفطار.
أما مريض السكري غير المتوازن الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم كأن يكون المعدل (180- 300 مغم/ دسل، ونسبة الهيموغلوبين المتراكم (المتسكر) التي تجاوز 10%. فلا يجوز له الصيام ولكن يتوجب عليه التوجه الى الطبيب وتناول العلاجات خاصه الجديدة التي تمكنه من خفض مستوى السكر في الدم وعندها يستطيع اغلبهم الصيام بشكل آمن ".
*هل من استعدادات خاصة يجب ان يقوم بها الطبيب والمريض؟
"الأمر الهام في هذا الجانب هو الاستعداد لصيام الشهر الكريم وذلك بالتوجه لطبيب العائله او الطبيب المختص في علاج مرض السكري قبل بدايه الصيام بفتره زمتيه كافيه (4-8 أسابيع)، وذلك لتحديد وتعديل جرعات الأدوية، توقيت الأدوية، وربما تغير بعض الادويه واستبدالها بادويه افضل تمكنه من موازنه مستوى السكر في الدم بشكا افضل واكثر امنا وتمكنه من الصيام بشكل امن.
كما ينبغي عليه تنظيم الطعام وفق الهدي النبوي فيتجنب الافراط في الطعام مع وجبة الإفطار وخاصة المشروبات المحلاة والأطعمة الغنية بالنشويات التي قد تتسبب بارتفاع حاد بمستوى السكر لذا يفضل توزيع الطعام على3 وجبات متساوية الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحور, الاكتفاء بتناول 2-4 حبات تمر مع الافطار . ثم إداء صلاة المغرب ومن ثم إستكمال الافطار بعد ذلك, تناول الأغذية المحتوية على كمية من الألياف الغذائية ضمن مكونات الوجبات مثل البقوليات والخضراوات وفواكه كالبرتقال والتفاح والموز و تجنب السكر والملح والأغذية المالحة قدر الامكان. الإكثار من شرب الماء والسوائل عديمة السكر 2-3 ليتر أثناء الليل لتجنب الجفاف بين الإفطار والسحور وخاصة لدى كبار السن. وأخيرا تناول وجبة السحور والأفضل تاخيرها قدر الإمكان لتقليل مدة الصوم. ويوصي باستشاره خبيرة التغذية من اجل ذلك. طعامه متوازنا.
كما ينبغي على مريض السكري قياس مستوى السكر في الدم خلال الصوم (وخاصه من يتناول حقن الانسولين وهنا وتيرة الفحص تتعلق بحالته والأدوية التي يتناولها، وبحددها الطبيب المختص)، وإجراء هذا الفحص جائز ولا يؤدي الى افطار الصائم،
وعادة يتوجب على مريض السكري من النوع الاول او المصنف في مجموعات الخطر ان يقيس نسبة السكر بالدم خلال ساعات الصيام 6 – 7 مرات في اليوم. والان تتوفر لمريض السكري من النوع الاول في سله الدواء (סל הבריאות) اجهزه جديده لمتابعه مستوى السكر دون الحاجه لوخز الإصبع الروتيني مما يسهل من موازانه مستوى السكر في الدم وتقليل خطر انخفاض السكر في الدم هذه التقنيات خاصه اذا صاحبها استخدام مضخه الانسولين والالتزام بمتابعه عياده السكري التخصصيه يمكن اغلب مرضى السكري من الصيام بامان.
اما مريض السكري من النوع الثاني بدرجات خطورة قليلة فيكفيه ان يقيس مستوى السكر مرة او مرتين في اليوم،
وختاما فقد اثبتت الأبحاث ان أغلب المرضى الذين يتلقون توجيهات والارشادات قبل بدايه الصيام ويسيرون وفقها يستطيعون الصيام بأمان وبدون خطورة".
*حدثنا عن العلاجات الجديدة للسكري ومدى ملاءمتها للصيام؟
الحمد لله هنالك اليوم ثوره حقيقيه في مجال علاج مرض السكري، حيث ان هنالك الكثير من الأدوية الحديثه التي تمكن مريض السكري من التوازن دون التعرض لمشاكل بعض الادويه القديمه خاصه انخفاض مستوى السكر وزيادة الوزن. وتزداد أهمية الأدوية الحديثه في شهر رمضان الكريم حيث تمنح مريض السكري فرصة الصيام الآمن مع الحفاظ على توازن مستوى السكر ويعود ذلك عليه بالفائدة على المدى القريب والبعيد.
فعلى صعيد الادويه التي يتم تنولها عن طريق الفم فيحبذ تجنب ادوية تحفز افراز الانسولين السولفونيل اوريه لانها يمكن ان تسبب انخفاض مستوى السكر وينصح بتغيير هذه الادوية لادويه اكثر امانا خاصة من لديه الامكانية لتغييرها، ومن لا يملك الامكانية (المادية) فبالامكان تقليل وجبة الدواء وأخذ نصف الكمية بشكل آمن.
هنلك الكثير من الادوية الآمنة: أولا, بيوجلتزون (الاكتوس) بالامكان تناولها عنذ الافطار اوالسحور ، ثانيا, مثبط مستقبلات DPP-4 من مجموعة الانكريتينات ، ثالثا, معيقات SGLT2 وهي ادوية تساعد على خروج السكر الزائد من الجسم عن طريق البول، وهو يؤدي أيضا لانقاص الوزن، مثل الجارديانس والفورسيغا، رابعا, الميتفورمين والجلوكوفاج الذي يقلل من إنتاج الغلوكوز في الكبد , و يحسن حساسيه الجسم للإنسولين .
اما على صعيد الادويه التي يتم تناولها عن طريق الحقن: أولا, حقن قرين GLP-1 من مجموعة الانكريتينات التي تساعد الجسم على انتاج انسولين إضافي كاستجابه لارتفاع مستوى السكر في الدم, وتقلل من انتاج السكر, وتزيد من الشعور بالشبع في الجسم وبذلك تقلل من الوزن وتخفض مستوى السكر في الدم فقط عندما يكون السكر مرتفعا وهي بذلك على خلاف حقن الانسولين التي تزيد من الوزن ويمكن ان تؤدي للانخفاض مستوى السكر في الدم. وتضم هذه امجموعه أربعة اعضاء حقن يوميه اللوكسوميا والفيكتوزا وحقن اسبوعيه تروليستي وبيدوريون. ثانيا, الأنسولينات الاساسيه الجديده التي تتميز بسهوله الاستعمال امد تاثير أطول ومرونه توقيت التناول مع التقليل من خطر انخفاض مستوى السكر في الدم مثل توجييو (صيغه محسنه للانتوس) و تريجلوديك . وينصح لمن يتناولها بخفض %30 من الكمية وصيام يوم قبل رمضان تحت اشراف عياده السكري من اجل تحديد الجرعه المثاليه. لتفادي هبوط مستوى السكر خلال الصيام. رابعا, الانسولينات السريعة فيتناول نفس الكميه التي يتنولها مع الوجبه الاساسيه عند الافطار مباشرة واذا دعت الحاجه فنصف الكميه التي يتناولها صباحا. خامسا, توجد مجموعة من الادوية الحديثة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وهي علاجات جديده تحتوي على مركبين فعاليين: انسولين قاعدي (أساسي) ذو تاثير مطول يساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم خلال اليوم وقرين GLP-1 ويكمل الدواءان الواحد الآخر، وهذا الامر يخفف عن المريض، فبدلا من تناول حقنتين او اكثريتم تناول حقنة واحدة، من بين هذه العلاجات توجد حقن سوليكوا (soliqua ) وزولتوفي (Zultophy ) . وهي تعتبر ثوره علاجيه مقارنه بالعلاجات التقليديه خاصه الانسولين السريع.
من المهم التنويه ان الحقن تحت الجلد على مختلف انواعها لا تؤدي الى الافطار،
وينصح بتناولها قبل حلول شهر رمضان بشهر، اما من يأخذ هذه الأدوية وهو متوازن فبامكانه الاستمرار فيها بشكل آمن في رمضان ولا حاجة لتغيير الجرعة والتوقيت
*كلمة أخيرة ماذا تقول فيها؟
"اتمنى ان يبلغنا الله تبارك وتعالى الشهر الكريم ويعيننا على صيامه. وانصح المرضى بالتوجه لطبيب العائله او الطبيب المختص قبل بدايه الصيام بفتره زمتيه كافيه ، وذلك ليتمكن من الصيام بشكل امن.
كما ينبغي عليه تنظيم الطعام وفق الهدي النبوي فيتجنب الافراط في الطعام مع وجبة الإفطار ويؤخر السحور. بالنسبة للمرضى غير المتوازنين يجب عليهم التوازن ، ليتمكنوا من الصيام. والتوازن سهل جدا اليوم بفضل الادوية الجديدة.